مسلمو نيوزيلندا يصلون اليوم في «مسجدي المجزرة»

● اعتداءات على 4 مساجد في برمنغهام
● مسلمو النمسا: نائب المستشار يحرض على العنف

نشر في 22-03-2019
آخر تحديث 22-03-2019 | 00:04
تشييع أحد ضحايا المجزرة في كرايستشيرش أمس (أ ف ب)
تشييع أحد ضحايا المجزرة في كرايستشيرش أمس (أ ف ب)
بعد يوم من بدء مراسم حاشدة لتشييع ضحايا أسوأ مجزرة في تاريخ البلد المسالم، قررت نيوزيلندا فتح مسجدي مدينة كرايستشيرش أمام المصلين المسلمين، تزامناً مع إقرار الحاكم العام حظر حيازة الأسلحة الهجومية في خطوة أحيت من جانب آخر دعوات مماثلة في الولايات المتحدة.
وسط تجمعات من مختلف الأديان تعبيراً عن وحدتهم في مواجهة العنصرية، أعلنت الشرطة النيوزيلندية أنها ستعيد اليوم فتح مسجدي مدينة كرايستشيرش أبوابهما مرة أخرى أمام المصلين، بالتزامن مع دخول قوانين حظر السلاح حيز التنفيذ.

وبعد مرور أسبوع على مقتل 50 شخصاً على يد الأسترالي العنصري المؤمن بتفوّق العرق الأبيض برينتون تارانت، في مسجدي أكبر مدن ساوث آيلاند على الساحل الشرقي، قالت الشرطة النيوزيلندية، في بيان على «تويتر»، «كما هو متوقع، ستتم إعادة فتح المسجد الواقع في لينوود أفنيو أمام المصلين، (اليوم) قبل وقت صلاة الجمعة»، موضحة أنها «أكملت معاينتها وتحقيقها، لكنها ستحتفظ بوجودها هناك في الأيام المقبلة. أما المسجد الثاني الواقع في دينز أفنيو فسيفتح أبوابه أمام المصلين غداً (اليوم) الجمعة».

ولليوم الثاني على التوالي، تجمع المئات تحت سماء رمادية في مدينة كرايستشيرش، لوداع الضحايا وبينهم مواطنة اعتنقت الإسلام ورجل قتله القاتل بعد أن حياه.

ارتداء الحجاب

ودعا نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي نساء نيوزيلندا لارتداء الحجاب، اليوم، تضامناً مع مسلمي الجزيرة، بمناسبة مرور أسبوع على مجزرة المسجدين.

ولفتت آنا توماس، إحدى منظمات فعالية «الحجاب من أجل التضامن» عبر «فيسبوك»، إلى أن «دعوتها لقيت دعماً من مئات الأشخاص». وقالت «لنسير بجانب شقيقاتنا المسلمات إبداء للاحترام».

وانطلقت دعوة مماثلة في صفحة تسمى «الحجاب من أجل الانسجام»، دعا عبرها نشطاء، نساء نيوزيلندا إلى ارتداء الحجاب في العمل والمدارس أو النوادي، في «بادرة رمزية للتضامن». كما انطلقت دعوة ثالثة على صفحة تسمى «الحجاب يوم الجمعة»، من أجل الغرض نفسه.

وفي وقت سابق، أعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا آردرن، رفع الأذان والوقوف دقيقتي صمت، في ذكرى مرور أسبوع على المجزرة المروعة.

حظر الأسلحة

وفي تعديل سريع على للقوانين التي سمحت للقاتل بشراء أسلحته بصورة قانونية، حظرت السلطات اعتباراً من يوم، أمس، حيازة الأسلحة نصف الآلية والبنادق الهجومية، وكذلك مخازن الذخيرة الكبيرة وغيرها من الوسائل التي تسمح بإطلاق رشقات من الرصاص، على أن يعرض التعديل على البرلمان في بداية أبريل.

