روحاني يشيد بـ «الحشد» ويقبل بـ «حلول وسط» مع العراقيين

بغداد ترفض إلغاء التأشيرات وتكتفي بشطب رسومها وتؤجل مناقشة إحياء اتفاقية الجزائر

نشر في 13-03-2019
آخر تحديث 13-03-2019 | 00:05
روحاني يرافقه ظريف متجهاً إلى لقاء مع زعماء عشائر في بغداد (إرنا)
روحاني يرافقه ظريف متجهاً إلى لقاء مع زعماء عشائر في بغداد (إرنا)
يبدو أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أجبر على تخفيض مستوى طموحاته من زيارته الحالية للعراق، بعد أن رفض العراقيون إلغاء التأشيرات مع إيران، كما دعوا إلى تأجيل النقاش بشأن اتفاقية الجزائر ومشروع سكك الحديد.
في اليوم الثاني من زيارته للعراق، التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، شخصيات سياسية عراقية، كما زار مدينة كربلاء، والتقى شيوخ العشائر ورجال أعمال ومسؤولي المحافظة.

وخلال استقباله فالح الفياض رئيس هيئة الحشد الشعبي السابق، مستشار الأمن الوطني الذي يعترض الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على ترشيحه لوزارة الداخلية، قال روحاني، إن "محاربة الإرهابيين في العراق تحققت بتضحيات الشعب العراقي، حيث كان هذا الأمر مدعاة للفخر للمسلمين والعالم الإسلامي".

وأضاف روحاني أن "فتاوى كبار العلماء في العراق وإيران أمر عظيم في مهمة محاربة الارهاب وخدمة مصالح شعوب المنطقة"، مضيفاً أن "الحشد الشعبي كان وسيكون لديه مكانة مهمة جدا في ثقافة وتعزيز الوحدة الوطنية العراقية". وأعرب عن أمله أن "يحقق الشعبان الايراني والعراقي أهدافهما فيما يخدم السلام والتنمية للمنطقة".

المالكي

من ناحيته، أكد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، خلال لقائه روحاني "إمكانية أن يلعب العراق وإيران دورا مهما في دعم وإرساء الاستقرار في المنطقة"، داعياً الى "المزيد من التعاون والتنسيق بين الجانبين على مختلف الصعد، ولاسيما في مجالي السياسة والاقتصاد".

بدوره، أكد روحاني استعداد بلاده "لتنمية علاقاتها مع العراق في جميع المجالات"، موضحا ان "استقرار العراق واستباب أمنه يحظيان بأهمية بالغة بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية".

وقال مكتب المالكي، في بيان، انه "جرى خلال اللقاء بحث مستقبل العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها بما يخدم مصلحة البلدين الجارين، كما تمت مناقشة الوضع الإقليمي والتحديات التي تواجهها المنطقة".

حلول وسط

إلى ذلك، أكد مصدر مرافق لروحاني في زيارته للعراق، أن الرئيس اضطر للقبول بالحل الوسط في الاتفاقيات مع العراقيين كي لا تفشل الزيارة.

وقال المصدر، إن روحاني كان يأمل أن يقبل العراقيون بإلغاء التأشيرات بين البلدين، لكن الجانب العراقي أصر على رفضه قبول هذا الطلب بسبب ظروف داخلية ودولية، خصوصا حساسية الدول العربية في الخليج لمثل هذا القرار، وعليه فقد قبل الجانب العراقي إلغاء رسوم التأشيرات.

وحسب المصدر، فإن روحاني كان يصر على الغاء التأشيرات للتجار ومديري المعامل والشركات التي لديها مشاريع في العراق على الأقل في هذه المرحلة، لكن الجانب العراقي وافق فقط على إعطائهم تأشيرات متعددة.

أما بالنسبة لموضوع اتفاقية الجزائر التي كانت إيران قد أبرمتها مع العراق عام 1975، والتي كان روحاني يأمل أن يقبل الجانب العراقي اعادة احيائها، فان الجانب العراقي فضل تأجيل الموضوع وبحث بعض النقاط الحساسة في ترسيم الحدود بين البلدين وتوزيع المياه والحدود المائية بين الجانبين، والتي كانت سببا لإشعال فتيل الحرب السابقة بين إيران والعراق.

