لبنان: عملية تأليف الحكومة تدخل غرفة الولادة

• إشكالية حول تموضع وزير «التشاوري»
• مسؤول أميركي بيروت لضمان التزامها بالعقوبات على حزب الله

نشر في 31-01-2019
آخر تحديث 31-01-2019 | 00:04
الحريري مستقبلاً أمس في بيت الوسط المنسقة الخاصة للأمم المتحدة بلبنان برنيل كارديل         (دالاتي ونهرا)
الحريري مستقبلاً أمس في بيت الوسط المنسقة الخاصة للأمم المتحدة بلبنان برنيل كارديل (دالاتي ونهرا)
دخلت عملية تشكيل حكومة لبنانية جديدة إلى غرفة الولادة، بعد فشل القوى السياسية منذ الانتخابات التشريعية التي جرت خلال مايو، في التوصل إلى صيغة لتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري.
بينما تتواصل الاتصالات واللقاءات بين الفرقاء للوصول إلى حل يفضي إلى تشكيل الحكومة اللبنانية، أكدت مصادر سياسية متابعة أن "الأجواء جيدة والأمور باتت في ربع الساعة الأخير".

وإذ لفتت المصادر إلى أن "اجتماع اللقاء التشاوري مع المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسن الخليل قبل يومين استمر إلى ما بعد منتصف الليل"، أشارت إلى أن "الجلسة تخللها ما يشبه الانقسام في الرأي بين النواب لجهة حضور ممثل اللقاء اجتماعات تكتل لبنان القوي".

وأضافت أن "الاتفاق الذي سيعمل به ينص على أن الاسم الذي سيوزَّر سيكون ممثلاً للقاء التشاوري داخل مجلس الوزراء وسيصوت على المشاريع وفق قرار اللقاء التشاوري من دون استثناء إضافة إلى مشاركته في اجتماعات تكتل لبنان القوي". وتابعت: "بعض أعضاء اللقاء لا يزال متحفظاً على نقطة حضور اجتماعات لبنان القوي".

وفيما خص الاسم، قالت المصادر: "لم يحسم حتى الساعة لكن الأكيد أنه سيكون إما حسن مراد أو عثمان مجذوب". وقال عضو اللقاء النائب عبدالرحيم مراد، أمس: "السبت المقبل، كحد أقصى سنسمّي من سيمثل اللقاء التشاوري". أما مجذوب فقال في مداخلة تلفزيونية "هناك تحفظ من بعض أعضاء التشاوري على مشاركة وزيره باجتماعات لبنان القوي لكن التوجه ‘يجابي".

في المقابل، ثمّة حلحلة فيما خص توزيع الحقائب. وأكدت مصادر متابعة أن "وزارة البيئة ستبقى مع التيار الوطني الحر، على أن يعطى الرئيس البرلمان نبيه بري وزارة السياحة، وحزب الطاشناق الأرمني وزارة الإعلام". كما أكدت مصادر "الحزب التقدمي الاشتراكي" أن "الرئيس المكلف سعد الحريري لم يطرح على جنبلاط موضوع تبديل الصناعة بالإعلام أو حتى تبديل الحقائب". وتابعت: "موقفنا ثابت على التمسك بالتربية والصناعة".

بزي

في السياق، أعلن عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزّي، بعد لقاء "الأربعاء النيابي" أمس، في عين التينة، أنّ "رئيس مجلس النواب يعتبر أنّ الاتصالات التي حصلت في مسألة تأليف الحكومة تركزت على نقطتين هما كيفية تمثيل اللقاء التشاوري وبعض اللمسات على بعض الحقائب". وقال: "مبدأ تمثيل اللقاء التشاوري تمّ الاتفاق عليه، وهناك بعض اللمسات على بعض الحقائب والإشكالية هي أين يكون وزير التشاوري ومِن حصة مَنْ". وأضاف: "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قام بعمله بالاتصال مع الأطراف الأساسية، والرئيس برّي قام بواجباته خلال اليومين الماضيين بهدف التسهيل، لأن وضع البلاد والعباد لم يعد يحتمل إضاعة الفرص".

وعن اجتماع هيئة مكتب المجلس وموعد الجلسة التشريعية المقبلة، قال بزّي إنّ "تحديد موعد جلسة نيابية يعود تحديده حصراً للرئيس برّي لا الهيئة"، مشيراً إلى أنّ "جدول الأعمال الجلسة التي ينوي الدعوة إليها يضم 9 بنود، 6 مشاريع قوانين و3 اقتراحات".

في سياق منفصل، بدأ مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي زيارة رسمية الى لبنان أمس، يلتقي خلالها المسؤولين السياسيين والماليين رفيعي المستوى في البلاد.

ويحمل الزائر الأميركي في جعبته ملف القانون الأميركي لمكافحة تمويل الإرهاب في العالم، إذ سيسعى الى التثبّت من تقيّد لبنان الرسمي به في شكل تام. وقالت مصادر متابعة إن "بيلينغسلي أتى في مهمة واضحة ومحددة هي التشديد على ضرورة مضي لبنان قدما في مسار الالتزام بالعقوبات والإجراءات التي وضعتها واشنطن لتجفيف منابع تمويل حزب الله".

وأكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون خلال استقباله لبيلينغسلي أمس، أن "لبنان مشارك بفعالية في مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال"، مشيراً إلى أن "المعركة ضد الإرهاب لم تنته وتحتاج إلى تعاون المجتمع الدولي".

سجال

في موازاة ذلك، ردّ وزير الطاقة في حكومة تصربف الأعمال سيزار أبي خليل على "تويتر"، أمس، على ما قاله جنبلاط من دون أن يسميه قائلاً:" تم تلزيم دير عمار 2 بمناقصة جرت في إدارة المناقصات وافق عليها ديوان المحاسبة وأقرّها مجلس الوزراء وبعد سنوات من تعطيلهم أقر مجلس الوزراء طريقة تمويل جديدة من ضمن القانون ومع نفس الشركة". وأضاف أبي خليل: "فازت شركة روسنيفت الروسية بعقد تشغيل المنشآت في الشمال بمناقصة عالمية منذ أكثر من 10 اشهر انقضت بمفاوضات لتحصين العقد لبنانياً ضد السماسرة لدى الدول المنزعجة".

وكان جنبلاط غرد صباح أمس قائلاً: "وفي أوج الأزمة الحكومية جرى تلزيم بشبه تراض لمرفقين أساسيين من الملك العام. خزانات مصفاة طرابلس والمحطة الكهربائية لدير عمار". وأضاف: "باعوا عبر سماسرة الدول وحداثة النعمة الثروة الوطنية. وبالمناسبة صدر تقريرا البنك الدولي وماكينزي اللذان يحذران من رفع سعر الكهرباء قبل وقف الهدر".

back to top