«آتيلا آخر العشاق»... الوجع الكردي والتعايش والصراع القوميان

نشر في 16-01-2019
آخر تحديث 16-01-2019 | 00:03
«آتيلا آخر العشاق»، رواية جديدة صدرت عن دار «هاشيت أنطوان/ نوفل» للكاتب والسياسي الكردي سردار عبدالله، تتمحور حول الثورة الكردية، وتعالج الصراعات الاجتماعية والطائفية والقومية، والتعايش القومي الذي يتوج باستشهاد مقاتل عربي في صفوف الثورة الكردية.
«آتيلا آخر العشاق»، رواية المؤمن العالق بوادي الحيرة الذي يذكره الصوفي فريد الدين العطار، وتستمر معاناة القارئ لمعرفة مصيره حتى نهاية الرواية، كما عانت الطير حين عبرت الوديان السبعة.

يستهل آتيلا السرد في ليلته الأخيرة، ومكابدته بين السير وراء غرائزه وبين البقاء وفياً لتوبته التي تلقاها على يد حبيبته القروية فاطمة، التي سيقت مع عشرات الآلاف إلى مقابر جماعية.

يسرد شاسوار الفصول بالتوالي مع آتيلا، مستذكرا أحداثاً من تاريخ العراق وكردستان، موفراً بذلك خلفية سياسية لها. في أحد الأيام يلتقي مقاتل شيوعي عربي بشاسوار الذي يريد قتله، لكنهما يقضيان مع آتيلا ليلة صفاء عن الشعر والحديث عن الصوفي فريد الدين العطار، فيهيمُ آتيلا حتى يحصل على نسخة من «منطق الطير»، فتنزل فيه روح العطار، ويزور مرقده في مدينة نيسابور، فيقيم فيها ويتعلم العزف على آلة الطنبور. يشكل حضور العطار وكتابه، مجمل الفضاء الصوفي للرواية، التي تقتبس عشرات الحكايات من «منطق الطير».

«آتيلا آخر العشاق»، رواية الوجع الكردي، وحملات إبادته وثوراته. سفر العشق الذي يختلط فيه عشق الأنثى بعشق الثورة وبعشق الله الذي يغرس حب البشر وحب كائناته. تختلط فيها الأسطورة بالواقع.

يستنتج شاسوار بأن لحظة الخلق هي لحظة عشق آدم لحواء، ويفند كالعطار دور العقل في فهم العشق. ويختم بالقول: إذا كان آدم أول العاشقين، فإن آتيلا هو آخر العشاق.

من الرواية

بينما يسيطر عليّ هذا القول المتكرّر «ما تدري نفسٌ بأيّ أرض تموت»، أتوهُ في لغز قطعة الأرض التي يُمكن أن يكون أبو سعد دُفن فيها. أين تقع؟ وهل تحمل شاهداً شامخاً كما يتمنّى جميع الناس، أم هو لم يحصل حتّى على ذلك؟ وما قيمة كلّ هذه الأمور أمام ردّ أبي سعد على آتيلا يومها حين خاطبه ممازحاً، بطريقة يملأها الودّ، تصاحبها ضحكةٌ رقيقة: «وهل يهمّ بأيّ أرضٍ نموت؟ نحن لم نترك ديارنا وأهلنا وحبيباتنا لكي نبحث عن قطعة الأرض التي نُدفنُ فيها... دع عنك كلّ حديث الآخرة هذا، وقل لي كيف تؤدّي صلاتك؟ هل هي على طريقة أبيك التركماني الشيعي أم على طريقة أمّك الكرديّة السنّية؟».

لم أرَ آتيلا مرتبكاً بهذا القدر من قبل. بعد شيء من التردّد، قال بارتباك يروم الحسم: «لا أعرف، فلم أرَ أبي يصلّي يوماً، ولم أُدقّق في صلاة أمّي وذلك لتيهي وانغماسي في الدنيا وملذّاتها. لكنّني الآن بعدما هداني الله وأعلنتُ توبتي أمام الشيخ فأنا والحمد لله مسلم أؤدي صلاتي...

صحف كردية

سردار عبد الله كاتب وسياسي كردي ومرشّح سابق لرئاسة العراق. ترأّس هيئة تحرير مجلات وصحف كردية بعد سنواتٍ أمضاها في جبال كردستان ضمن قوّات البيشمركة الكردية. له إصدارات باللغتين الكردية والعربية. «آتيلا آخر العشّاق» روايته الأولى بالعربية.

back to top