فرنسا: 32 ألفا من «السترات الصفر» يتظاهرون ومواجهات مع قوات الأمن

نشر في 12-01-2019 | 20:20
آخر تحديث 12-01-2019 | 20:20
No Image Caption
اندلعت مواجهات بعد ظهر السبت في فرنسا وخصوصا في باريس بين قوات الامن وناشطي "السترات الصفر" الذين تظاهروا في يوم تعبئة جديد ضد سياسة الرئيس ايمانويل ماكرون.

وأحصت الشرطة نحو 32 ألف متظاهر في مختلف انحاء فرنسا حتى الساعة 13,00 ت غ، ما يعني تعبئة اكبر من تلك التي سجلت السبت الفائت وناهزت 26 الف شخص في الساعة نفسها.

وقال الناشط تيبو ديفيين (23 عاما) في جوفيسي قرب باريس "هناك تجدد رائع للحركة مقارنة بالاسبوع الفائت وأتوقع ان تزداد".

في باريس، سجلت مشاركة ثمانية الاف متظاهر انطلقوا من امام وزارة الاقتصاد شرق العاصمة وتوجه معظمهم بهدوء الى جادة الشانزليزيه.

لكن مواجهات اندلعت بعد الظهر بين قوات الامن ومتظاهرين.

وفي ساحة بلاس دو ليتوال، أعلى الشانزيليزيه، شهد مراسل فرانس برس اطلاق الغاز المسيل للدموع قرب نصب قوس النصر الذي سبق ان شهد مواجهات عنيفة في الاول من ديسمبر، اضافة الى استخدام خراطيم المياه.

وفي آخر حصيلة لشرطة باريس، تم اعتقال 59 شخصا السبت في العاصمة.

وكانت السلطات أبدت مخاوفها من أعمال عنف ونشرت عددا كبيرا من عناصر الامن زودوا آليات مصفحة.

وقال باتريك (37 عاما) الذي أتى من منطقة سافوا شرق فرنسا "جئنا الى باريس لاسماع صوتنا ونريد أن نرى بأعيننا لمرة على الاقل، ما يجري هنا".

وفي مناطق فرنسية أخرى، سجلت أيضا مشاركة كبيرة كما في مدينة بورج (وسط) حيث تظاهر نحو 4800 شخص بهدوء فيما اختار نحو 500 آخرين التوجه الى وسط المدينة رغم حظر أي تجمع فيه.

واندلعت هناك أولى المواجهات قرابة الساعة 15,00 (14,00 ت غ).

واشارت الشرطة الى اعتقال 18 شخصا، كان خمسة منهم يستقلون سيارة عثر فيها على كرات معدنية يمكن استخدامها لرشق قوات الامن.

وكان وزير الداخلية كريستوف كاستنير قال الجمعة "من يدعون الى تظاهرات الغد يعرفون أن اعمال عنف ستندلع، وبالتالي فان جانبا من المسؤولية يقع عليهم".

ويوم الاحتجاج هذا يشكل اختبارا لماكرون وحكومته. ولا تزال حركة الاحتجاج التي لها آثار على الاقتصاد بحسب السلطات، تحظى بشعبية لدى الرأي العام رغم أعمال العنف التي تتخللها.

منذ 17 نوفمبر 2018 يندد فرنسيون ينتمون الى الطبقات الشعبية والوسطى بالسياسة الضريبية والاجتماعية للحكومة التي يعتبرونها ظالمة ويطالبون بتحسين قدرتهم الشرائية.

ولم يأبه المحتجون بالتنازلات التي أعلنها ماكرون في محاولة لتهدئة الأزمة.

وقالت كارول ريغوبير (59 عاما) التي قدمت مع زوجها من جورا (شرق) الى بورج "ننتظر اجراءات ملموسة، إن ما اعلنه ماكرون لا يعدو كونه فتاتا يتحمله دافعو الضرائب".

وأثارت تصريحات لماكرون الجمعة انتقادات بعدما قال "إن الاضطرابات التي يشهدها مجتمعنا سببها أحيانا أن الكثير من مواطنينا يعتقدون أن بالامكان الحصول" على شيء "بلا جهد".

ومن المقرر أن تبدأ السلطات الثلاثاء حوارا وطنيا لتقريب الناس من صناع القرار السياسي. ودعا ماكرون الجمعة الفرنسيين الى اغتنام "هذه الفرصة الكبيرة جدا".

وجعلت السلطات من هذا الامر أولوية في الأشهر الأولى من العام وترى فيه بوابة خروج من الازمة الاجتماعية وأيضا فرصة لامكان استعادة زمام المبادرة سياسيا.

لكن التحدي يبدو كبيرا، اذ أفاد استطلاع للمعهد الفرنسي للبحوث السياسية الجمعة أن انعدام الثقة بالمؤسسات السياسية في فرنسا وخصوصا بماكرون، بلغ أعلى مستوى له.

back to top