منافع أيضية طويلة الأمد في حصة رياضية واحدة!

نشر في 20-01-2019
آخر تحديث 20-01-2019 | 00:00
No Image Caption
كشف بحث جديد على الفئران أن حصة رياضية تُنشّط الدائرة الدماغية المرتبطة بتراجع الشهية وتخفيض مستويات سكر الدم وتحسين الأيض. كذلك، لوحظ أن هذا الأثر استمرّ يومين بعد التمارين. قد تسهم هذه النتائج في تحسين أيض سكر الدم لدى المصابين بالسكري.
يُعتبر التحكم بمستويات سكر الدم، تزامناً مع ممارسة نشاط جسدي وتبني حمية مناسبة، عاملاً أساسياً للسيطرة على السكري أو الوقاية منه. لكن يذكر بحث جديد أننا قد لا نحتاج إلى نشاطات جسدية مكثفة بقدر ما كنا نظن لحصد تلك المنافع الصحية.

وكان الدكتور كيفن ويليامز، عالِم أعصاب في جامعة «تكساس ساوث ويسترن» في «دالاس»، آخر مشرف على الدراسة الجديدة. حلل ويليامز وزملاؤه آثار جولة من التمارين على نوعين من الخلايا العصبية لدى الفئران.

وتنتج الخلايا العصبية دائرة الميلانوكورتين الدماغية التي يتقاسمها البشر مع القوارض. تكون الخلايا العصبية في تلك الدائرة من نوع «برو أوبيوميلانوكورتين الوطائي» أو «الببتيد العصبي واي»/ «الببتيد المرتبط بالأكوتي».

وربط العلماء بين الخلايا العصبية من نوع «برو أوبيوميلانوكورتين الوطائي» وتراجع الشهية وانخفاض مستويات السكر في الدم وتنشيط الأيض. أما الخلايا العصبية من نوع «الببتيد العصبي واي»/ «الببتيد المرتبط بالأكوتي»، فقد ارتبطت بزيادة الشهية وتباطؤ الأيض.

ونشر ويليامز وزملاؤه نتائجهم في مجلة «الأيض الجزيئي».

كيف تُحسّن الرياضة أيض الغلوكوز؟

وكان العلماء درسوا سابقاً خصائص دائرة الميلانوكورتين الدماغية ومدى ارتباطها بالحمية الغذائية والامتناع عن الأكل، لكنهم لم يحللوا طريقة تأثير النشاط الجسدي في تلك الخلايا العصبية.

لذا عمد ويليامز وفريقه إلى تحليل النشاط الدماغي ومستوى الإشارات العصبية لدى فئران مُعدّلة وراثياً بعد حصة رياضية تتألف من ثلاث جلسات متلاحقة من الركض على جهاز المشي، مدتها 20 دقيقة.

واكتشف الباحثون أن حصة من التمارين سمحت بتنشيط الخلايا العصبية من نوع «برو أوبيوميلانوكورتين الوطائي» لدى القوارض، لكنها عطّلت في المقابل الخلايا العصبية التي تزيد الشهية من نوع «الببتيد العصبي واي»/ «الببتيد المرتبط بالأكوتي». لاحظ العلماء أن هذه التغيرات العصبية دامت لفترة تصل إلى يومين.

ويوضح ويليامز: «لا حاجة إلى تمارين كثيرة لتغيير نشاط تلك الخلايا العصبية». درّب الباحثون الفئران أيضاً لفترات تتراوح بين صفر و10 أيام، واكتشفوا أن الآثار العصبية دامت لفترة أطول عند إطالة مدة التدريبات.

أخيراً، بقيت الخلايا العصبية التي تُحسّن الأيض، من نوع «برو أوبيوميلانوكورتين الوطائي»، نشيطة لفترة أطول حين عبّرت أيضاً عن مستقبلات اللبتين.

اللبتين هرمون أيضي كانت الأبحاث السابقة قد أثبتت منافعه على مستوى نقاط الاشتباك العصبي في الخلايا العصبية من نوع «برو أوبيوميلانوكورتين الوطائي».

يقول ويليامز: «بناءً على النتائج التي توصّلنا إليها، نتوقع أن تؤدي ممارسة تمارين شبه مكثفة لمرة واحدة إلى منافع تدوم لأيام عدة، لا سيما على مستوى أيض الغلوكوز».

النتائج تفيد مرضى السكري

خسرت القوارض أيضاً شهيتها بعد الحصة الرياضية. دام هذا الأثر لمدة وصلت إلى ست ساعات بعد الرياضة. تعليقاً على هذه الملاحظات، قال ويليامز: «قد تفسّر هذه النتيجة، على مستوى الدوائر الدماغية، السبب الذي يجعل كثيرين لا يشعرون بالجوع فور انتهاء التمارين».

وتابع ويليامز التعليق على المنافع المشتقة من نتائج الدراسة على مستوى الأمراض الأيضية قائلاً: «لا تقتصر أهمية هذا البحث على تحسين الرشاقة. من خلال فهم الروابط بين النشاط العصبي والرياضة، يمكن التأثير إيجاباً في بعض الحالات المرتبطة بتنظيم الغلوكوز. قد يؤدي تنشيط خلايا الميلانوكورتين العصبية يوماً إلى منافع علاجية متعددة، تحديداً بالنسبة إلى مرضى السكري الذين يحتاجون إلى تحسين طريقة تنظيم الغلوكوز في دمهم».

back to top