عبدالستار سليم: القضاء أثبت أن هشام الجخ سرق أشعاري

• بعد 8 سنوات في المحاكم حصل على 50 ألف جنيه كتعويض

نشر في 15-01-2019
آخر تحديث 15-01-2019 | 00:00
بعد مرور ثمانية أعوام على أشهر قضية أحدثت أصداء واسعة في الوسط الثقافي المصري، انتصر القضاء للشاعر الكبير عبدالستار سليم، وأصدرت المحكمة الاقتصادية حكماً نهائياً يقضي بتغريم الشاعر هشام الجخ تعويضاً قدره 50 ألف جنيه بعد ثبوت سرقته 34 مربعاً شعرياً من إبداع عبدالستار سليم، الذي التقته «الجريدة» في هذا الحوار للتعليق على الحكم.
ما نصّ الحكم الذي أصدرته المحكمة الاقتصادية في القاهرة بشأن سرقة هشام الجخ قصائدك؟

صدر الحكم أواخر ديسمبر الماضي وهو نهائي بتعويض قدره 50 ألف جنيه، ضد هشام الجخ، لاستيلائه على مربعات «فن الواو» المملوكة لي. وأشير هنا إلى أن النفقات التي تكلفتها هذه القضية مني، خلال ثماني سنوات، أضعاف هذا التعويض، كأتعاب المحاماة وتكاليف السفر من بلدتي في صعيد مصر إلى القاهرة، وما يتبع ذلك من إقامة وإعاشة وتنقلات داخل العاصمة.

ماذا ستفعل بهذا المبلغ؟

سيأخذ المحامي نسبته المتفق عليها (40%)، وما يتبقى أتبرع به لبعض الجهات الخيرية.

رسالة

هل تواصل معك الجخ بعد صدور الحكم، وماذا عن رد فعله؟

كنت أتمنى أن يتواصل معي، وتعود المياه إلى مجاريها، فأنا أحترمه وأعتز به، وأقدّر مشواره الأدبي. عندما كنا نلتقي في ساحة المحكمة كنا نتعانق، ونلتقط معاً صوراً تذكارية، كما يحدث بين شاعرين وصديقين ورفيقين على درب الكلمة. والموضوع لم يكن صراعاً شخصياً بيننا، بقدر ما كان الاختلاف حول قضية أدبية بحتة، كان المقصود بها وضع الأمور في نصابها، كي لا أتضرر مستقبلاً، وكي نعطي قدوة للأجيال الجديدة. لذا توقعت أن يتواصل معي ونكمل معاً مشوارنا الشعري، كلٌ بطريقته، وبما عنده، لكنني استغربت عدم تواصله، رغم أن الأمر انتهى، ولم أتوقع أن يكون هذا رد فعله، فعدم التواصل يجعل الأمر يبدو غريباً!

ما الرسالة التي توجهها إليه بعد صدور الحكم؟

أقول له إن ما حدث شأن أدبي خالص، ولا يجب أن نسمح لأي اختلاف في قضايا الأدب أن يؤدي إلى خلاف بيننا، ولا يقطع أواصر الود بيننا كشاعرين وأديبين، فكلنا في النهاية رفقاء درب، وعشاق كلمة.

تعديل القانون

استمر تداول القضية في القضاء ثماني سنوات، ألا ترى ضرورة تعديل القوانين لتسريع الفصل في قضايا السرقات الأدبية؟

بكل تأكيد تلك فترة طويلة نسبياً، خصوصاً أن الأمر لا لبس فيه، وهو أن الديوان المتضمن هذه المربعات الشعرية «واو.. عبدالستار سليم» موجود بين أيدينا منذ صدر عام 1995، من هيئة نشر حكومية (سلسلة «أصوات أدبية» التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة)، وبعد إجازته من لجنة فحص، وافقت على طبعه. كذلك كل ما جاء في الديوان سبق نشره في صفحات أدبية بصحف ومجلات معروفة، وهي منابر يتولى الإشراف عليها أدباء أو شعراء أو نقاد، وكلهم متخصصون ولا تعوزهم الخبرة، ومطلعون على الشعر الشعبي، قديمه وحديثه، ولم يلحظ أحد منهم، على مدى ربع قرن من الزمان، أن محتوى الديوان عليه أي مطعن، ولم يعترض على شيء مما ورد فيه.

أذكُر أيضاً أنني سمعتك تلقي بعضاً من هذه المربعات الشعرية المنتمية إلى «فن الواو» الشعبي في وسائل إعلام مرئية ومسموعة.

المربعات الشعرية الواردة في الديوان أُذيعت كافة، في فترات سابقة، عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية في مصر، وخارجها، وتحت سمع وبصر الشعراء والنقاد وأساتذة الأدب الشعبي في الجامعات. وبالقطع لو أن ثمة مادة في الديوان دخيلة، أو لا تخص المؤلف، فإن المتخصصين ما كانوا ليسكتوا على ذلك. عليه، فما دام أهل الاختصاص موجودين، ولم يعترضوا على مادة الديوان، فإن أي قول من غير الاختصاصيين لا يُعتد به. كان لفترة التقاضي ألا تطول بهذا القدر، لولا كثرة الاستئنافات من محامي الجخ، وأيضاً، لو تم الاستئناس برأي أساتذة الأدب الشعبي في كليات الآداب بجامعات مصر، وهم كُثر. لكن الأمر أولاً وأخيراً لهيئة المحكمة، فهي صاحبة القول الفصل، وهي أدرى بما تفعل.

ما ردّك على حديث البعض بشأن أن «فن الواو» متوارث، وأن ثمة مربعات شعرية تتشابه مع ما قدمته في ديوانك، وهذا سبب اعتقاد الجخ أن الأبيات من التراث ولا تخصّك؟

من الثابت أن الفنون الشعرية متوارثة، فالشعر الفصيح متوارث، بدليل قول عنترة: «هل غادر الشعراء من متردم/ أم هل عرفت الدار بعد توهمِ».

والموال متوارث، كذلك الزجل والدوبيت والنميم والعدّودة، وفن الواو، كلها متوارثة... والخلاصة أن الفنون ستظل متوارثة ما لم نبتدع حروفاً، ولغة وفنوناً قولية جديدة. أما التشابه، فهو في الشكل، أي في البناء المعماري، مثلما هي الحال في القصيدة العربية المكونة من أبيات مصاغة على بحر شعري معلوم، ولها قافية، والبيت الشعري مكون من شطرين. وبشأن المضمون والصياغة والأسلوب الشعري، والمفردات، فهذا أمر لا يفتي فيه العامة، بل النقاد والمتخصصون.

مشاريع قيد التجهيز

حول مشاريعه المقبلة، يقول عبد الستار سليم: «ثمة مشاريع قيد التجهيز. أولا جائزة عبدالستار سليم في النقد والشعر. أما المشروع الثاني، فبعدما أصدرت الأعمال الكاملة لأشعار الفصحى، وأصدرت ثلاثة أجزاء من «واو.. عبدالستار سليم»، أنا في صدد طباعة الأعمال الكاملة لأشعاري المكتوبة بالعامية المصرية».

أدفع من التعويض أتعاب المحامي والباقي لجهات خيرية

التقطت والجخ صوراً تذكارية في المحكمة وبعد صدور الحكم لم يتواصل معي
back to top