إسرائيل تضرب ثانية بسورية وتعلن مواجهة مفتوحة مع إيران

• الغارات استهدفت «مواقع إيرانية» ومطار دمشق
• الجيش الإيراني: ننتظر بفارغ الصبر «محو الصهاينة»

نشر في 22-01-2019
آخر تحديث 22-01-2019 | 00:05
جندي إسرائيلي فوق جرافة مدرعة في مرتفعات الجولان أمس (رويترز)
جندي إسرائيلي فوق جرافة مدرعة في مرتفعات الجولان أمس (رويترز)
في إطار عمليات تستهدف الوجود الإيراني بسورية وتزداد علانية يوماً بعد يوم، وجهت إسرائيل، لليلة الثانية على التوالي، سلسلة ضربات جوية لمواقع «فيلق القدس» وجيش الرئيس بشار الأسد، معلنة مواجهة مفتوحة بين أكبر عدوين في المنطقة.
مع خروج صراعها مع إيران في سورية إلى العلن، استهدفت إسرائيل للمرة الثانية في وقت مبكر أمس مواقع لنظام الرئيس بشار الأسد وفيلق القدس التابع للحرس الثوري، مؤكدة أنه "رد" على إطلاقه صاروخ أرض- أرض، باتجاه منتجع جبل الشيخ للتزلج على الجليد في مرتفعات الجولان المحتلة اعترضته منظومة "القبة الحديدية".

واتهم الجيش الإسرائيلي، الذي عين أفيف كوخافي رئيس أركان جديدا خلفاً لغادي آيزينكو، إيران بأنها "تقدم بذلك مجدداً دليلاً أكيداً على نياتها الفعلية ترسيخ جذورها في سورية، وتهديد دولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي"، موضحاً أنه "رداً على الهجوم الذي تم التخطيط له مسبقاً، هاجمت مقاتلات للجيش خلال الليل مواقع عسكرية لفيلق القدس الإيراني وبطاريات سورية للدفاع الجوي".

وأوضح الجيش أنه استهدف "مخازن ذخيرة وموقعاً في مطار دمشق الدولي وموقعا للاستخبارات الإيرانية ومعسكر تدريب لفيلق القدس"، مشيراً إلى أنه خلال تنفيذ ضرباته "أطلقت العشرات من صواريخ أرض- جو السورية، فتم ضرب العديد من بطاريات الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة السورية".

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي: "حذرنا النظام السوري بعدة طرق بما فيها العلنية، بإصدار بيان، يحذرهم من التدخل وإطلاق الدفاعات الجوية باتجاه الطائرات الإسرائيلية، وأكدنا أن الضربات تستهدف فقط مواقع فيلق القدس".

ونشر الجيش الإسرائيلي على حسابه على "تويتر"، صوراً لمواقع تدريب ومراكز استخبارات ومخازن أسلحة تابعة للفيلق الإيراني، كما نشر فيديو يظهر استهداف بطاريات سورية تصدت لغاراته.

أعنف هجوم

وأفاد مصدر عسكري سوري وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن "العدو الإسرائيلي نفذ أعنف وأطول هجوم أرضي وجوي، وعبر موجات متتالية بالصواريخ الموجهة من فوق الأراضي اللبنانيّة وإصبع الجليل وبحيرة طبريا، واستخدم مختلف أنواع الأسلحة لديه".

وقال المصدر: "على الفور، تعاملت منظومات دفاعنا الجوي مع الموقف، واعترضت الصواريخ المعادية، ودمرت غالبيتها قبل الوصول إلى أهدافها وأسقطت عشرات الأهداف التي أطلقها العدوّ الإسرائيلي باتّجاه الأراضي السوريّة".

وأكد الجيش الروسي أن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 4 جنود سوريين وإصابة 6 وتدمير أجزاء في البنية التحتية لمطار دمشق الدولي، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية السورية، التي يزودها بالعتاد، دمرت أكثر من 30 صاروخ كروز وقنبلة موجهة.

من جهته، تحدث المرصد السوري عن "قصف صاروخي إسرائيلي مكثف على محيط مطار دمشق الدولي وضواحي العاصمة دمشق وريفها الجنوبي والجنوبي الغربي"، مبيناً أن "الصواريخ وصلت إلى أهدافها وأصابت مواقع ومستودعات للإيرانيين وحزب الله اللبناني، وأسفرت عن مقتل 11 مقاتلاً بينهم سوريان".

