لبنان: لا خلافات حول البيان الوزاري والاختبار في «التضامن»

الحريري: تحذيرات واشنطن لا تسبّب إحراجاً... و«حزب الله» لن يسخّر «الصحة» لحسابه
● ماذا يجري في «حرب الكبتاغون»؟
● إشكال بين «الأجهزة» بالمطار
● «التمكين» بدل «التأهيل» ينهي سجال وزارة المرأة
● توتر بين جنبلاط والحريري

نشر في 03-02-2019
آخر تحديث 03-02-2019 | 00:05
الصورة التذكارية للحكومة اللبنانية الجديدة في القصر الجمهوري أمس	(رويترز)
الصورة التذكارية للحكومة اللبنانية الجديدة في القصر الجمهوري أمس (رويترز)
بعد 9 أشهر من العراقيل التي حالت دون تشكيلها، عقدت الحكومة اللبنانية الجديدة اجتماعها الأول أمس، وسط توقعات بأن يخرج بيانها الوزاري بسهولة، بينما يكون الاختبار الحقيقي لها في مبدأ التضامن الحكومي المطلوب في كل القرارات بسبب التوازن الدقيق بين مكونات مجلس الوزراء.
أرخى «الانجاز الحكومي» بظلاله الايجابية على الساحة اللبنانية أمس، مع انعقاد أول جلسة لمجلس الوزراء الجديد، حيث تم تشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري على أن تجتمع يوم غد.

وأكد رئيس الجمهورية ميشال عون خلال الجلسة أن «اللبنانيين ينتظرون الكثير من الحكومة الجديدة»، مشدداً على «اننا اليوم في حكومة وحدة وطنية، يجب ان تبقى متضامنة لتحقيق مشاريع عدة لها الاولوية والاهمية مثل الكهرباء والموازنة».

ودعا عون الى «مباشرة العمل سريعا من خلال اقرار البيان الوزاري بسرعة لأن الوقت يفرض علينا ان نعمل بسرعة لنعوض ما فات»، مطمْئنا بأن «المرحلة المقبلة ستكون افضل بكثير من السابقة، لا سيما فيما يخص الوضع المالي».

ماذا يجري في «حرب الكبتاغون»؟

أفادت تقارير إعلامية لبنانية، أمس، بأن «الجهات الأمنية السورية ضبطت كمية كبيرة من ​حبوب الكبتاغون​ المخدرة تقدر بمليون حبة، كانت متجهة من ​لبنان​ الى ​العراق​، وألقت القبض على المهربين».

جاء ذلك غداة نشر صحيفة «الاخبار» اللبنانية المقربة من «حزب الله» تصريحات عن «مصادر أمنية متعددة» تتحدث عن «شحنات محمّلة بآلاف حبات ​الكبتاغون​» تنطلق من ​مطار بيروت الدولي​، لتصل إلى ​مطار بغداد الدولي، في ظل «تساهل رسمي من الأجهزة الامنية في البلدين».

وتُتهم شخصيات مقربة من «حزب الله» أو لها صلات بقياديين في الحزب بإنتاج مادة الكبتاغون وتحقيق أرباح كبيرة من بيعها، ينال الحزب جزءاً منها. وأثارت هذه التقارير تساؤلات عن صراع داخلي بيت تجار الكبتاغون أم أن هناك قراراً داخل حزب الله بإنهاء هذا الملف؟

الحريري

واعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري خلال الجلسة ان «الوقت الآن هو وقت العمل، وامامنا تحديات كثيرة علينا مواجهتها»، مشددا على أن «التضامن الحكومي هو الاساس. فالخلافات السياسية تكلف الدولة، والتضامن هو الطريقة الوحيدة لمواجهة التحديات». وختم: «هناك قرارات صعبة في كل المجالات يجب ان نتخذها».

وبعد الجلسة، توجه الرئيس الحريري إلى السراي الحكومي حيث اقيم له استقبال رسمي في الباحة الخارجية، قال خلاله في دردشة مع الصحافيين: «جهزت مسودة للبيان الوزاري وأظن ان الاثنين او الثلاثاء يجب ان ننتهي من هذا الموضوع بسرعة»، مضيفا: «لا بنود خلافية. هناك نص كان موجودا في السابق سنعتمده وسنضع في البيان ايضا كل الاصلاحات».

إشكال بين «الأجهزة» بالمطار

وقع إشكال، أمس، بين عناصر من جمارك المطار وأخرى تابعة لجهاز أمن المطار، على خلفية إصرار الأخير على عدم السماح لعناصر الجمارك بتمرير حقيبة المدير العام ه. ح، عبر آلة السكانر، والمسافر عبر صالون الشرف بمطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.

