الأسد: حربنا ليست أهلية... وواشنطن لن تحمي الأكراد

جيفري: الانسحاب تدريجي
ترامب يهدد الأوروبيين بإطلاق سراح «الدواعش» في سورية
● باريس تعاقب قائداً انتقد «التحالف»

نشر في 18-02-2019
آخر تحديث 18-02-2019 | 00:05
الأسد متحدثاً إلى رؤساء المجالس المحلية في دمشق أمس  (أ ف ب)
الأسد متحدثاً إلى رؤساء المجالس المحلية في دمشق أمس (أ ف ب)
أطل الرئيس السوري بشار الأسد في خطاب مطول، هو الأول له منذ مدة، ركّز فيه هجماته على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ومرر في الوقت نفسه رسالة إلى الأكراد بأن نظامه هو الوحيد القادر على حمايتهم من أنقرة، لا واشنطن.
في أول خطاب مطول له منذ مدة طويلة، ظهر الرئيس السوري ​بشار الأسد في كلمة أمام رؤساء المجالس المحلية في جميع المحافظات السورية، موجها رسائل سياسية وأمنية في اتجاهات عدة، في خطوة قال مراقبون إنها تمثّل نوعاً من عودة الأسد الى قلب الأحداث.

ولفت الأسد إلى أن "الإرهاب يندحر اليوم ومع كل شبر يتطهر هناك عميل وخائن ومرتزق يتذمر، لأن رعاتهم خذلوهم"، مشيرا إلى أن "الوطن له مالكون حقيقيون وليس لصوصاً، ومالكوه شعب يعتبر وطنه كالروح، إذا ماتت معه".

واعتبر أن "الطريق إلى الشعب لا يمر عبر مخابرات دول أخرى، بل الصدق"، موضحا أن "الطريق للعودة عبر الانضمام إلى المصالحات وتسليم السلاح، والشعب كبير بتسامحه مع من هو صادق معه".

وشدد الأسد على أن "الحرب في سورية لم تكن أهلية، بل ضد الإرهاب فقط".

ولفت إلى أن "انغماس بعض السوريين في الإرهاب لا يعني انتماءهم إلى شريحة معيّنة".

ورأى "أننا بحاجة إلى حوار وطني وناضج، ونحتاج إلى تعليم ثقافة التنوع بدلا من ثقافة التناقض والتنافر".

وشدد الأسد على أن "علينا ألا نعتقد خطأ بأن الحرب انتهت، فهي لم تنته، ومازلنا نخوض أربعة أنواع من الحروب، أولها العسكرية ثم الحصار والحرب عبر مواقع التواصل والفساد".

وأوضح أن "الأعداء فشلوا في المراحل السابقة عبر الاعتماد على الإهاربيين، والآن يدفعون بالعميل التركي إلى الشمال"، مشيرا إلى أن "الأمم المتحدة دورها مرحب به إذا كان مستندا إلى ميثاقها"، ولافتًا إلى أن "هناك وكلاء يمثلون تركيا في اللجنة الدستورية، والحقيقة أن الحوار يدور بين طرف وطني وآخر عميل"، مشددا على أن "أي شبر من سورية سيحرر، وأي محتل سنتعامل معه كعدو، وهذه بديهة وطنية غير خاضعة للنقاش".

وفي رسالة الى الأكراد، أكد أنه "لمن يراهن على الأميركي، فهو لن يحميكم، بل سيقايض عليكم، وسيبيعه للعثماني، ولن يحميكم سوى الجيش السوري"، معتبرا أنه "عندما نقف في خندق واحد ونسدد باتجاه واحد، بدلا من أن نسدد على بعضنا البعض، لن نقلق من أي تهديد مهما كان كبيرا".

ولفت الرئيس السوري خلال كلمته أمام رؤساء المجالس المحلية، إلى أن "حل مشكلة اللاجئين يعني سقوط المخطط المحضّر لسورية"، داعيا "كل من غادر الوطن بفعل الإرهاب إلى العودة والمساهمة في بناء وطنه".

وأشار الى أن "إجراء ​انتخابات​ المجالس المحلية يثبت فشل رهان الأعداء على تحويل الدولة السورية إلى دولة فاشلة غير قادرة على القيام بمهامها"، مشيرا إلى أن "هذه الانتخابات شابتها أخطاء، مثل أي فكرة، وتحتاج إلى تعديلات".

وأكد أن "​سياسة​ بعض الدول ضد سورية اعتمدت على دعم الإرهاب وتسويق محاولة تطبيق اللامركزية الشاملة لتضعف سلطة الدولة"، موضحا أن "مخطط التقسيم ليس جديدا، ولا يقتصر على سورية، بل يشمل المنطقة ككل، وأعداؤنا لا يتعلمون الدروس".

وعن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال الأسد إنه يستنجد بالأميركيين لإنشاء المنطقة الآمنة" التي يسعى لها منذ بداية الأزمة، مشيراً إلى مخطط تقسيم قديم لا يشمل سورية فقط بل كل دول المنطقة.

