إيران تتوعد بالإنتقام.. بعد الهجوم على الحرس الثوري

روحاني: سنثأر لدماء شهدائنا من هذه المجموعة العميلة

نشر في 14-02-2019 | 18:05
آخر تحديث 14-02-2019 | 18:05
أرشيفية
أرشيفية
توعد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم بالانتقام من "مجموعة المرتزقة" التي تقف وراء تفجير انتحاري أسفر الاربعاء عن مقتل 27 من أفراد الحرس الثوري في جنوب شرق البلاد، متهما الولايات المتحدة واسرائيل "بدعم الإرهاب".

واستهدف الهجوم الأربعاء حافلة للحرس الثوري على الطريق بين بلدتي كاش وزاهدان في محافظة سيستان بلوشستان جنوب شرق البلاد. وهو واحد من الهجمات التي أسفرت عن سقوط أكبر عدد من القتلى ضد القوات الخاصة للنظام.

وقال روحاني قبل أن يتوجه إلى سوتشي لعقد قمة مع نظيريه الروسي والتركي حول سوريا، إن "الجذور الرئيسية للإرهاب في المنطقة هي الولايات المتحدة والصهيونية وبعض الدول النفطية الاقليمية تقوم بدعم مالي للإرهابيين".

وأضاف روحاني في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "سنثأر بالتأكيد لدماء شهدائنا من هذه المجموعة العميلة".

وقال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي من جانبه أن منفذي الهجوم هم بالتأكيد "مرتبطون بأجهزة استخبارات تابعة لدول إقليمية وعالمية".

تبنت جماعة "جيش العدل" التي تعتبرها طهران منظمة إرهابية، هذا الهجوم بسيارة مفخخة على حافلة للحرس الثوري حسب وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" والموقع الأميركي المتخصص بمراقبة التيارات الجهادية (سايت).

وتشهد منطقة سيستان بلوشستان المحاذية لباكستان وافغانستان باستمرار اشتباكات دامية بين قوات الامن وانفصاليين بلوش او جهاديين تتهم طهران اسلام اباد والرياض بدعمهم. وتضم هذه المحافظة مجموعة كبيرة من السنة من اتنية البلوش في بلد أغلبية سكانه من الشيعة.

وبحسب وكالة "تسنيم" للأنباء، من المقرر إقامة حفل تكريمي للضحايا ليلة الجمعة في أصفهان وسط البلاد على أن تجري الجنازة السبت في المدينة حيث مقر الفرقة التي كانوا ينتمون إليها.

وتتهم إيران الولايات المتحدة واسرائيل عدوتيها اللدودتين، والسعودية السنية خصمها الرئيسي في الشرق الأوسط، بدعم المجموعات الانفصالية.

وحث روحاني في هذا السياق، الدول المجاورة لإيران على "القيام بواجبها القانوني في إطار علاقات حسن الجوار وعدم السماح للإرهابيين باللجوء إلى الأعمال الإرهابية ضد جيرانها من خلال استغلال أراضيها".

وقال "إذا استمرت هذه التصرفات من دون أن تتمكن هذه الدول من صد الإرهابيين، فمن الواضح أن لنا حقوقا من حيث المعايير القانونية والدولية وسوف نتمكن من استيفاء حقوقنا في الوقت المناسب".

وكان الحرس الثوري (الباسداران) قال الأربعاء إن التفجير استهدف حافلة كانت تنقل عناصر من الحرس الثوري عائدين من دورية على الحدود مع باكستان، موضحا أن "سيارة مليئة بالمتفجرات انفجرت قرب الحافلة التي كانت تقل وحدة من القوات البرية في الحرس الثوري".

وتحدث عن سقوط 27 قتيلا و13 جريحا متهما "وكالات استخبارات قوى الاستكبار العالمية والصهاينة بدعم" المهاجمين.

ودان الاتحاد الاوروبي الخميس الهجوم قائلا "لا يمكن أن يكون هناك مبرر لمثل هذا العمل الارهابي الشائن" وقدم تعازيه لعائلات الضحايا.

كما أدانت سوريا، حليفة ايران، هذا الاعتداء "الارهابي".

من جهته دان حزب الله الشيعي اللبناني، حليف ايران، الاعتداء مذكرا بانه جاء بعد التجمعات الكبرى التي نظمت في ايران الاثنين في ذكرى الثورة الاسلامية وأكد أن الشعب الايراني "لن تضعفه هذه الجرائم بل ستزيده قوة واصرارا على مواصلة التقدم والازدهار".

وقع الهجوم في يوم افتتاح مؤتمر "الأمن والسلام في الشرق الأوسط" الذي تستضيفه الولايات المتحدة وبولندا في وارسو وتشارك فيه 60 دولة، بهدف الضغط على طهران التي ترى واشنطن أن "تأثيرها يزعزع الاستقرار" في الشرق الأوسط.

وردا على الهجوم، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأربعاء إنه "ليس من قبيل الصدفة أن يضرب الإرهاب إيران في اليوم نفسه" لبدء مؤتمر وارسو الذي وصفه "بالسيرك".

وتعرضت قوات الامن الايرانية والحرس الثوري في الاشهر الاخيرة لعدة هجمات في سيستان بلوشستان.

ففي الثاني من فبراير قتل احد عناصر الحرس الثوري واصيب خمسة آخرون في مدينة نيكشار في هذه المحافظة. وتبنت مجموعة "جيش العدل" الهجوم.

وتشكلت هذه المجموعة في 2012 من عناصر سابقين في منظمة سنية متطرفة شنت تمردا داميا في سيستان بلوشستان حتى 2010.

ويعود آخر اعتداء كبير في ايران الى 22 سبتمبر 2018 عندما قتل 24 شخصا بايدي خمسة مسلحين أطلقوا النار على عرض عسكري في الاهواز كبرى مدن خوزستان. وتبنت الهجوم مجموعتان هما "المقاومة الوطنية في الاحواز" العربية الانفصالية، و"تنظيم الدولة الاسلامية".

ونفذ الحرس الثوري بعد ذلك باسبوع في اجراء انتقامي، هجوما بالصواريخ والطائرات دون طيار على مواقع متطرفين اسلاميين في سوريا. وأعلن اثر ذلك القضاء على العقل المدبر لهجوم خوزستان في عملية في العراق.

وايران حليفة الرئيس السوري بشار الاسد، تساعد نظامه عسكريا في حربه على فصائل معارضة ومقاتلة وعلى تنظيمات إسلامية متطرفة، كما تدعم طهران السلطات العراقية في حربها مع الإسلاميين المتطرفين.

back to top