نافذة المعرفة النفطية : كثّر خيره وطوّل عمره

نشر في 11-02-2019
آخر تحديث 11-02-2019 | 00:30
 أحمد راشد العربيد أود - بداية - أن أعرب عن جزيل شكري وعظيم تقديري لجريدة الجريدة، لسماحها لي بنشر مقالي على صفحاتها، من خلال نافذة المعرفة النفطية، وذلك للوصول الى قرائنا الأعزاء على صفحات هذه الجريدة الغراء.

قبل عام خصصت مقالا أشيد فيه بحقل برقان النفطي، الذي يقع تحت الأرض على أعماق تتراوح بين كيلومتر وكيلومترين، تحت منطقة برية تمتد من مطار الكويت حتي منطقة الوفرة جنوبا وطولها 30 كيلومترا، ومن منطقة الأحمدي حتى بر المناقيش غربا وعرضها 15 كيلومترا. ويعد حقل برقان ثاني أكبر حقل نفطي في العالم، كما أنه أثمن من أصول البنك المركزي الكويتي، وأغلى من قيمة كل البنوك المركزية في منطقة الخليج مجتمعة.

ويشارف عمر حقل برقان على 81 عاما في هذا الشهر، وبالتحديد يوم 22 منه، ويشاركنا أفراح فبراير، أما العمر الجيولوجي لـ "برقان" فربما يكون أكثر من 350 مليون سنة.

إن قيمة النفط الذي يحمله "برقان" في بطنه بالدولار لا تقل عن 30 تريليونا (التريليون يساوي مليون مليون دولار، أي عبارة عن 12 صفرا أمام الرقم واحد).

عزيزي القارئ... كيف لا تعرف هذه المعلومات عن هذه الشخصية المهمة لك ولأجيالك القادمة، ألا تعتقد أننا مقصرون في حق هذا الحقل؟!

لقد أطلقنا العام الماضي لقب "العم برقان" على هذا الحقل، واقترحنا على وزير النفط السابق أن يقام حفل تذكاري بمناسبة اكتشاف حقل برقان، ونكرر في هذا العام طلبنا بأن يتبنى وزير النفط الحالي د. خالد الفاضل إقامة هذا الحفل، تخليدا لاكتشاف "العم برقان".

يتميز "العم برقان" بإطلالة لا تعرف التشاؤم، ومزاج يملؤه الانشراح، ونظرة مستقبلية جادة، ينطق بحكمة الكبار ويتفاعل مع أماني الأحداث، ويستهوي ملاعبة الصغار كأنه واحد منهم.

يزف الينا "العم برقان" هذا العام بشرى كبيرة بمناسبة احتفالات الكويت بالعيد الوطني ويوم التحرير، هذه البشرى تؤكد أن العالم لن يستغني عن النفط، سواء تم استخدامه للطاقة أو تم اشتقاقه لمواد أخرى خالية من ملوثات البيئة. ومعنى ذلك أن مستقبل النفط سيمتد قرونا طويلة.

هذا التغير الذي حدث يعكس، ببساطة، قدرة ذرة الكربون التي يتكون منها النفط، هذه الذرة قادرة على الالتحام بكل ذرات المواد الموجودة على سطح الأرض، وهي الذرة الوحيدة التي تملك هذه الصفة، وأن هذه القدرة العجيبة في ذرة الكربون تجعل منها قادرة على تصنيع ما لا يمكن تصنيعه اليوم. هذه الصناعات الحديثة ستكون مدرة للربح المضاعف والمؤكد.

وقد أصبح علماء علم النانو يطلقون على ذرة الكربون اسم "عميد النانو"، وغدت صناعات النانو وتطبيقاته العملية منتشرة في كل أنحاء العالم، وأصبح العالم يبحث عن ذرة الكربون (عميد النانو).

يقول "العم برقان" إن ذرة الكربون تحت أرجلنا تماما، كما كان النفط قبل الخمسينيات تحت أرجلنا ونحن لا نعلم.

back to top