ولكن إلى متى؟

نشر في 29-01-2019
آخر تحديث 29-01-2019 | 00:09
هل هناك مأساة أكثر إيلاما من تلك الخيام الممتدة إلى ما لا نهاية، تضم آلاف الأطفال والعائلات من السوريين، ونصرخ من الأعماق أين الأمم المتحدة؟ أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين المجتمع الدولي؟ لماذا يستمر أهلنا يعيشون في الخيام بأقل القليل من الطعام والشراب طوال سبع سنوات عجاف؟ وإلى متى؟
 يوسف عبدالله العنيزي تجري الآن مفاوضات سلام بين الأطراف المتقاتلة في اليمن، والتي تهدف في المقام الأول إلى معالجة النواحي الإنسانية وتبادل الأسرى والجثامين، حيث ستقوم الحكومة اليمنية الشرعية بإطلاق سراح الأسرى الحوثيين في مقابل أن تقوم جماعة الحوثيين اليمنية بإطلاق سراح الأسرى اليمنيين، كما سيتم تبادل جثامين القتلى وهم بالآلاف بين المدن اليمنية من صنعاء إلى الحديدة، ومن تعز إلى عدن، لتشمل جميع المدن اليمنية، إنها الحكمة اليمانية.

كم هو مؤلم ما وصلت إليه الحال في اليمن العزيز، يا لها من كوميديا سوداء قاتمة، ولكن إلى متى؟ وإذا ما يممنا نحو الشام فهناك مأساة لا تقل عن المأساة اليمنية، فهل هناك مأساة أكثر إيلاما من تلك الخيام الممتدة إلى ما لا نهاية، تضم الآلاف بل الملايين من الأطفال والعائلات، خيام لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، ونصرخ من الأعماق أين الأمم المتحدة؟ أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين المجتمع الدولي؟ لماذا يستمر أهلنا يعيشون في الخيام بأقل القليل من الطعام والشراب طوال سبع سنوات عجاف؟ وإلى متى؟

في الماضي القريب كان أحد شعارات القومية العربية التي كنا نهتف بها شعار بأننا سنقوم برمي إسرائيل في البحر، وتدور الأيام والشهور والسنين لنرى أطفالنا وأهلنا، وقد غدوا طعاما لأسماك البحر الأبيض المتوسط، وعلى مدى أكثر من ستين عاماً كنا ننادي بإقامة دولة فلسطينية، وفشلنا نتيجة لصراعات عربية عربية، وفلسطينية-فلسطينية، وفي ظل الفشل العربي نجحت إسرائيل بإقامة دولتين لفلسطين، في ظل هذه الأوضاع العربية المأساوية يتصدى الإعلام العربي لقيادة حملات إعلامية بحرب إعلامية بين دول العالم العربي، وتتم استضافة العديد من الخبراء السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين وغيرهم ممن ما زالوا يختزنون بعض المصطلحات التي عفا عليها الزمن مثل جماهيرنا العربية، وتكالب القوى الغربية والموساد والفرس وكل العالم ضدنا، ويخطر على البال وأنا أرى هذه الأعداد من الخبراء المثل الكويتي "رزق القطاوة على الخاملات"، وما لنا إلا أن ندعو بالتوفيق لإيران وتركيا وروسيا لإحلال السلام في سورية العزيزة، كما ندعو بالتوفيق لإيران وأميركا لإحلال السلام في اليمن، وندعو للمجتمع الدولي بالتوفيق بإنهاء الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي.

ويبقى التساؤل المر: هل تنطبق على عالمنا العربي الآية الكريمة "يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ". صدق الله العظيم.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top