إلى ذلك، وقبل أيام من إعلانه المتوقع عن القضاء على "دولة الخلافة، التي أعلنها تنظيم "داعش" في 2014 وأثار فيها الرعب بقواعده المتشددة وأحكامه الوحشية واعتداءاته الدامية حول العالم، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدول الأوروبية بإعادة مئات من مواطنيها الجهاديين، الذين تم اعتقالهم في سورية لمحاكمتهم في بلدانهم، محذراً من أنه قد يضطر "للإفراج عنهم".

وكتب ترامب، في تغريدة مساء أمس الأول، أن "الولايات المتحدة تطلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والحلفاء الأوروبيين الآخرين استعادة أكثر من 800 مقاتل أسرناهم في سورية من أجل محاكمتهم".

وأضاف أن "الخلافة على وشك أن تسقط. البديل لن يكون جيدا لأننا سنضطر للإفراج عنهم"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة لا تريد أن ينتشر هؤلاء المقاتلون في تنظيم الدولة الإسلامية في أوروبا التي يتوقع أن يتوجهوا إليها".

وأكد الرئيس الأميركي "اننا نفعل الكثير ونخصص وقتاً كبيراً لينهض الآخرون ويقومون بعملهم. نحن ننسحب بعد الانتصار مئة في المئة على الخلافة".

وفي حين تواجه عواصم عدة أبرزها باريس مشكلة إعادة عائلات المقاتلين، حذرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، أمس، من جعل الأكراد "ضحايا" جدداً للنزاع السوري.

انسحاب تدريجي

وإذ أوضح أن "​الولايات المتحدة​ تدعم حلاً سياسياً برعاية ​الأمم المتحدة​"، أكد المبعوث الأميركي إلى ​سورية​ جيمس جيفري، بمؤتمر ميونيخ، أن "الانسحاب لن يكون سريعاً إنما تدريجي وبالتشاور مع الحلفاء"، مشيراً إلى "أننا لن نقبل عودة النظام إلى المناطق التي تنسحب منها ​القوات الأميركية​".

وفي الجلسة ذاتها،

وخلال الجلسة ذاتها أكد ​وزير الدفاع التركي​ ​خلوصي آكار​ أن "تركيا تحترم سيادة سورية وأولويتها هي ضمان أمن الحدود والتخلص من الإرهابيين سواء في داعش أو الوحدات الكردية"، مشيراً إلى أنها "ستقيم منطقة آمنة بعمق 20 إلى 30 كلم داخل سورية".

وعقب كشف السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام في منتدى ميونخ عن تفاصيل خطة ترامب لإنشاء منطقة عازلة واعتزامه الطلب من قادة الدول الأوروبية إرسال قوة عسكرية لأجل ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إشراك لاعبين جدد غير شرعيين في تسوية الأزمة غير مجد والأفضل التركيز على تطبيق اتفاقيات أستانة. وأشار لافروف، في ختام مشاركته في أعمال مؤتمر ميونيخ، إلى أن اتفاقية أضنة تنظم التعاون لضمان سلامة الحدود المشتركة، بما في ذلك التهديدات الإرهابية.

وعلى الأرض، أغلق "داعش" الطرق منعاً لفرار ما تبقى من مدنيين من آخر بقعة يتواجد فيها في شرق سورية ولا تتجاوز مساحتها نصف كيلومتر مربع في بلدة الباغوز قرب الحدود العراقية. وفي حقل العمر النفطي، قال مدير المكتب الإعلامي لقوات سورية الديموقراطية (قسد) مصطفى بالي: "للأسف، داعش يغلق كل الطرق لخروج المدنيين"، مشيراً إلى أن عددهم قد يصل إلى ألفين.

وفيما بدت منطقة استقبال المدنيين قرب الباغوز خالية سوى من بضع خيم بيضاء وبعض المقاتلين، الذي أكد أحدهم أن "أحداً لم يخرج خلال اليومين الماضيين. داعش أغلق الطرق"، قال المتحدث باسم التحالف الدولي شون أن "مدنيين فروا يتحدثون عن استخدام التنظيم لهم دروعاً بشرية حتى أنه يقتل أبرياء لردع الآخرين عن الفرار".

إلى ذلك، قتل 18 مدنياً في قصف لقوات النظام استهدف آخر منطقة رئيسية خارجة عن سيطرتها خلال الساعات الـ48 الأخيرة في خان شيخون ومعرة النعمان في محافظة إدلب.

باريس تعاقب قائداً انتقد «التحالف»

أعلن الجيش الفرنسي أمس الأول أنه سيعاقب قائد قوة المدفعية الفرنسية في العراق الكولونيل فرانسوا ريجي لوجييه، بعد شنه هجوما لاذعا على أساليب التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم "داعش".

وقال الكولونيل لوجييه، الذي يتولى مسؤولية توجيه المدفعية الفرنسية لدعم أكراد في سورية منذ أكتوبر في مقال سارعت دورية "ناشيونال ديفينس ريفيو" إلى حذفه من موقعها الإلكتروني أمس الأول إن التحالف ركز على الحد من الأخطار التي تواجهه، وأدى هذا إلى زيادة كبيرة في عدد القتلى من المدنيين ومستويات الدمار كما انتقد عدم الاعتماد على القوات البرية.

«داعش» يغلق ما بقي من «خلافته» وفرنسا تحذر وتركيا تتوعد
back to top