المشاركون في «قراءة سيرة الفايز»: من أبرز الشعراء بالكويت

خلال لمسة وفاء للشاعر أقامها مركز جابر الأحمد الثقافي

نشر في 23-01-2019
آخر تحديث 23-01-2019 | 00:03
دُرست قصائد الشاعر محمد الفايز في المدراس الحكومية والخاصة، وترجمت قصائده إلى الفرنسية وكتبت دواوينه بخط برايل.
شهدت القاعة المستديرة في مركز جابر الأحمد الثقافي، أمس الأول، فعالية "حديث الاثنين"، ضمن الموسم الثقافي للمركز، وجاءت بعنوان "قراءة في سيرة الشاعر محمد الفايز"، في لمسة وفاء، شارك فيها الفنان الكبير عبدالعزيز المفرج شادي الخليج، والإعلامية أمل عبدالله، والأديب عبدالله خلف، والشاعر د. سالم خداده، وأدار الأمسية نجلة الشاعر د. شذا الفايز، وقد حضر الأمسية جمع من الأدباء والمهتمين.

واستذكر رفاق الشاعر الراحل ذكرياتهم معه، مؤكدين على فرادته الشعرية وتميزه، ومعتبرين أنه كان من أبرز الشعراء في الكويت.

واستهلت نجلة الشاعر الفايز د. شذا الفايز بكلمة، جاء فيها: "بصوت شاعركم... شاعر الكلمة... شاعر الإحساس... شاعر البحر... فهو الذي يرحب بكم، فقد كان يستقبل ضيوفه بصوته وصورته، التي لم تختفِ من العيون والآذان".

وأضافت الفايز: "أحب مذكرات بحار... مذكرات ذلك البحار الذي أبحر تاركا أهله وأحبابه وعشاقه"، متابعة: "ذلك الشاعر الذي أحبه الشباب والكبار، ويتنافسون على نشر قصائده وأشعاره وأغانيه دائما في وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، انستغرام، فيسبوك)". واستطردت: "باعتباري ابنته، وضعت وصيته أمام عيني، وأحببت أن تتحقق وصيته على أرض الواقع بنشر أشعاره ودواوينه، لكن فوجئت بدراسة أشعاره في الصف الحادي عشر في المدراس الحكومية، والخاصة، وترجمت قصائده إلى الفرنسية، وكتبت دواوينه بخط برايل، والشكر موصول إلى جمعية المكفوفين الكويتية".

مذكرات بحار

وذكرت أن "أشعاره صارت واقعاً، كما قال لوالدتي: أملي بالشباب القادم، فهم من سيعرف العالم بمذكرات بحار". وأضافت الفايز: "فشباب وطني الكويت شباب يستبشر به الزمان، وها قد عاد الزمان ونشروا مذكرات بحار التي غناها شادي الخليج وعاش بها بإحساسه المرهف، وبكلمات شاعرنا غنى شادى الخليج أوبريت السندباد، وبذلك تحققت أمنية والدي ورهانه على الشباب".

شاعر كبير

وقال الفنان عبدالعزيز المفرج الملقب بشادي الخليج، الذي غني أشهر أعمال الفايز "مذكرات بحار"، في كلمته، إن الفايز شاعر كبير، لافتا إلى أنه حتى اليوم مازال يتساءل: كيف كتب الفايز هذا الشعر؟ وكيف غاص في أعماق البحار ليخرج هذه اللآلئ؟

كما تحدث المفرج عن أوبريت "مذكرات بحار"، مشيرا إلى أن الفايز خلال فترة أبدى تعجبه من نجاح اللحن والأداء في التعبير عن شعره.

العمل في الإذاعة

من جانبها قالت الإعلامية أمل عبدالله: "هناك يوم ما زالت ذاكره عالقة بفكري... التقيته بمكتب الأديب عبدالله خلف الموازي لمكتبه، لكني لم أكن أعرف هل هو موظف أم زائر، ماسكا سيجارته التي لم تفارقه طوال السنين، التي عمل بها في الإذاعة، لابسا عقاله بطريقة يكاد يكون هو مبتكرها، إذ لم أشاهد أحدا يلبسه مثله".

وبدوره، ذكر الأديب عبدالله خلف أن الفايز هو الشاعر الوحيد الذي سجل ديوان يوميات بحار في العالم العربي، وقام بتصوير البحر بشعره الراقي الذي يقوله، مشيرا إلى أن الفائز أول شاعر قام باستدعائه المغفور له الشيخ عبدالله السالم ليقابله، فقد كان يكتب بذلك الوقت في جريدة الرسالة. وقال خلف: "اتصلوا على جريدة الرسالة يطلبون من الفائز أن يذهب لمقابلة الشيخ عبدالله السالم، وفعلا تم ذلك، والشيخ عبدالله السالم كان أيضا يحب الشعر ويقول الشعر"، مضيفاً أن الفايز هو ظاهرة رائعة.

تجديد الشعر

وفي حديثه عن الفايز قال د. سالم خدادة إن الراحل يعتبر فارساً من فرسان تجديد الشعر الكويتي، بعد مرحلة استقلال الدولة، حيث تحول الشعر من المرحلة العمودية إلى الشعر الحر.

كما تحدث خدادة عن خصوصية "مذكرات بحار"، ورأى أن هذه الخصوصية مرجعها "خصوصية الموضوع عن البحر والبحارة، وكذلك ثراء المادية الشعرية التي اعتمدت على البلاغة ولغة الحقيقية".

مرحلة انتقالية للشعر المعاصر

يذكر أن الشاعر محمد الفايز ولد في عام 1938، ونظَم الشعر وهو في السادسة عشرة من عمره، ثم اتجه إلى كتابة القصة السردية، ثم عاد للشعر وأصدر 11 ديوانا كان أولها "مذكرات بحار"، ثم "النور من الداخل"، و"الطين والشمس"، و"رسوم النغم المفكر"، و"بقايا الألواح"، و"ذاكرة الآفاق"، و"لبنان والنواحي الأخرى"، و"حداء الهودج" و"خلاخيل الفيروز"، و"تسقط الحرب".

وبعد رحيله طبع ديوان "خرائط البرق" و"المجموعة الشعرية الكاملة"، بالإضافة إلى إعادة طباعة "مذكرات بحار".

ويعتبر الفايز من أبرز شعراء منطقة الخليج العربي في مرحلة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، ويمثل مرحلة انتقالية او وسيطة في الشعر الكويتي المعاصر بشكل خاص، وفي الشعر الخليجي عامة، إذ حفلت تجربته بالقصيدة العمودية وبشعر التفعيلة، من حيث الشكل، وبكثير من الاتجاهات والأبعاد المختلفة والمتعددة من حيث المضمون، ما جعله واحداً من أكثر الشعراء تجديدا، قياسا إلى جيله وإلى مرحلته الزمنية.

قرأ الفايز بطون الكتب، وحفظ الدواوين الشعرية لفحول الشعراء مثل المتنبي وأبي تمام، وكان يعتبر المتنبي معلمه الأول، فهو مفتون به، يحفظ الكثير من شعره، ويلقيه على أصدقائه في جلساته الخاصة.

د. سالم خدادة : فارس من فرسان تجديد الشعر الكويتي

شذا الفايز: والدي كسب رهانه على الشباب في تعريف العالم بـ«مذكرات بحار»
back to top