سياسة نتنياهو

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس توجيه سلاح الجو ضربة قوية ضد أهداف إيران في سورية بعدما أطلقت صاروخاً على الجولان، مشدداً على أنه "لن يسمح بمثل هذه الأعمال العدوانية".

وقال نتنياهو، خلال تدشينه مطار رامون كبديل لبن غوريون شمال مدينة إيلات قرب الحدود الأردنية: "نعمل ضد إيران والقوات السورية المتواطئة معها. وسنضرب كل من يحاول الإضرار بنا، وعلى مَن يهدد بمحونا تحمل المسؤولية كاملة".

وعشية الضربة، قال نتنياهو، خلال زيارته لتشاد، أمس الأول: "لدينا سياسة محددة تماماً: تقويض تجذر الوجود الإيراني بسورية، وإلحاق الضرر بأي جهة تريد الإضرار بنا".

وقبل أسبوع، اعترف بأن إسرائيل شنت غارة على "مستودع أسلحة" إيراني في مطار دمشق الدولي، في تأكيد نادر أشار فيه إلى تنفيذ "مئات" الهجمات خلال سنوات الحرب السورية.

مواجهة علنية

بدوره، أعلن وزير الاستخبارات والنقل يسرائيل كاتس الدخول في مواجهة علنية ومفتوحة مع إيران لعدم تثبيت وجودها في سورية، مؤكداً أن إسرائيل مستعدة لتأجيج هذه المواجهة عندما يتطلب الأمر ذلك "وكل من يهاجمها سيدفع الثمن غالياً".

وقال كاتس، لإذاعة الجيش: "لقد تغيرت سياستنا وباتت مواجهة مفتوحة مع إيران، وعندما سنحتاج لتشديد هذه المواجهة، فسنقوم بذلك"، معتبراً أن الهجوم على المواقع الإيرانية، إشارة واضحة لقائد فيلق القدس قاسم سليماني.

محو إسرائيل

في المقابل، أعلن قائد القوات الجوية الإيرانية البريجادير جنرال عزيز نصير زادة عن "الاستعداد لخوض المعركة مع إسرائيل وإزالة الصهاينة من الوجود" في تصريح يناقض ما أعلنه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبل أسابيع نفى فيه ان يكون أي مسؤول ايراني هدد بمحو اسرائيل من الوجود.

وقال زادة، لموقع "نادي المراسلين الشباب" التابع للتلفزيون الرسمي: "إن العدو لا يجرؤ على شن عدوان على إيران، ونحن مستعدون للرد على أي تهديدات إسرائيلية"، مضيفاً: "الشبان في القوات الجوية مستعدون تماماً وينتظرون بفارغ الصبر مواجهة النظام الصهيوني ومحوه من على وجه الأرض".

التنسيق المهتز

وفي محاولة لتثبيت التنسيق المهتز منذ إسقاط طائرة عسكرية روسية عن طريق الخطأ من الدفاع الجوي السوري بعد غارة إسرائيلية في 17 سبتمبر 2018، ومقتل 15 عسكرياً كانوا على متنها، كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كورنيكوس عن تشغيل خط الاتصال الساخن مع موسكو خلال الغارات الأخيرة.

وقال كورنيكوس: "آلية منع وقوع الحوادث العرضية في سورية يلتزم بها الطرفان الإسرائيلي والروسي، وهي قيد الاستخدام حتى في الوقت الذي نتحادث فيه الآن، وكانت مشغلة بشكل روتيني الليلة الماضية وفقا للإجراءات المتبعة".

تصعيد مستمر

وخطر اندلاع مواجهة مفتوحة بين العدوين اللدودين، يعتمل منذ فترة طويلة في سورية، حيث أرسى الجيش الإيراني وجوداً منذ بدايات الحرب الأهلية دعماً للأسد. وهاجمت إسرائيل، التي عيّنت رئيس أركان جديداً الأسبوع الماضي وتخاطر بإغضاب روسيا، أهدافاً له والميليشيات المتحالفة معه من بينها "حزب الله".

ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ إسرائيل وسورية إلى عدم القيام بأعمال تنذر بتصعيد الوضع في المنطقة، موضحة أن بكين "تتابع التطورات الأخيرة ومتمسكة باحترام وحماية استقلال سورية، وعلى الأطراف أن تلعب دورا بناءً في الحفاظ على الاستقرار والسلام فيها".

الجيش الإسرائيلي فتح الخط الساخن مع الروس خلال الغارات... والصين تدعو لضبط النفس
back to top