وسيتم إطلاق برنامج لإعادة شراء الأسلحة الموجودة لدى الناس، بمبلغ يقدّر بين مئة مليون دولار نيوزيلندي ومئتي مليون (نحو 120 مليون يورو).

ووفق التقديرات يوجد في نيوزيلندا 1.5 مليون قطعة سلاح على الأقل، بما يوازي ثلاث قطع سلاح لكل عشرة سكان، وهو أقل مما في الولايات المتحدة، حيث تصل النسبة إلى أكثر من قطعة لكل شخص.

التعاون الإسلامي

إلى ذلك، وجهت أنقرة دعوات إلى ممثلي المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحضور الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي اليوم بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وزير خارجية نيوزيلندا وينستون بيترز لبحث الهجوم «الإرهابي»، وظاهرة العنف المتزايد نتيجة «كراهية الإسلام والأجانب والعنصرية».

وفي تراجع ضمني، أوضح رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخرالدين ألطون، تصريحات «قوية» للرئيس رجب طيب إردوغان لوح فيها بمعارك انتصر فيها الأتراك على أستراليا ونيوزيلندا خلال الحرب العالية الأولى، معتبراً أنها «أخرجت عن سياقها».

وكان إردوغان، قال أمام حشد من مؤيديه موجهاً الكلام إلى منفذ هجوم المسجدين: «نحن هنا من آلاف السنوات، وسنبقى إلى قيام الساعة، ولن تتمكن من تحويل إسطنبول إلى القسطنطينية... جاء أجدادك ورأوا أننا هنا ثم عاد بعضهم في حين غادر البعض الآخر في أكفان، وإن أتيت بالنية ذاتها فسنكون بانتظارك».

وكانت قوات من نيوزيلندا وأستراليا بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا قاتلت ضد جنود أتراك في معركة «جناق قلعة»، أو ما يُعرف بـ»Gallipolis»، عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي أودى بحياة الآلاف وأدى إلى فشل محاولة الاحتلال هذه.

إردوغان يستخدم الفيديو المروع مجدداً

ورغم غضب سلطات نيوزيلندا بإجراء مماثل الاثنين، استخدم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، مجدداً في حملته الانتخابية تسجيل الفيديو الذي صوره منفذ المجزرة المروعة، وعرضه في تجمع حاشد في مدينة إسكيشير، من أجل مهاجمة زعيم حزب المعارضة الرئيسي كمال كيليتشدار، الذي حذّر من أن الإرهاب متجذر في العالم الإسلامي، وهجرة المسلمين لنيوزيلندا تقف وراء الاعتداء المروع.

مساجد برمنغهام

في بريطانيا، أعلن رئيس شرطة ويست ميدلاندز دايف تومسون، أمس، تعرض أربعة مساجد في مدينة برمنغهام لأضرار، ليل الأربعاء ــ الخميس، ضمن أحدث سلسلة من أعمال العداء ضد المسلمين بعد هجوم المسجدين في نيوزيلندا.

وقال تومسون، في بيان، إن المحققين ورجال شرطة مكافحة الإرهاب يحققون في الحادث، موضحاً أنه «منذ وقوع الأحداث المأساوية في نيوزيلندا، يعمل رجال الشرطة مع شركائهم في أنحاء المنطقة لتقديم الدعم للمساجد والكنائس وأماكن العبادة».

وأضاف: «في الوقت الحالي نحن لا نعلم الدافع وراء الهجمات، لكن في الأوقات الصعبة مثل هذه، من المهم جداً أن يتحد الجميع أمام من يريدون إحداث اضطرابات وزرع الخوف في مجتمعاتنا».

مستشار النمسا

وفي النمسا، رفعت الهيئة الإسلامية الرسمية، أمس، دعوى قضائية ضد نائب المستشار زعيم حزب الأحرار اليميني المتطرف هانس كريستيان شتراخه، بتهمة التحريض على العنف والكراهية ضد المسلمين ومؤسساتهم.

فعالية ارتداء الحجاب تلقى صدى واسعاً بين النيوزيلنديات
back to top