قواسم مشتركة تجمع الكثير من أسوأ الأنظمة المستبدة في التاريخ

نشر في 14-01-2019
آخر تحديث 14-01-2019 | 00:00
 تايم من البدهي أن يتمتع القادة المستبدون بنفوذ واسع، ولكن كما تُظهر أنظمة الحكم الاستبدادية في القرن الحادي والعشرين، يُضطر القادة المستبدون، رغم نفوذهم، إلى اتخاذ خطوات يائسة ليستولوا على مناصبهم ويحافظوا عليها.

في السعي وراء هذا الهدف، على مَن يطمح إلى أن يكون حاكماً مستبداً أن يتوصل أولاً إلى طريقة للسيطرة على الشعب. لكن الخطوة التالية تحدد، وفق العالمة السياسية ناتاشا إزرو، كيفية تأسس حكم استبدادي، تشكّل النخب في المجتمع الخطر الأكبر الذي يهدد الدكتاتور، لذلك تُعتبر طريقة تعاطيه معهم قراراً بالغ الأهمية.

تمتد هذه القواسم المشتركة من تأسيس الحزب الفاشي في عام 1919 حتى اليوم، ولا عجب أن تتشارك الأنظمة الدكتاتورية في قواسم مشتركة، حسبما تخبر إزرو مجلة "تايم". لطالما تواصل بعض الحكام المستبدين في التاريخ مع بعض، ويتطلع أحدهم إلى الآخر بحثاً عن أمثلة عما يجب فعله أو تفاديه. تتناول سلسلة وثائقية جديدة على شبكة PBS بعنوان Dictator’s Playbook (كتاب قواعد الدكتاتور)، التي ركّزت حلقتها الأولى على كوريا الشمالية، القواسم المشتركة التي تجمع الكثير من الأنظمة المستبدة الأكثر بطشاً.

توضح إزرو أن النصف الأول يشمل إرضاء الحشود بمنحهم تقدمات كي يشعر الناس أنهم يستطيعون الاعتماد على الحكم الدكتاتوري، وبالنسبة إلى كيم إيل سونغ، الذي حكم كوريا الشمالية بين عامي 1948 و1994، شملت هذه الخطوة إصلاح أراضٍ ومنح أراض زراعية مجانية للمزراعين الذين كانوا يعيشون سابقاً في ظل نظام إقطاعي ومن ثم الاحتلال الياباني، وهكذا وُزعت نحو 566560 هكتاراً على مئات آلاف المزارعين في خطوة لاقت بسرعة تأييداً شعبياً كبيراً بما أن غالبية الشعب كانوا يستفيدون مباشرةً من هذا النظام، أما الخطوة التالية التي اعتُمدت للسيطرة على الشعب، فكانت إعادة التعليم.

لكن النخب العسكرية والسياسية تحقق مكاسب أكبر من إشعالها ثورة، يسهل عليها تنظيم واحدة، وتبدأ أساساً مع نفوذ أوسع، لذلك تكون إحدى الخطوات الأولى التي يتخذها الدكتاتور عند استلامه زمام السلطة التخلص من النخب التي تعارضه. بعد ذلك يقدّم الحاكم المستبد مكاسب لمن يتبقون. على سبيل المثال اتخذ كيم في كوريا الشمالية خطوات مثل إبعاد الخصوم المحتملين عن البلد، في حين سمح للموالين له بالتنعم بمنتجات الرفاهية الغربية.

وتؤكد إزرو أن الأنظمة التي لم تقدّم أي أمر إضافي لم تدم في أجزاء أخرى من العالم، كذلك يبدو نظام كوريا الشمالية فريداً في كونه نظاماً دكتاتورياً متوارثاً من الأب إلى الابن: من كيم إيل سونغ إلى كيم يونغ إيل ثم كيم يونغ أون. على نحو مماثل، تتخطى كوريا الشمالية، "المألوف" في عملية تشريبها الشعب عقيدتها، فمنذ تأسيس النظام، لم يرِد القادة شعباً سعيداً يغض النظر فحسب بل سعوا إلى تأسيس مذهب من الخنوع الكامل.

وتختم إزرو: "لا نستخدم مصطلحة التوتاليتارية كثيراً اليوم لأنه يعني الطاعة والسيطرة الكاملتين المطلقتين، لكن كوريا الشمالية تمثل حالة نادرة في هذا المجال".

*«ليلي روثمان»

back to top