يوم «سيوة» جميل وليلها نجوم متناثرة

نشر في 18-02-2019
آخر تحديث 18-02-2019 | 00:04
No Image Caption
لا يحتاج شاذلي إلى التعبير بالكلمات، فعندما يربت صديق له على مؤخرة رأسه يقوم بعمل شكل هرمي بيديه، وهو ما يعني أنه "شخص مصري عدواني"، في لغة الإشارة الخاصة به.

ويعمل شاذلي - وهو رجل أصم - في مقهى محلي بواحة سيوة، في عمق صحراء مصر الغربية، وينتمي إلى قبائل البربر، التي ترتبط هويتها بقوة بالمناظر الطبيعية الساحرة في المنطقة.

ويرى البربر (أو الأمازيغ) أنفسهم مختلفين عن المصريين الذين يسكنون العاصمة، وأماكن أخرى، ومن هنا جاءت علامة الشكل الهرمي.

وسيوة مكان غريب، لكنه رائع كما لو كان ينتمي إلى عالم من الخيال بجميع سماته. فالجزيرة الخضراء المحاطة بالرمال التي لا نهاية لها، بعيدة عن حياة الحضر الموجودة بالقاهرة والإسكندرية، على سبيل المثال، لدرجة أن السياح الذين يذهبون إليها لا يشعرون بأنهم يدخلون عالما آخر فحسب، بل عصراً مختلفاً أيضا.

وعندما وصلت الأسترالية لي آن تيتوس إلى سيوة لأول مرة في 2010 كانت لديها وظيفة براتب جيد مع شركة تعمل في مجال النفط، حيث اعتادت السفر بالمروحيات (الهليكوبتر).

واليوم، فإن تيتوس تجلس مسترخية وهي تحتسي الشاي في مقهى بالقرب من قلعة شالي، في قلب واحة سيوة، والتي تعد أحد أشهر معالمها التاريخية.

وعندما يرخي الليل سدوله، وتتناثر النجوم جلية في مجرة "درب التبانة"، فوق الواحة الصغيرة التي يقطنها 20 ألف نسمة، يكاد الصمت التام يطبق على المكان.

والنزل الصديقة للبيئة على البحيرات ليست مزودة بالتيار الكهربائي، ومصدر الضوء الوحيد هو الشموع، أو المشاعل.

back to top