وبعد إصرار الجمارك تم تفتيش الحقيبة، ولم يُعثر بداخلها على أي ممنوعات، وطلبت الجمارك إجراء تحقيق، كون أحد عناصرها تعرض للضرب بعد إصرار الجهاز على عملية التفتيش.

وزارة الصحة

وتطرق الحريري إلى بيان وزارة الخارجية الأميركية أمس الأول الذي حذر «حزب الله» من إحالة أموال وزارة الصحة (يتسلمها محسوب على الحزب) إلى الحزب، قائلا إن «موقف واشنطن لا يُسبّب احراجا، وهذا الكلام يندرج في اطار الكلام الذي يقولونه دائما عن حزب الله». وأضاف: «لديهم قوانين صدرت في هذا الاطار ولا اظن ان حزب الله او نحن او اي احد سيسخّر وزارته لحساب حزبه السياسي. هناك الكثير من الوزارات التي تسلمتها احزاب، فهل هذا يعني انها ستصبح حكراً عليها؟ فالوزير هو وزير لكل لبنان ولكل اللبنانيين ووزير الصحة جميل جبق قال هذا الكلام في اول كلام له بعد تسلمه الوزارة».

وعن تخوفه على المساعدات الدولية لوزارة الصحة، قال الحريري: «لا اظن، فإذا كانت الامور واضحة وشفافة وسارت على الطرق التي نعمل بها في وزارة الصحة وفي كل الوزارات فلن يواجه احد اية مشكلة».

«التمكين» بدل «التأهيل» ينهي سجال وزارة المرأة

أعلنت الوزيرة فيوليت خيرالله الصفدي (38 عاماً) أن رئيس الحكومة سعد الحريري وافق على طلبها بإلغاء كلمة «تأهيل» من الحقيبة الوزارية التي أسندت إليها، ليصبح اسم الوزارة: وزارة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب. وكان الاسم الأساسي هو: وزارة الدولة لشؤون التأهيل الاجتماعي والاقتصادي لشؤون الشباب والمرأة أثار اعتراضات على اعتبار أن كلمة تأهيل توحي بأن النساء بحاجة إلى «التأهيل».

الصورة التذكارية

وكان الرئيس الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري والوزراء وصلوا تباعا الى قصر بعبدا حيث اجتمع الرؤساء الثلاثة ثم انتقلوا يرافقهم الوزراء الى حديقة الرؤساء في القصر، حيث تم التقاط الصورة الرسمية التذكارية للحكومة الجديدة.

باسيل

إلى ذلك، شدد رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر «التيار» في ميرنا الشالوحي، أمس، بحضور وزراء «التيار» والوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية، على «اننا سنُعطي لنا وللحكومة فترة سماح مئة يوم لتحقيق الإنتاجية وإذا وجدنا عرقلة فلن نسكت وسننزل الى الشارع».

وأكد: «نحن مستعدون للتعاون مع وزير العمل المحسوب على القوات اللبنانية من اجل وضع خطة اصلاحية للضمان الاجتماعي»، جازما بأن «لدينا كل النيّة للعودة الى روحية الاتّفاق مع القوات وتطبيقه اولاً بالعمل الحكومي وإيجاد الية التنسيق المشترك».

أما عن العلاقة مع «حزب الله»، فقال: «رغم كل ما حصل عزّزنا علاقتنا، والوزير المشترك بيننا الممثل للقاء التشاوري سيسمح بتعزيز تفاهمنا اكثر»، متابعاً: «نسجل للتاريخ تحقيق المناصفة الكاملة في الحكومة وهذا ما تحقق للمرة الاولى منذ عام 1990 ولحين الوصول الى الدولة المدنية وقاعدة المناصفة لا يجوز كسرها وأي تبادل يحصل مرحب به». وختم: «سنرقص التانغو مع الجميع، لكن إذا رقصنا مع احدهم فهذا لا يعني اننا نخون او نطعن الآخرين».

توتر بين جنبلاط والحريري

عاد الخلاف المستعر بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط إلى الواجهة من جديد، رغم تشكيل الحكومة الجديدة. وقالت مصادر إن الخلاف سببه إعطاء المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء عماد عثمان، المحسوب على الحريري، الإذن بملاحقة عدد من الضباط المشتبه في تورطهم بملفات فساد، وبينهم أحد الضباط المحسوبين على جنبلاط.

وكان الحريري وجنبلاط قد اتفاقا قبل أشهر على منع منح القضاء الإذن بملاحقة الضباط المشتبه فيهم، إلا أن قرار عثمان الأخير أعاد التوتر بين الرجلين.

حققنا أول مناصفة منذ 1990 وسنمنح فترة سماح 100 يوم ونرقص «التانغو» مع الجميع باسيل
back to top