الكويت والديمقراطية صنوان

نشر في 22-01-2019
آخر تحديث 22-01-2019 | 00:09
ما نشهده الآن من سخونة في الحوار والنقاش وطرح للآراء من خلال مقالات تعبر بالتأكيد عن حب وعشق لهذا الوطن الغالي ما هو إلا انعكاس للحياة الديمقراطية.
 يوسف عبدالله العنيزي بما أن العمل الخيري والكويت صنوان فكذلك الكويت والديمقراطية صنوان، فمنذ نشأ هذا البلد الطيب قبل ما يناهز الأربعمئة عام لم يشهد التاريخ أن سجل حكماً دكتاتورياً، بل كان حكماً يميل للمشاركة والشورى، فكان الحاكم يميل إلى استشارة أهل الرأي من رجالات الكويت في الكثير من الأمور مثل التعليم والصحة والعمل على أمن واستقرار الكويت وأهلها.

وما نشهده الآن من سخونة في الحوار والنقاش وطرح للآراء من خلال مقالات تعبر بالتأكيد عن حب وعشق لهذا الوطن الغالي ما هو إلا انعكاس للحياة الديمقراطية، أما السكون فهو رديف للموت، فنحن شعب يحب الحياة ويعشق الحرية، ويكفينا فخراً أن اختيار حكامنا منذ ما يناهز الأربعمئة عام قد تم بطريقة ديمقراطية لم يعرفها العالم في ذلك الوقت، وذلك عندما قام أهل الرأي والمشورة باختيار الشيخ صباح الأول ليكون حاكماً للكويت.

ورغبة في تأصيل هذه الحياة الديمقراطية فقد أصدر سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، مرسوماً أميرياً بتاريخ 11 نوفمبر عام 1962 يقضي بإقرار دستور دولة الكويت الذي أعده المجلس التأسيسي المنتخب، وساعد في وضع مواده الخبير الدستوري والقانوني د. عبدالرزاق السنهوري.

نعم هذه الكويت، وهذا نظامها، فنحن لا نجزع مما يحدث من نقاش وحوار أو حتى هوشات بين بعض النواب أو بين النواب والحكومة، أو الانتقادات الحادة من بعض الإخوة كتّاب الرأي، فهذه طبيعة المجتمعات الحية، فليس من المفترض أو المقبول أن تتطابق الآراء والاتجاهات بين الجميع، ووجود الأخطاء والعثرات لا يعني بالضرورة الطعن بالديمقراطية أو النظام البرلماني في الكويت وحرية التعبير.

والدليل أن القارئ لصفحة الرأي في هذه الجريدة الغراء أو الصفحات المماثلة لها في الصحف الكويتية سيرى الآراء تمتد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مرورا بآراء الفكر الديني وآراء الفكر الليبرالي، فهذا التنوع هو الذي أدى بالضرورة أن تكون الكويت واحة أمن ومنارة للحرية والديمقراطية، ومركز استقطاب للعديد من رجالات الفكر والأدب والصحافة في عالمنا العربي بشكل خاص.

هذه الكويت دانة الدانات عاصمة الإنسانية في العالم بأكمله، وهذا أميرها أميرٌ للإنسانية بلقب ناله عن جدارة واستحقاق، لن تثيرنا أقوال هنا أو هناك، ولن يكون للأحقاد مجرى في أرضنا الطيبة.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top