بالعربي المشرمح: تعالوا نحسبها!!

نشر في 08-03-2019
آخر تحديث 08-03-2019 | 00:01
 محمد الرويحل معدل رواتب معظم الموظفين في الدولة لا يتجاوز ١٥٠٠ دينار، طبعاً نتحدث عن السقف الأعلى لمعظمهم، فالكثير أقل من ذلك، ولأننا مجتمع صغير ومتقارب فستكون مصاريفنا متقاربة حتماً، ولو حسبنا طريقة إنفاق المعاش كالآتي: الموظف يدفع إيجار شقته بما يعادل ٤٠٠ د.ك، وهو أقل معدل إيجار، وقسط سيارته ١٥٠ د.ك، ثم أقساط أجهزته الكهربائية بمعدل ٢٠٠ د.ك، وراتب الخادمة ١٢٠ د.ك، ناهيك عن مصاريف المدارس والبنزين والكهرباء والماء لنقول أقل احتمال ١٣٠، وهنا قد وصلنا إلى الألف دينار شهريا، والمتبقى للأكل والملابس والمناسبات ٥٠٠ د.ك لشهر كامل في ظل غلاءٍ فاحش، فهل يمكن لهذا الموظف "الكويتي" أن يستمر حتى نهاية الشهر محققاً نوعاً ما من الرفاهية لأسرته وملبيا مطالبهم اليومية؟

هنا يبدأ الاقتراض من البنوك التي جل أرباحها من قروض المواطنين، لتبدأ معاناة المواطن المسكين الذي ينعم بلده بخيرات وفيرة وملاءة مالية كبيرة، ليتحسر وهو ينظر إلى حكومته، وهي توزع الهبات والمنح لكل أصقاع الأرض لعل وعسى أن تنظر إلى حاله في يوم من الأيام، وتخفف عن كاهله تلك المعاناة التي قد تتسبب في سجنه أو تفكك أسرته.

يجب ألا نلوم مواطناً فرضت عليه هذه الظروف، كما لا يمكن أن نلوم من يطالب بإسقاط القروض حين نرى أموال الكويت تصرف على شعوب العالم بأكمله، بل حتى على حيواناته، كما من المخجل أن نرفض إسقاط ديونه بحجة العدالة في حين لا نتحدث عن المناقصات المليارية والعمولات والصفقات الفاسدة، ونصمت حين نسمع بتبرعات الحكومة السخية حتى لمن غزانا وأيد غزونا.

يعني بالعربي المشرمح:

لا ترحمون ولا تخلون رحمة الله تنزل على أبناء بلدكم من ذوي الدخل المحدود، وهم غالبية الشعب الذين أصبحوا بسبب الظروف المعيشية مهددين بالسجن والتفكك الأسري رغم خيرات بلدهم التي تهدر في كل حدب وصوب، فهل حسبتوها صح أم أن الحسد ملأ قلوبكم وأعمى بصيرتكم عن أبناء شعبكم، وهم الأولى بأموالهم وخيرات بلدهم؟

back to top