وقال المصدر، ان موضوع مد خط سكة حديد و"اتوستراد" سريع يمر من العراق الى سورية ولبنان أيضا لم يصل الى نتيجة، لأن العراقيين يعتبرون ان الظروف الامنية والسياسية الفعلية لا تسمح بالبت في هذا المشروع، وعليه فمن الافضل ان يتم حاليا البت في مشروع ايجاد طرقات تصل إيران إلى العراق فقط.

وأكد أن العراقيين رفضوا ايضا إلغاء قرار لرئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي يمنع المصارف العراقية من التعامل مع الايرانيين بالدولار الاميركي، على اساس ان هذا الامر سيعرضهم لمشاكل مع الجانب الاميركي، ولكنهم اكدوا انهم مستعدون للتعامل مع ايران بالدينار العراقي، ويمكن للايرانيين تبديل الدينار بأي عملة اخرى غير الدولار الأميركي من خلال الصرافين العراقيين.

ظريف

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كتب، أمس الأول، على "تويتر"، أن روحاني التقى في اليوم الاول رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب ورجال أعمال، وأنه تم الاتفاق على محادثات أمنية إقليمية شاملة، ومجانية التأشيرات، وربط السكك الحديد، واستصلاح نهر الحدودي للمرة الأولى منذ 43 عاماً، وإقامة مناطق صناعية مشتركة، وتعاون في مجال الطاقة، وتبادل تجاري بـ 20 مليار دولار، وانشاء منطقة تجارة تفضيلية.

ونقلت وسائل اعلام عراقية عن مساعد رئيس مركز رئاسة الجمهورية لشؤون الاتصالات برويز اسماعيلي، أن إلغاء رسوم تأشيرات الدخول بالنسبة للزوار والسياح الايرانيين والعراقيين يسري اعتبارا من الشهر المقبل.

قناة

في غضون ذلك، ذكر مسؤول إيراني أن العراق قناة أخرى لإيران لتفادي العقوبات الأميركية. ونقلت "رويترز" عن المسؤول قوله ان "العراق يعد قناة أخرى لإيران لتفادي العقوبات الأميركية الجائرة".

ويعتمد العراق على واردات الغاز الإيرانية في تشغيل شبكة الكهرباء وطلب تمديدا للإعفاء الذي منحته له الولايات المتحدة من العقوبات ليواصل استيراد الغاز الإيراني. ودخلت العقوبات الأميركية على قطاع الطاقة الإيراني حيز التنفيذ في نوفمبر الماضي.

عراقجي

وقارن مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون السياسية عباس عراقجي، أمس زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للعراق مع الزيارة الحالية التي يجريها رئيس بلاده، معتبرا أن زيارة الأخير "العلنية أظهرت قدرة وعظمة إيران"، مشيرا الى ان ترامب زار العراق ليلا وفي قاعدة عسكرية وحل فيها دون استقبال.

هوك

واعتبر الممثل الأميركي الخاص بإيران برايان هوك، أمس الأول، أنه من المهم أن يتساءل العراقيون عن دوافع زيارة الرئيس الإيراني للعراق. وفي أول رد فعل أميركي على الزيارة قال هوك إن "الحكومة الإيرانية لا تضع الإيرانيين على سلم أولوياتها، فلماذا سيضع روحاني رفاهية الشعب العراقي على سلم أولوياته؟".

وأضاف "إذا كان الأمر يتعلق بأمن وسيادة واستقرار العراق فإن إيران ليست الجواب، تريد إيران فتح طريق عسكري سريع عبر شمال الشرق الأوسط يمكن استخدامه من قبل الحرس الثوري لنقل الصواريخ والأسلحة والمقاتلين، فإيران تريد تحويل العراق لمحافظة إيرانية".

زيارة روحاني للعراق أظهرت قدرة وعظمة إيران عراقجي

واشنطن تحذر العراقيين: إيران تريد تحويل بلادكم إلى محافظة تابعة لها
back to top