تشوّش الدماغ... مؤشِّر على اضطراب نقص الانتباه في الرشد؟

نشر في 23-01-2019
آخر تحديث 23-01-2019 | 00:00
No Image Caption
في بعض الحالات، قد يكون اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة السبب الكامن وراء مشاكل الذاكرة والعجز عن إتمام المهام.
هل تقلق بشأن صحة ذاكرتك حين تلاحظ أنك تجد صعوبة في تذكّر الأغراض التي تستعملها كل يوم، أو تلتهي أثناء قيامك بأعمال منزلية أو أي مهام أخرى، أو حين تشرد خلال المحادثات؟ ربما قد تكون مصاباً باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة الذي يشير إلى خلل في أسلاك الدماغ، وكان يُعتبر سابقاً حكراً على الأولاد. بالنسبة إلى الراشدين، يُسبّب هذا الاضطراب غالباً مشاكل على مستوى الذاكرة والانتباه أكثر من فرط الحركة.

يقول الدكتور كريغ سورمان، اختصاصي في علم النفس العصبي وباحث في مجال اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في مستشفى «ماساتشوستس» العام التابع لجامعة هارفارد، وأحد المشاركين في إعداد كتاب FASTMINDS: How to Thrive If You Have ADHD (or think you might) (عقول سريعة: كيف تتطور حين تصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (أو تظن أنك مصاب به) الصادر عن دار نشر هارفارد للمؤلفات الصحية: «يحمل 2 أو 3 % من الناس في عمر الستينات وما فوق خصائص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة».

ليست جديدة

يقول سورمان إن كبار السن المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عاشوا طوال حياتهم وهم مصابون بهذه الحالة لكنهم ما كانوا يدركون حقيقة وضعهم. كانوا يضطرون على الأرجح إلى التعامل مع المشاكل التالية:

• النسيان.

• قلة التنظيم.

• التأجيل.

• فقدان الاهتمام بمختلف المهام.

• الالتهاء بسهولة.

• غياب الفاعلية في العمل، لا سيما عند أداء مهام متعددة في الوقت نفسه.

• التصرف باندفاع (في الخطط والإنفاق وأي نشاطات جديدة).

• قلة الصبر.

• التفوه بالأفكار عشوائياً.

تظهر الأعراض بطرائق متنوعة في مختلف مراحل الحياة لأن الالتزام بوظيفة أو بتربية أولاد في سن الدراسة مثلاً قد يضغط على الشخص ويجبره على إتمام المهام والالتزام بالمُهَل والمواعيد. يسمح هذا الشكل من نظام الحياة أحياناً بإبقاء الأعراض تحت السيطرة. لكن قد يتغير الوضع في سن التقاعد.

يوضح سورمان: قد لا يلتزم كبار السن بالواجبات نفسها. بل إنهم يستطيعون وضع النظام الذي يريدونه وقد يواجهون حينها مصاعب كبرى.

تشخيص الحالة

التأكد من إصابتك باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أمر معقد لأنه يتقاسم الخصائص نفسها مع الاضطرابات التالية:

• تراجع مهارات التفكير.

• ضغط نفسي أو قلق أو اكتئاب.

• تشوش التفكير بسبب أخذ مضادات الكولين.

تشمل هذه الأدوية علاجات شائعة لسلس البول مثل الأوكسيبوتينين (ديتروبان)، وللاكتئاب مثل الأميتريبتيلين (إيلافيل)، وللحساسية مثل الديفينهيدرامين (بينادريل).

للبدء بتمييز اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عن حالات أخرى، تساءل إذا كنت تجد صعوبة دائمة في تدبّر أمورك أو الالتزام بالمهام وإنهائها (إلا إذا كانت تلك المهام مثيرة للاهتمام أو محصورة بمهلة محددة).

يمكنك أن تساعد الطبيب النفسي الذي يُقيّم وضعك عبر إبلاغه بأهم المعلومات المرتبطة بنمط التحديات التي تواجهها مع مرور الوقت، أو اصطحب معك شخصاً مقرّباً منك إذا أمكن كي يتكلم عن أعراضك وقدرتك على أداء المهام.

سيشمل التقييم أيضاً تاريخك الصحي والطبي، حتى أنك قد تخضع لاختبار محوسب لقياس مستوى انتباهك.

العلاج

صحيح أن الأدوية تبقى أبرز خيار علاجي لاستهداف التحديات التي يفرضها اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على مستوى الانتباه، لكن يقول سورمان إن بعض الاستراتيجيات غير الدوائية يساعد الأفراد أيضاً على إتمام المهام المتوقعة منهم يومياً: «يستطيع معظم كبار السن المصابين بهذا الاضطراب أن يشرحوا المهام والمواقف التي يبلون فيها حسناً وأن يحددوا المصاعب التي يواجهونها، فيقدمون بذلك مؤشرات حول العوامل التي تساعدهم على التكيّف مع أعراضهم».

على صعيد آخر، قد تؤدي أدوية اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، مثل الميثيلفينيديت (ريتالين كونسيرتا) وأملاح الأمفيتامين (أديرال)، إلى تراجع الشهية ونشوء مشكلة الأرق أو تسارع ضربات القلب أو ارتفاع ضغط الدم، وقد تكون هذه المشاكل كلها أكثر خطورة على كبار السن.

متى تصبح الأدوية التي تعالج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ضرورية إذاً؟ يجيب سورمان: «حين تبدأ المشاكل المرتبطة بقلة الانتباه أو العجز عن إتمام المهام في الوقت المناسب بمنع المريض من الاعتناء بنفسه أو المضي قدماً وتؤثر في عاداته الصحية وعلاقاته المهمة».

وسائل دعم بلا أدوية

تكفي تعديلات سلوكية عدة للتخلص من المعاناة التي يسببها اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. يمكنك أن تحصل على أفكار مفيدة من جماعات الدعم أو من مدربين متخصصين بمعالجة ذلك الاضطراب، أو يمكنك أن تخضع لعلاج بالكلام تحت إشراف طبيب نفسي. ستساعدك هذه الجهات كلها على تجديد استراتيجيات وحلول كانت قد أفادتك في مراحل سابقة من حياتك.

يمكن أن تشمل تلك الاستراتيجيات ما يلي:

• اجعل نشاطاتك مثيرة للاهتمام واعتيادية ومشتركة بدرجة إضافية.

• اتصل بأحد أصدقائك لطلب المساعدة.

• سجّل أفكارك المبعثرة في لوائح.

• استعمل أنظمة لتذكيرك بما تريده (رزنامة أو منبه) على هاتفك الذكي.

• جِدْ مناطق تقلّ فيها مصادر الإلهاء في المنزل أو العمل، بعيداً عن ضجة التلفزيون أو الهواتف أو حتى الناس (قد يكون إغلاق باب غرفتك كافياً).

يختم سورمان قائلاً: «مع قليل من المساعدة، ستفهم أفضل الطرائق التي تسمح لك بعيش الحياة الصحية التي تطمح إليها».

بعض الاستراتيجيات غير الدوائية يساعد الأفراد على إتمام المهام المتوقعة منهم يومياً
back to top