إنزال أميركي بدير الزور... و«حرس إيران» يخلي مطار دمشق

أنقرة تعلن عن قوة مشتركة لتنسيق انسحاب واشنطن... وموسكو تحذّرها من سيطرة «النصرة» على إدلب

نشر في 08-02-2019
آخر تحديث 08-02-2019 | 00:04
سورية تحمل طعام أسرتها في مخيم بمحافظة الحسكة (أ ف ب)
سورية تحمل طعام أسرتها في مخيم بمحافظة الحسكة (أ ف ب)
مع توجه الأنظار لإعلان البيت الأبيض الوشيك استعادة كامل المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم «داعش» في سورية، قامت القوات الأميركية بعملية إنزال نادرة في محافظة دير الزور، في وقت تتجه إيران لنقل مركز عملياتها من مطار دمشق إلى قاعدة T4 الجوية في حمص.
وسط أنباء عن اعتزام الحرس الثوري الإيراني نقل مركز تزويده بالأسلحة في سورية من مطار دمشق الدولي إلى قاعدة T4 الجوية، نفذت القوات الأميركية ليل الأربعاء- الخميس عملية إنزال نادرة في ريف دير الزور.

وقال مصدر في مجلس دير الزور المدني التابع للمعارضة السورية: " قامت القوات الأميركية تحت تغطية جوية من مروحيات تابعة للتحالف الدولي بعملية مداهمة وإنزال على بيت ماجد السلامة، واعتقال ثلاثة أشخاص كانوا يسكنون به في قرية الرز في ريف دير الزور الشمالي الشرقي وسط إطلاق رصاص كثيف من القوات البرية والطائرات المروحية التي كانت تحلق بكثافة على علو منخفض".

وتوقع المصدر أن هدف العملية ملاحقة خلايا تابعة لتنظيم "داعش"، لافتاً إلى أن من نفذ الهجوم هي قوات أميركية بدون مشاركة من حلفائهم في قوات سورية الديمقراطية (قسد).

وأوضح المصدر أن المعارك توقفت بين "قسد" و"داعش" قرب مدينة البوكمال على الحدود العراقية لإجراء مفاوضات لاستسلام نحو 300 من عناصر التنظيم أغلبهم أجانب، إلا أنهم يرفضون ويصرون على القتال، لكن نفاد المواد الغذائية والذخيرة ربما يدفعهم إلى الاستسلام.

في هذه الأثناء، قصفت ميلشيا الحشد الشعبي العراقية أمس مواقع شرق سورية، موضحة أن "القوة الصاروخية في اللواء 45 غرب الأنبار في الحشد الشعبي، قصفت مقرات داعش في الباغوز بدير الزور بنحو 50 صاروخاً"،

وذكر بيان لإعلام الحشد الشعبي أن "معلومات استخبارية دقيقة أشارت إلى أن الدواعش كانوا ينوون التسلل باتجاه الحدود العراقية".

عمليات إيران

إلى ذلك، أفادت صحيفة "هآرتس" أمس بأن الحرس الثوري يدير عملية تجاه مركز تزويد القوات الإيرانية بالأسلحة من مطار دمشق الدولي إلى قاعدة T4 الجوية، البعيدة الواقعة بين حمص وتدمر، رابطة الأمر "بموجة الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مطار العاصمة".

ولاحقاً، أكدت مصادر إعلامية وعسكرية متقاطعة، لشبكة "روسيا اليوم"، بأن إيران تستعد لسحب مركز إمداداتها العسكرية من مطار دمشق تفاديا للغارات الإسرائيلية المتكررة، مبينة أنها ستنقله إلى قاعدة T4 المعروف أيضاً بـاسم "التياس".

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن "إيران صعدت تدريجياً وجودها في مطار دمشق بموافقة الرئيس بشار الأسد، وحولته خلال سنوات الحرب لمركز تسلم الأسلحة وتصنيفها وتخزينها وإمدادها"، مؤكدة أن هجمات إسرائيل "تسببت بتوترات بين إيران من جهة ونظام الأسد وموسكو من جهة أخرى، لأنها قوضت محاولة سورية وروسيا خلق الانطباع بأن النظام أعاد الاستقرار".

غلاسهاوس

وقالت "هآرتس"، "لدى فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني، مجمع خاص داخل المطار، على بعد أمتار فقط من معبر دخول المسافرين والسياح"، مبينة أنه "يوجد بجوار المطار مبنى فندقي غلاسهاوس مؤلف من 7 طوابق تحول لمقر يدير منه عملياته في سورية وبه مخازن أسلحة، اثنان منها تحت الأرض".

وأضافت: "يتم تهريب أسلحة الحرب، من الذخيرة إلى صواريخ أرض جو إلى معدات لتحسين دقة صواريخ حزب الله الموجهة، إلى مطار دمشق على متن طائرات يستأجرها الحرس الثوري من شركات إيرانية خاصة"، موضحة أنه "يتم تخزين الشحنات من ساعات إلى أسابيع، قبل نقلها إلى لبنان أو القواعد الإيرانية أو إلى الجيش السوري نفسه".

وقالت الصحيفة" منطقة المطار محمية بواسطة بطاريات صواريخ "سام"، والتي لديها أيضا صواريخ SA-22. وقد تم تفعيل نظام الدفاع الجوي السوري بشكل مكثف خلال معظم الهجمات الإسرائيلية في المنطقة".

صواريخ جديدة

في السياق، نقل موقع "زمان الوصل" عن مصدر عسكري مطلع أن النظام بالتعاون مع خبراء إيرانيين بصدد بناء خطوط إنتاج جديدة، من أجل متابعة تصنيع وتطوير أنواع جديدة من الصواريخ وقواعدها، الأشد تدميراً، ومنها "جولان- بركان"، مؤكداً أن قائد الفرقة الرابعة ماهر الأسد أوعز شخصياً ببناء "هنكارات" ذات قياس كبير لتلك الغاية.

قوة مشتركة

وعلى جبهة موازية، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس تشكيل قوة مهام مشتركة مع الولايات المتحدة بهدف تنسيق انسحاب قواتها من سورية بدون حدوث مشاكل، محذراً من عدم وجود تفاصيل واضحة للمنطقة الآمنة المتفق عليها، وأن أنقرة ستعارض "عزل الإرهابيين" فيها.

وأكد جاويش أغلو، الذي التقى عددا من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بعد اجتماع لوزراء خارجية دول التحالف الدولي في واشنطن، أن تطبيق خريطة منبج تسارع في الآونة الأخيرة، لكن وحدات حماية الشعب الكردية لاتزال فيها ويجب إخراجها فوراً، معتبراً أن واشنطن لاتزال تضعها مع الأكراد في خانة واحدة "عمداً أو سهواً".

في المقابل، حذرت المتحدثة باسم "الخارجية" الروسية ماريا زاخاروفا من محاولات لجبهة النصرة سابقاً وحلفائها للسيطرة على منطقة خفض التصعيد في إدلب، وإنشاء غرفة عمليات موحدة ذات قيادة مركزية، داعية تركيا إلى بذل مزيد من الجهد لمواجهتها وفاء بتعهداتها وطردها من المنطقة.

وقالت زاخاروفا: "علاوة على ذلك، يستمر الجهاديون في تخزين المواد السامة على طول خط التماس مع القوات المسلحة السورية".

وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن العلاقات بين روسيا وإيران تتعزز يوما بعد آخر، مضيفا أنه لن ينجح الخصوم، رغم سعيهم الحثيث لخلق خصومات بين البلدين.

لن ينجح الخصوم رغم سعيهم الحثيث لخلق خصومات بين البلدين ريابكوف
back to top