«لا زال السيف في غمده...»

نشر في 19-02-2019
آخر تحديث 19-02-2019 | 00:09
المواطن يتساءل: هل الصراخ والعويل وفيض الاستجوابات مسائل ضرورية لمصلحة الوطن وأهله؟ أما كان من الأجدى أن يتداعى الأعضاء الكرام لعقد جلسة طارئة، وبحضور عدد من الخبراء وشركات المقاولات العالمية المتخصصة في إنشاءات الطرق والجسور والأنفاق، لوضع خطط عملية لإعادة الحياة لشوارع البلاد؟
 يوسف عبدالله العنيزي في إحدى مسرحيات الفنان القدير الراحل عبدالحسين عبد الرضا، رحمه الله، عبارة رائعة وهي قوله: "لا زال السيف في غمده... لا تحدوني أسل السيف من غمده"، رحمك الله أبا عدنان، وكأنك تقرأ المستقبل والأحداث بعد أن وصلنا إلى لحظات نتوقع أن نرى السيف وقد سُلّ من غمده، فقد وصل المواطن إلى مراحل غاية في اليأس والإحباط.

كم هو مؤلم عندما نرى بعض أعضاء مجلس الأمة الكرام وهم يقومون بالتلويح بأوراق لا أحد يعلم ماذا تحتوي؟ هل هي مواضيع للبحث ومواجهة بعض السلبيات في الأوضاع أم هي قائمة للواجبات اليومية المنزلية وشراء الأغراض؟

ومع كل الاحترام والتقدير للإخوة أعضاء المجلس، فالمواطن يتساءل: هل الصراخ والعويل وفيض الاستجوابات تأتي ضرورة لمصلحة الوطن وأهله؟ أما كان من الأجدى أن يتداعى الأعضاء الكرام لعقد جلسة طارئة، وخاصة مع الحكومة، وبحضور عدد من الخبراء وشركات المقاولات العالمية المتخصصة في إنشاءات الطرق والجسور والأنفاق، وذلك لوضع خطط عملية لإعادة الحياة لشوارع البلاد، بعد أن شابت وحفر الزمن فيها أخاديد عميقة فيها؟

لقد كنا نتوقع بعد هطول تلك الأمطار الغزيرة التي جرفت أغلب شوارع البلاد أن تهبّ الحكومة ومجلس الأمة من أجل إعادة الحياة إلى تلك الشوارع والطرق، وإنقاذ تلك الأرواح البريئة التي راحت ضحية لذلك الدمار، كنا نتوقع أن نرى أعدادا من الشركات العالمية قد انتشرت على مساحة الوطن، في عمل متواصل يصل ليله بنهاره، ولكن للأسف ضاع أملنا، وكل ما تمخض عن تلك الاجتماعات واللجان هو إحالة بعض المسؤولين والقياديين للتحقيق، ولم تحرك الحكومة ساكناً ما عدا بعض أعمال الترقيع في عدد من أجزاء الشوارع.

أما مجلس الأمة الموقر فقد زاد صراخه وعويله واستجواباته، ولكن ليس لمصلحة الوطن بل لأداء بعض الأدوار في مسرحيات أصابت المواطن بالغثيان، يا ترى: هل تصل الأحاديث التي يتم تداولها في ديوانيات البلاد الى مسامع الأعضاء أم أن الأعضاء الكرام قد استعانوا بمبدأ الحكومة "عمك أصمخ" و"لا حياة لمن تنادي"؟ نعم "لا زال السيف في غمده" ولكن إلى متى؟

ومن ناحية أخرى، وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية للشوارع والطرق برزت مجموعات استهواها إيذاء الآخرين بممارسة سباقات الرالي، مخلفين وراءهم سحباً من الغبار والركام، وأنواعاً من الصخر والحصى دون وازع من ضمير أو رادع من أخلاق أو قانون، وأملنا في نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية من أجل المحافظة على الكويت وأهلها والمقيمين على أرضها، مع التأكيد أن "السيف لا زال في غمده... ولكن إلى متى؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

تكفون

أعضاء مجلس الأمة الممثلين للدائرة الثانية، تكفون بس نبيكم تمرون بسياراتكم الخاصة على شارع "المسجد الأقصى "، وخصوصاً الموازى للسفارة الأميركية في منطقة بيان وعند المساء تحديدا.

نتمنى من الإخوة الكرام مشاركة إخوانهم الذين منحوهم الثقة في لحظات الرعب التي يواجهونها أثناء عبورهم للشارع، ونتمنى أن يكون هناك من يستمع ولو لمرة متجاوزين مبدأ "عمك أصمخ" و"لا حياة لمن تنادي".

مع تحياتنا.

back to top