«مستقبل اللغة العربية» ضمن فعاليات «حديث الاثنين» في مركز جابر

السرحان والمحميد طرحا رؤيتهما انطلاقاً من عرض موجز لتاريخ اللغة

نشر في 20-03-2019
آخر تحديث 20-03-2019 | 00:00
المشاركون في ندوة «مستقبل اللغة العربية»
المشاركون في ندوة «مستقبل اللغة العربية»
شهدت القاعة المستديرة في مركز جابر الأحمد الثقافي، أمس الأول، فعالية «حديث الاثنين»، ضمن الموسم الثقافي للمركز، متضمنة ندوة عنوانها «مستقبل اللغة العربية» وشهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً، وشارك فيها يوسف محمد المحميد، ود. عبدالله السرحان، وأدارها يوسف السنافي.

وطرح في هذا الحديث العديد من التساؤلات عن حال اللغة العربية، منطلقين من عرض موجز لتاريخها وتطورها عبر الزمن، كي نصل إلى أرضية مشتركة يمكن من خلالها فهم واقع اللغة العربية ومستقبلها.

في البداية، قال السنافي: إن اللغة تتسع وتنكمش على قدر المعطى الحضاري- الاقتصادي- في مرحلة تاريخية معينة، ولو أنها لا تخضع لأحكام التطور الاجتماعي بالوتيرة التي تحدث للطبقات والمجتمعات، تبعاً لقناعات الألسنيين المعاصرين، وبقدر الحاجة التي يمليها التطور في وقت ما تتكامل اللغة وتنضج من أجل أن توفر أداة التعبير عن مستلزمات الوقت، وفي المستوى ذاته يمكن القول، إن المجتمع الذي يشهد هبوطاً في القوى المنتجة وتدهوراً لاحقاً في تكويناته الثقافية والحضارية لا بد أن يواجه أزمة لغة تتناسب مع حالة الركود التي يعانيها.

من جانبه قال المحميد، إن اللغة لا تدخل في صراع مع الفصحى، العربية الفصحى واللهجة هما مستويان من لغة واحدة عليهما أن يتعايشا مع بعضهما بعضاً دون أي خلافات وعداء ومحاولة إقصاء، وما نحتاجه لتكون اللغة العربية أكثر حضوراً في المجتمع هو التركيز على الجانب الجمالي الذي يرغب المتلقي فيه من اللغة العربية الفصيحة على أصولها فيتواصل مع التراث ويكسب ثماره المتوقعة من تعلم العربية والتواصل مع الدين والأدب العربي والهوية العربية وترسيخ هذه الهوية.

وعلى هامش الندوة تحدث المحميد عند سؤاله عن مدى اندثار اللغة العربية في المستقبل قائلاً: «اللغة العربية لن تندثر أبداً، وما سيحدث أنها ستتراجع إن لم نتدارك هذا التراجع بسياسات لغوية وتربوية تحميها من هذا التراجع، أما في أقصى حالات التراجع فلن تموت العربية لأن القرآن الكريم موجود».

وعن كتابة البعض في العامية قال المحميد: «من الزاوية الأدبية نحن نقبل بأدب شعبي على مستوى الشعر أو القصيدة فلمَ لا نقبل بصور أخرى من الأدب الشعبي، لكن على أن يعرض هذا العمل بحيث يكون مؤدياً للوظيفة الأدبية، أما أن يترك الموضوع سدى فهو وإن كان يؤثر على لغة الجيل لكنه لن يكون خطيراً لأن الجيل عندما يكبر هذه الروايات لها مدى زمني قصير جداً في الحياة، أي تموت بمجرد أن يكبر القارئ سنة واحدة أو أن يطّلع قارئها على رواية من الروايات التي كتبت في مستوى الأدبي العائلي».

من جانبه، تحدث د. السرحان عن اللغة العربية وتاريخها وتطورها ومستوياتها وصورها إلى اليوم، لافتاً إلى أن التصور الشائع للغة العربية هي فصحى وعامية وهو تصور خاطئ تماماً.

واستكمل د. السرحان حديثه عن حال اللغة العربية ومستقبلها، متناولاً أثر الترجمة، وصور اللغة العربية من اللغة العربية العتيقة، ثم المرحلة الثانية وهي ما بعد القرن الثامن الهجري، ثم مرحلة ما بعد الجاحظ، واللغة العربية الوسطى إن صح التعبير، واللغة العربية الحالية، مشيراً إلى أن هذه المستويات توجد منها اليوم صور مختلفة كلها بقيت اليوم في اللهجات وفي اللغة العربية الفصحى.

وأكد أن مستقبل اللغة العربية باقٍ ويتمدد، لكن السؤال في أي صورة من الصور، فهناك صور مختلفة وموجودة، جزء منها يذهب وآخر يبقى وثالث يتطور، والتطور مستمر باستمرار اللغة، فإذا تكلمنا عن مستوى اللغة العربية العتيقة الموجودة في فترة ما قبل الإسلام وصدر الإسلام جزء منها موجود اليوم في اللهجات، لذلك سيكون مستقبل اللغة العربية كما كان في الماضي، تغيرات مستمرة بعض الصور ثابتة، بعضها سيُتحدث به، وبعضها لن يُتحدث به، فكما كان الماضي سيكون المستقبل.

back to top