ظريف من النجف: أميركا سترحل ونحن باقون

اشتكى من مسؤولين عراقيين يقاطعون طهران «خوفاً» من واشنطن

نشر في 18-01-2019
آخر تحديث 18-01-2019 | 00:05
ظريف أمام ضريح الرئيس السابق جلال الطالباني أمس الأول في السليمانية
ظريف أمام ضريح الرئيس السابق جلال الطالباني أمس الأول في السليمانية
اختتم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في محافظة النجف، أمس، جولة استمرت 5 أيام في العراق، واختار أن يتوجه بالكلام إلى الأميركيين من أقدس محافظة لدى الشيعة، قائلاً «ستمضون (من المنطقة) ونبقى لأننا أهل الأرض».

وفي مؤتمر صحافي عقده أمس، في مؤتمر اقتصادي بالنجف، قال ظريف: «إنهم يمضون (الأميركيون) ونحن نبقى لأننا أهل الأرض»، مضيفاً: «علاقتنا جيدة مع العراق ولدينا جميع ما يحتاجه الشعب العراقي ونستطيع تزويد السوق وتنمية الاقتصاد».

وأشار ظريف إلى أن «إيران لديها ستة ملايين زائر للعتبات الدينية في العراق»، داعياً إلى «إلغاء تأشيرة الدخول من قبل الطرفين وليس من جانبنا فقط». وأبدى الوزير الإيراني استعداد بلاده «لتسهيل دخول التجار العراقيين إلى إيران»، لافتاً في ذات الوقت إلى أن «العراق يفرض تعرفة جمركية عالية على البضاعة الإيرانية، بينما هناك دول لم تساعد العراق وتعرفة بضاعتها أقل».

وأوضح أن «التجار الإيرانيين مستعدون للدخول في مجالات الإعمار والطاقة لو قدمت لهم الحكومة العراقية الضمانات اللازمة»، مؤكداً «لدينا القدرة لإنتاج الطاقة وفتح مناطق حرة على الحدود».

وأمس الأول، اشتكى وزير الخارجية الإيراني من مسؤولين بمستويات محلية في العراق لا يقبلون التعاون مع إيران «خوفاً من الهيمنة الأميركية»، مضيفاً في كلمة بكربلاء، أن «الرئيس الأميركي اضطر لزيارة قاعدة عين الأسد خلسة ثم يغادر».

وتوقعت دراسة أعدتها مجموعة الأزمات الدولية أن العراق قد يتحمل العبء الأكبر في حال تصاعد التوتر بين ايران والولايات المتحدة.

وقالت المجموعة، التي تبحث في طرق لمنع الحرب، إنها أجرت مقابلات مع مسؤولين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إيران، من أجل إعداد تقرير شامل عن الوضع بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق حول برنامج إيران النووي، الذي وقعته طهران والقوى الكبرى عام 2015.

وسحب الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق وعزز الضغوط الاقتصادية الهادفة إلى عزل إيران، على الرغم من أن الأوروبيين لا يزالون يدعمون الاتفاق الذي تم التفاوض عليه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وقالت المجموعة الدولية للأزمات إن من المرجح أن تواصل إيران الامتثال للاتفاق، إذ ترى نفسها على أنها تتصرف من منطلق أخلاقي وقادرة على انتظار ما سيحل بترامب الذي يواجه انتخابات العام المقبل.

لكن الدراسة قالت، إن حسابات طهران يمكن أن تتغير إذا انخفضت صادراتها النفطية التي بلغت 3.8 ملايين برميل في عام 2017 إلى أقل من 700 ألف برميل يومياً، وهو مستوى يمكن أن يؤدي إلى تضخم مفرط وإلى تكثيف الاحتجاجات المحلية التي يبدو أن الحكومة قادرة حتى الآن على التعامل معها.

لكن إذا قررت إيران الانتقام من الولايات المتحدة، رأى التقرير أن طهران قد تجد أن خيارها الأمثل هو توظيف وكلائها في الشرق الأوسط، وهو مسار قد يكون غامضاً بدرجة كافية لتجنب رد فعل أوروبي قوي.

ونقل التقرير عن مسؤول كبير في الأمن القومي الإيراني قوله، إن المسرح المحتمل لذلك هو العراق، حيث ترتبط الميليشيات المنتمية إلى الأغلبية الشيعية بعلاقات وثيقة مع طهران.

ونقل عن المسؤول قوله إن «العراق هو المكان الذي نمتلك فيه الخبرة، وإمكانية الانكار والقدرة اللازمة لضرب الولايات المتحدة دون الوصول إلى العتبة التي يمكن أن تؤدي الى رد مباشر».

وقال المسؤول إن إيران منخرطة أيضاً بشكل كبير في سورية ولبنان لكن الوضع فيهما هش وقد تفقد طهران مكاسبها.

وأضاف المسؤول أن لدى إيران قدرة تحرك محدودة في أفغانستان، في حين أن تصعيد الدعم للمتمردين الحوثيين في اليمن سيضر بالسعودية، خصمها الإقليمي، أكثر من الولايات المتحدة.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت الأحد الماضي أن جون بولتون، مستشار ترامب المتشدد للأمن القومي سأل عن الخيارات العسكرية لضرب إيران بعد أن شنت جماعة مرتبطة إيرانية هجوماً بقذائف الهاون لم يصب فيه أحد في 7 سبتمبر في «المنطقة الخضراء» في بغداد، وهي المنطقة المحصنة التي توجد فيها السفارة الأميركية.

back to top