مواجهة في الشارع بين معارضي مادورو وأنصاره

4 قتلى وإحراق تمثال لشافيز ومركز للشرطة

نشر في 24-01-2019
آخر تحديث 24-01-2019 | 00:03
سيارات أحرقها متظاهرون مناهضون لمادورو في كراكاس أمس الأول (اي بي ايه)
سيارات أحرقها متظاهرون مناهضون لمادورو في كراكاس أمس الأول (اي بي ايه)
وسط أجواء بالغة التوتر، بعد يومين على تمرد عسكري تم قمعه، دفعت الحكومة والمعارضة في فنزويلا بمؤيديهما، أمس، إلى الشارع حيث نظمت تظاهرات مؤيدة للحكومة ومعارضة لها.

وقد دُعي معارضو الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو إلى التظاهر للمطالبة بتشكيل "حكومة انتقالية" تمهيداً لتنظيم انتخابات جديدة.

وفي خضم الجلسة البرلمانية، أمس الأول، قال خوان غوايدو، رئيس البرلمان، المؤسسة الوحيدة التي تهيمن عليها المعارضة، "نحن على موعد تاريخي مع بلادنا، مع مستقبل أولادنا".

وكان غوايدو دعا في 11 يناير، غداة تولي مادورو مهامه لولاية ثانية مثيرة للجدل، إلى "تحرك كبير في كل أنحاء فنزويلا".

ودعا أيضاً الحزب الاشتراكي الحاكم، أنصار الحكومة إلى التظاهر بأعداد كبيرة في مختلف أنحاء البلاد.

وتأتي هاتين التظاهرتين، بعدما أضرم محتجون الليلة قبل الماضية النار في مركز للشرطة في مدينة بويرتو كابيلو بولاية كارابوبو، وأحرقوا تمثالاً للزعيم الراحل هوغو شافيز في مدينة سان فيليكس.

وكتب الصحافي المعروف رومان كاماتشو على "تويتر"، أن عدد القتلى في فنزويلا خلال احتجاجات الليلة قبل الماضية بلغ ٤ أشخاص.

وجرى تنظيم هذه التظاهرات في أجواء متوترة، بعد يومين على التمرد الوجيز لـ 27 عسكرياً في ثكنة شمال كراكاس، من خلال توجيه دعوات إلى العصيان.

وفي إشارته الأولى إلى هذا الحدث، بعد أكثر من 24 ساعة على توقيف العسكريين المتمردين، أعلن مادورو أمس الأول، أن الجيش "قدم أدلة لا تحصى على انضباطه وتماسكه واستعداده لمواجهة أي تهديد من أعداء الوطن".

وفي كلمة بثتها الاذاعة والتلفزيون، اتهم الإدارة الأميركية عبر نائب الرئيس مايك بنس بأنها أمرت "بانقلاب فاشي". ورداً على ذلك، طلب من وزير الخارجية خورخي اريازا البدء "بإعادة نظر شاملة للعلاقات" الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، أبدت واشنطن تضامنها مع تظاهرة المعارضة. ودعا بنس في مقال نشره في صحيفة "وول ستريت جورنال"،أمس، إلى رحيل مادورو، معرباً عن دعم الولايات المتحدة احتجاجات "الشعب الفنزويلي في سعيه لاستعادة الحرية من الدكتاتور مادورو، الذي سرّع وتيرة تحول بلاده من أحد أغنى بلدان النصف الغربي من الكرة الأرضية إلى واحدة من أفقر الدول وأكثرها استبداداً".

وأعلن وزير الاتصال خورخي رودريغيز أن بنس أمر الجنود المتمردين بتسليم ناشطين معارضين أسلحة حتى يطلقوا النار، وهم يرتدون الثياب العسكرية، على الجموع خلال تظاهرة المعارضين لاسقاط الحكومة.

وحصل هذا التمرد الذي تمكن الجيش خلاله من وضع يده على أسلحة، ثم التحصن في ثكنة في حي كوتيزا، فيما استمرت المعارضة في دعوة الجيش الذي يُعتبر الداعم الأول لمادورو، إلى قطع علاقاته بالنظام. ووعد البرلمان بـ "العفو" عن عناصر الجيش الذين يرفضون الاعتراف بالولاية الجديدة لرئيس الدولة.

ووافق النواب أمس الأول، على هذا العرض، متحدين قرار المحكمة العليا التي يتهمها منتقدوها بأنها مرتبطة بالنظام الذي أعلن بطلان كل قراراتهم.

وأكد غوايدو أنه: "ليس باستطاعتهم أن يعلنوا رغبة الشعب في التغيير غير دستورية"، موضحاً أن تمرد الاثنين هو الدليل على استياء متزايد في صفوف الجيش.

وفي مقابلة مع "رويترز" أمس الأول، وقال غوايدو (35 عاماً) إنه ينوي إذا أصبح رئيساً أن يوفر حماية قانونية للجنود والمسؤولين المنشقين".

من ناحيتها، أعلنت منظمة الدول الأميركية أنها تنوي عقد اجتماع طارئ اليوم، بطلب من البعثات الدائمة للأرجنتين والبرازيل وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا والولايات المتحدة وبيرو، لبحث الوضع في فنزويلا، التي تشهد في الأيام الأخيرة تصعيداً خطيراً في حدة التوتر الداخلي.

back to top