فسخ البرقع عن ابنَيْ آوى وابن المقفّع

نشر في 01-03-2019
آخر تحديث 01-03-2019 | 00:10
 خالد اسنافي الفالح هل سبق لكم التعرّف على رشيدة؟ هي أم رؤوم، تعشق أولادها حد المرض! دائبة على رعايتهم حتى خلقت من نسلها مجتمعاً عالة كسولا. ربما يعود أحد الأسباب إلى غناها الفاحش، فهو ظاهر على كل ما يستر- ولا يستر- جسدها المترهل، رغم ما يتعرض له دخلها بين حين وآخر من انخفاضات، كحال كل نشاط تجاري يحترفه الإنسان، ومتى ما انخفض دخلها قليلاً أو أكثر لجأت إلى تهديد أولادها بتقليل مصروفهم اليومي! وتخيّل كيف يرد عليها أبناؤها المدللون حينئذ!

هي ليست كهؤلاء الذين تسقط أسماؤهم على مسمياتهم، بل العكس! خصوصاً فيما يتعلق بتصرفها بالمال، للحد الذي كاد يدفع أحد أبنائها للحجر عليها لولا نهي والده له! فالعلاقة التي تجمع بين سامي ورشيدة -على الرغم مما سببت له من خصام بعض أبنائه- أكبر من وصفها في مقال محدود بـ300 كلمة! ويكفيكم في هذا أن تعلموا أن سامياً من الرجال الذين ضحوا كثيراً بالأجنة نظير بقاء الأم.

في ظل إحدى أزماتها المالية، لاحظت استياء ابنها صابر لتعامل بعض أشقائه الذين عرضوا منازلهم للإيجار على أسر غريبة عاثت في حارتهم الفساد، وهذا على علم عندها، لكنها أهملته مدةً حتى مسّ فساد هؤلاء الغرباء منزل صابر! وعوضاً عن إدارة الأمور كما ينبغي لكل أم فعله، رأت استملاك تلك المنازل جميعها بغرض هدمها وإعادة بنائها طبق الأصل! وفي حين استحسن جميع الإخوة والأخوات هذه الفكرة وامتدحوها، لما سيعود عليهم بالمال الوفير طبعاً، إلا صابرا وأبناءه، الذين لم يكتفوا بالرفض، بل سعوا سعيهم حتى تتنازل أمهم عن فكرتها والقبول بحل بديل أوفر وأجدى، لا يزالون يعملون عليه.

من الواضح أن هناك مشكلة تعانيها رشيدة، إذ يبدو أنها لم تنشأ على قيم القدوة، أو ربما لم تعرضها ظروف نشأتها للتجارب التي تدفعها للاقتداء بمن يصلح، لذلك يقر أبناؤها جميعاً بتبذيرها للمال على كل من وفد إليها من جار أو نسيب أو صديق أو حتى غريب! غير عابئة بأثر ممارساتها في بواطن أبنائها، فهي تعلن على الملأ أنها لا تريدهم إلا أن يكونوا أفضل منها، إلا أنها لا تقدم لهم نموذجاً يصلح للاقتداء به! ولا سبيل لذلك إلا بإصلاح شؤونها أولاً، لأن كل أم هي القدوة لأبنائها.

back to top