آمال : الكويت وتحدي الـ«ثلاثين سنة»

نشر في 24-01-2019
آخر تحديث 24-01-2019 | 00:25
 محمد الوشيحي تخيل معي المنظر التالي؛ الدول مجتمعة في مكان واحد، وكل منها تستعرض صورها قبل ثلاثين سنة، لا عشر سنين، باعتبار أن حركة الدول لا تقاس بسنوات قليلة.

تخيل المنظر؛ الدول مجتمعة في ديوانية، وفي يد كل منها موبايل تتابع من خلاله الصور... الضحكات تتصاعد، والتعليقات الغارقة في السخرية ترتفع، وكل دولة تضع يديها على وجهها خجلاً من منظرها المضحك قبل السنوات الثلاثين الأخيرة، وتلح على بقية الدول بمشاهدة صورها الحالية، وجمالها هذا اليوم، وفتنتها، وحسنها الأخاذ.

هذه الدولة تشير بيدها إلى ساحة فارغة إلا من الرمل والحصى والمخلفات، قبل أن تتحول هذه الساحة، في الصورة الحديثة، إلى مستشفى كبير متعدد الأدوار، فهذا موقع الطائرة العمودية، وذاك موقع حديقة المستشفى، وهناك "سكن مرافقي المرضى" الملحق بالمستشفى، ووو...

وتلك الدولة تشير بإصبعها، وهي تكاد تقع على ظهرها لشدة الضحك، إلى صورة بقالة من الكيربي كانت على طريق سفر بمنظره المثير للشفقة، قبل أن يتحول هذا الطريق إلى لوحة فنية من الخطوط المتداخلة بالجسور والأنفاق و"الدوارات" والمنحنيات والمخارج والمداخل.

وثالثة تستعرض موقعاً كان مكباً للنفايات، قبل أن يتحول إلى مصانع مجهزة بأحدث التجهيزات والمعدات. موصول بسكة مترو، ومزود بكل الخدمات والتقنيات وكل ما يلزم.

كل دولة تحث الدول على رؤية صورها الحديثة. وحدها الكويت لا تريد أن تغادر صورها القديمة؛ فهذا منتخبها الوطني الذي كانت تخشاه النمور في غاباتها، وذاك برلمانها الذي كانت تحرص الشعوب على متابعة أحداثه وسجالاته، وتلك مسارحها ومكتباتها وديوانيات شعبها، وهذه أعداد من صحفها الصادرة في تلك الفترة، وهنا شوارعها الجميلة، وهناك وهنا وهناك ما يدعو إلى التفاخر.

في داخل الكويت صوت هامس تخشى البوح به: لا تغادروا صوري القديمة... أرجوكم!

back to top