معارك ضارية لطرد «داعش» من آخر معاقله في شرق سوريا

نشر في 10-02-2019 | 15:26
آخر تحديث 10-02-2019 | 15:26
أرشيفية
أرشيفية
تخوض قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن الاحد اشتباكات ضارية في شرق سوريا في اطار "المعركة الحاسمة" التي تشنها لطرد الجهاديين من آخر معاقل "الخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة الاسلامية.

ومني التنظيم الذي أعلن في العام 2014 إقامة "الخلافة الاسلامية" على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين. وبات وجوده حالياً يقتصر على مناطق صحراوية حدودية بين البلدين.

وكانت قوات سوريا الديموقراطية وهي تحالف فصائل كردية وعربية أعلنت السبت بدء "المعركة الحاسمة" لانهاء وجود جهاديي التنظيم الذين باتوا يتحصنون في آخر معاقلهم في شرق البلاد، بعد توقف دام أكثر من أسبوع للسماح للمدنيين بالفرار.

وذكر الناطق العسكري باسم حملة دير الزور ان القتال مستمر صباح الأحد.

وقال لوكالة فرانس برس "يوجد اشتباكات عنيفة في هذه اللحظة. قمنا بالاقتحام" مشيرا إلى ان "المقاتلين يتقدمون".

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات عنيفة بين الطرفين صباح الأحد فيما كان التحالف الدولي يشن قصفا جويا ومدفعيا على مواقع الجهاديين.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "إن المعركة مستمرة" مشيرا إلى "اشتباكات عنيفة صباح اليوم (الأحد) وانفجار الغام".

وتمكنت هذه القوات إثر هجوم بدأته في سبتمبر، من التقدم داخل الجيب الأخير للتنظيم وباتت تحاصره ضمن أربعة كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية.

ولا يزال هناك نحو 600 جهادي غالبيتهم من الأجانب محاصرين فيها، بحسب مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية.

وأضاف أنه لا يعتقد أن زعيم التنظيم المتطرف أبو بكر البغدادي موجود في الجيب المحاصر.

وقال بالي "لا نعتقد أنه موجود في سوريا" دون ان يضيف تفاصيل بشأن مكان الرجل الذي أعلن "الخلافة" في عام 2014.

وفي العراق، على الطرف الأخر من الحدود، أعلن فرنسيون في التحالف السبت انهم متربصون للنيل من أي محاولة للجهاديين بالفرار.

وتصطف عشرات القذائف من عيار 155 ملم الجاهزة لتلقين ثلاثة مدافع خضراء وسوداء من طراز هاوتزر مداها 40 كيلومترا.

وقال نائب قائد التحالف كريستوفر كيكا الجمعة ان القوات العراقية أغلقت حدود بلادها.

وتوقع بالي السبت ان معركة طرد الجهاديين من أخر معاقلهم ستحسم خلال الايام المقبلة.

وطالما لجأ التنظيم، الذي تبنى عدة هجمات دامية بواسطة خلايا نائمة من المناطق التي خرج منها، الى زرع الألغام والمفخخات خلفه لمنع المدنيين من الخروج ولإيقاع خسائر في صفوف خصومه.

ودفعت العمليات العسكرية، وفق المرصد، أكثر من 37 ألف شخص الى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع كانون الأول/ديسمبر، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الجهاديين، وبينهم نحو 3400 عنصر من التنظيم، بحسب المرصد.

وتحتجز الإدارة الكردية مئات المواطنين الأجانب وعائلاتهم الذين تتهمهم بالانتماء الى التنظيم المتطرف.

وتدعو هذه الإدارة منذ أشهر الدول المعنية إلى استعادة مواطنيها من الاسرى الذين تحتجزهم.

وتعرب عائلات الجهاديين الأجانب ومدافعون عن حقوق الإنسان عن قلق كبير إزاء إمكانية أن تجري محاكمة هؤلاء في العراق.

وحذرت هيومن رايتس ووتش من انهم بمجرد وصولهم إلى العراق "هناك خطر أن يتعرضوا للتعذيب وأن يخضعوا لمحاكمات غير عادلة".

ويحاول حلفاء الولايات المتحدة منذ أسابيع التوصّل لاتفاق بشأن مصير المقاتلين الأجانب المعتقلين لدى قوات سوريا الديموقراطية التي حذّرت من أنها لن تتمكن من حراسة الاسرى عند رحيل القوات الأميركية من سوريا.

في 19 ديسمبر فاجأ ترامب حلفاءه الغربيين بإعلانه أنّ الولايات المتحدة ستسحب من سوريا جنودها البالغ عددهم 2000 جندي.

وتؤكد واشنطن ضرورة حماية وحدات حماية الشعب الكردية، لمشاركتها الفعالة في قتال تنظيم الدولة الاسلامية، في حين تعتبرها أنقرة مجموعة "إرهابية" على صلة وثيقة بحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدها على أراضيها منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

وتصاعد نفوذ الأكراد في سوريا بعد اندلاع النزاع، وتمكنوا من تأسيس قوات عسكرية وأمنية، فضلاً عن إنشاء مؤسسات عامة ومدارس يتم فيها تدريس اللغة الكردية في المناطق التي تسيطر عليها في شمال وشمال شرق البلاد.

وتعد وحدات حماية الشعب الكردية ضمن قوات سوريا الديموقراطية ثاني قوى مسيطرة على الأرض بعد قوات النظام، وتسيطر على نحو 30 في المئة من مساحة البلاد، ضمنها حقول غاز ونفط مهمة.

وتحارب القوات النظامية الجهاديين بدعم عسكري روسي منذ عام 2015، واصبحت تسيطر على ثلثي مساحة البلاد.

وتؤكد دمشق باستمرار عزمها استعادة السيطرة على كامل البلاد ونشر مؤسساتها الحكومية فيها.

back to top