49 قتيلاً في هجومين على مسجدين في نيوزيلندا

نشر في 15-03-2019 | 13:45
آخر تحديث 15-03-2019 | 13:45
No Image Caption
قتل 49 شخصاً خلال صلاة الجمعة في اعتداءين على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، بحسب ما أعلنت السلطات، فيما تم التعرف على أحد المنفذين وهو أسترالي من اليمين المتطرف.

وتحدّثت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن عن «أحلك الأيام» في تاريخ هذا البلد الواقع في جنوب المحيط الهادئ وكان يعدّ آمناً قبل أسوأ اعتداءات تستهدف مسلمين في بلدٍ غربي.

وروى شهود أنهم رأوا جثثاً مضرجة بالدماء، مشيرين إلى وجود أطفال ونساء من بين القتلى.

وطلبت الشرطة من الناس عدم مشاركة «صور مؤلمة للغاية» بعد نشر مقطع فيديو يظهر فيه رجل أبيض يصور نفسه وهو يطلق النار على المصلين في مسجد.

وقالت جاسيندا أرديرن «لا يمكن وصف ذلك سوى بأنه هجوم إرهابي» وأضافت أن 20 شخصاً على الأقل أصيبوا بجروح بالغة.

وتابعت أن الاعتداءين «تم التخطيط لهما بشكل جيد بحسب معلوماتنا».

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن منفذ أحد الهجومين «متطرف يميني» أسترالي.

وتعقيباً على الهجومين قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان «أندد باشد العبارات بالاعتداء الإرهابي الذي نفذ ضد مسلمين كانوا يصلون في نيوزيلندا»، واصفاً ذلك بأنه «مثال جديد على تصاعد العنصرية والعداء للإسلام».

وقال اردوغان خلال تشييع وزير تركي سابق إنه «من خلال هذا الهجوم، فإن العداء للإسلام الذي كان العالم يراقبه مكتوف اليدين وحتى مشجعاً لبعض الوقت، تجاوز المضايقات الفردية للوصول إلى مستوى القتل الجماعي».

ولم يعرف بعد عدد منفذي عمليتي إطلاق النار لكن أرديرن ذكرت توقيف ثلاثة رجال، وأفادت الشرطة أنه تم توجيه تهمة القتل إلى أحد المسلحين، مضيفةً أن الجيش قام بتفكيك عبوات ناسفة يدوية الصنع.

وروى فلسطيني كان موجوداً في أحد المسجدين أنه رأى رجلاً يفارق الحياة بعدما تلقّى رصاصةً في الرأس.

وقال هذا الرجل الذي لم يشأ الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس «سمعت ثلاث طلقات نارية سريعة، وبعد عشر ثوانٍ، بدأ كل هذا. لا بدّ وأنه سلاح آلي فلا أحد يستطيع أن يضغط على الزناد بهذه السرعة»، وتابع «بعد ذلك بدأ الناس يخرجون وهم يركضون وبعضهم كان مغطى بالدماء».

وبيّنت صور ومقاطع فيديو متداولة على الانترنت لكن لم يجر تأكيد صحتها رسمياً، أن المهاجم قد شارك عمليته مباشرةً على فيسبوك.

وقامت فرانس برس بالتحقق من تلك المقاطع التي أزيلت بعد ذلك، وقال صحافيون مختصون في هذا المجال أن تلك المقاطع حقيقية.

وكتب على أحد الحسابات المرتبطة بصفحة فيسبوك التي نشرت عبرها المقاطع، منشوراً يتحدّث عن فرضيات «الاستبدال الكبير» المتداولة في أوساط اليمين المتطرف وتتبنى نظرية اندثار «الشعوب الأوروبية».

واستهدف الاعتداءان مسجد النور في وسط مدينة كرايست تشيرش حيث قتل 41 شخصاً بحسب الشرطة، ومسجداً في ضاحية لينوود التابعة للمدينة.

وروى شاهد لموقع الأخبار النيوزلندي «ستاف» أنه كان يؤدي الصلاة في مسجد النورعلى جادة دينز عندما سمع صوت إطلاق النار. ولدى محاولته الهرب، شاهد جثة زوجته صريعة أمام المسجد.

وقال رجل آخر إنه شاهد أطفالاً يقتلون، متابعاً أن «الجثث كانت في كلّ مكان».

وقال شاهد لإذاعة «راديو نيوزيلاند» إنه سمع إطلاق النار ورأى أربعة اشخاص ممددين على الأرض «والدماء في كل مكان».

وأغلقت قوات الأمن محيط وسط المدينة قبل أن ترفع تلك الإجراءات بعد عدة ساعات. وطلبت الشرطة من المسلمين تفادي الذهاب إلى المساجد «في كافة أنحاء نيوزيلندا».

فتحت البلدية خطاً ساخناً لأهالي أطفال كانوا يتظاهرون في مكان قريب من أجل التغير المناخي.

وأغلقت كلّ مدارس المنطقة، فيما طلبت الشرطة «من كل المتواجدين في وسط مدينة كرايست تشيرش عدم الخروج إلى الشوارع والإبلاغ عن أي تصرف مشبوه».

وأغلقت المباني العامة مثل المكتبة المركزية.

وكان فريق الكريكيت البنغلادشي، وهي لعبة محبوبة جداً في نيوزيلندا، يؤدي الصلاة في أحد المسجدين لدى وقوع الهجوم لكن لم يصب أي من اللاعبين بجروح، بحسب متحدّث باسم الفريق.

وقال لوكالة فرانس برس «إنهم بأمان. لكنهم بحالة صدمة. لقد طلبنا من الفريق البقاء في الفندق».

ورفعت نيوزيلندا، المعروفة بانخفاض معدل الجريمة فيها، مستوى الإنذار الأمني من منخفض إلى «عالٍ».

وكإجراء وقائي، فجرت الشرطة حقيبتين بدا أنهما متروكتان قرب نقطة حراسة في أوكلاند.

وبحسب تعداد للسكان لعام 2013، يعرّف 46 ألف شخص في نيوزيلندا عن أنفسهم على أنهم مسلمون، وهم يشكلون بذلك حوالي 1% من السكان.

وعام 2017، قتل ستة مسلمين في مسجد في كيبيك في كندا وحكم على منفذ الهجوم بالسجن مدى الحياة.

back to top