دور النشر والمسؤولية الوطنية

نشر في 17-01-2019
آخر تحديث 17-01-2019 | 00:05
 د. خالد عبداللطيف رمضان ظهرت على الساحة الثقافية في السنوات الأخيرة عدة دور نشر نشطت في نشر النتاجات الأدبية خاصة للشباب، وهذا تحمد عليه أي دار تشجع الإبداعات الشبابية وتدعم الشباب الواعد، وهي رسالة وطنية مطلوبة.

ولكن ما نشهده في الآونة الأخيرة من سيل لإصدارات روائية يضع على دور النشر مسؤولية كبيرة في فحص هذه النتاجات، وتبنّي الجيد منها، ودعم الكتاب الواعدين، لا أن تغريهم الأرباح المادية وتدفعهم إلى طباعة روايات تفتقر إلى أبسط مقومات الفن الروائي، ما دام هناك إقبال منقطع النظير على شرائها من جانب الشباب، في ظل حملات تسويقية تستفيد من الثورة في وسائل الاتصال ومحاباة الإعلام التقليدي.

وما نشهده في معرض الكويت للكتاب من إقبال منقطع النظير على كتابات بعض الشباب، بغض النظر عن مستوى كتاباتهم، خير دليل على ضياع البوصلة. ولا نريد للرقابة الرسمية المتزمتة التدخل في هذه القضية، حتى لا نعطيها الفرصة للحجر على الإبداع وكبت الحريات، بل نستغيث بدور النشر لكي تتحمل مسؤوليتها الوطنية في حماية الأدب الكويتي وسمعة الكويت الثقافية، خاصة أنها تحتل مكانة مميزة في معارض الكتب العربية، بفضل قدرتها المالية على حجز أفضل المواقع وأكبرها لأجنحتها، مما يضعها في الواجهة أمام مرتادي المعارض ووسائل الإعلام، فليس من اللائق بالكويت والحركة الثقافية فيها أن تتصدر الكتب السطحية والكتابات المبتذلة واجهة المعروضات، وكأننا نقول للآخرين "هذا أفضل ما لدينا"!

إن أي إنسان عاقل يشد على أيدي دور النشر في تشجيع الإبداعات الشبابية، وهذه رسالة نبيلة تؤديها تجاه الشباب والحركة الثقافية والأدبية في الكويت، ولكن عليها أن تفرز الغث من السمين، وأن تشجع الأقلام الواعدة، لا أن تنشر لمن لا يستحق النشر. وأنا على يقين بأن هناك عددا من الكتاب الكبار على استعداد للتطوع مجانا، لتقييم ما يقدم إلى دور النشر من كتابات قصصية وروائية، أمثال د. سليمان الشطي وسليمان الخليفي ووليد الرجيب وطالب الرفاعي وليلى العثمان ومنى الشافعي وحمد الحمد وسعود السنعوسي وغيرهم، بل إنهم على استعداد لقراءة نتاجات الشباب وتوجيههم وتقويم كتاباتهم، من باب المسؤولية الثقافية، فهل هذا عسير على دور النشر، في سبيل مصلحة الشباب الواعد وسمعة الكويت الثقافية؟

وإذا لم تستطع دور النشر تكليف لجان لفحص كتابات الشباب المقدمة إليها، لفرز الغث من السمين، فلا أقل من تكليف مصحح لغوي لتصويب الأخطاء الإملائية واللغوية، وهذا أضعف الإيمان.

back to top