أنقرة تهدد بعملية في سورية إذا أبطأت واشنطن بانسحابها

• بومبيو: قرار ترامب سينفذ
• فرنسا لن تسحب قواتها قبل الحلّ السياسي
• «النصرة» تنفرد بحكم إدلب

نشر في 11-01-2019
آخر تحديث 11-01-2019 | 00:05
سوريون ينقلون ممتلكاتهم من مخيم غمرته الفيضانات قرب دير بلوط في عفرين بمحافظة حلب أمس	 (أ ف ب)
سوريون ينقلون ممتلكاتهم من مخيم غمرته الفيضانات قرب دير بلوط في عفرين بمحافظة حلب أمس (أ ف ب)
مع تمسك فرنسا بالبقاء في سورية إلى حين التوصل إلى حل سياسي، لا يزال التوتر بين أكبر قوتين في حلف شمال الأطلسي آخذاً في التصاعد، في ظل استمرار تهديدات تركيا للأكراد وإصرار حليفتهم الولايات المتحدة على توفير الحماية لهم قبل تنفيذ قرار الانسحاب العسكري.
بعد يوم من تأكيده أن الإدارة الأميركية تواجه صعوبات في فك علاقتها مع التنظيمات الكردية، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، من أن أنقرة ستهاجم حلفاء واشنطن في شمال سورية إذا تأخرت في سحب قواتها.

وفي رد مباشر على الموقف، الذي أعلنه نظيره الأميركي مايك بومبيو وكرره مستشار الأمن القومي جون بولتون، والداعي إلى ضمان حماية الأكراد قبل تنفيذ قرار الرئيس دونالد ترامب المفاجئ، قال وزير الخارجية التركي، في مقابلة مع شبكة «إن تي في»: «إذا تأخر (الانسحاب) مع أعذار سخيفة لا تعكس الواقع مثل الأتراك سيقتلون الأكراد فسننفذ قرارنا»، مشدداً على أن «تركيا ستحارب وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني الإرهابيين سواء انسحبت الولايات المتحدة أو لم تنسحب».

وإذ أعرب عن اعتقاده بأن السلطات الأمنية في واشنطن تسعى لدفع ترامب إلى التراجع عن قراره، أوضح أوغلو أن تركيا أخبرت الولايات المتحدة بأنها «ستوفر كل أشكال الدعم اللوجستي خلال عملية الانسحاب من سورية».

واعتبر أن وجود الجماعات «الإرهابية» المدعومة أميركياً في شمال سورية يشكل تهديداً لمستقبل تركيا وكذلك للمنطقة برمتها، مؤكداً قدرة تركيا وحدها على مكافحة تنظيم داعش.

وأشار أوغلو مجدداً إلى التحضيرات الجارية لعقد قمة ثنائية بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والروسي فلاديمير بوتين، وأخرى ثلاثية تجمع الرئيس الإيراني حسن روحاني في إطار مسار أستانة.

قرار أميركي

وقبل اتصال هاتفي مع جاويش أوغلو، أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري بالقاهرة أمس، أن «قرار الرئيس ترامب بسحب قواتنا من سورية اتُخذ وسنقوم بذلك، وسنواصل إنجاز المعركة ضد تنظيم داعش».

ونفى بومبيو وجود تناقض بين إعلان ترامب وبين شروط ذكرها فيما بعد مسؤولون أميركيون كبار من بينهم بولتون، مشدداً على أن «التناقض من فعل الإعلام».

وخلال زيارته المفاجئة لبغداد ثم أربيل، شدد بومبيو أمس الأول على ضرورة «بذل كل ما في الوسع للتأكد من سلامة الأكراد الذين قاتلوا مع واشنطن»، مشيراً مرة جديدة إلى أن «إردوغان قدم ضمانات، وهو يقدر أننا نريد التأكد منها».

انسحاب فرنسي

وفي اعتراف رسمي نادر بوجود قوات فرنسية خاصة في المنطقة، أعلن وزير الخارجية جان إيف لودريان، أمس، أن باريس ستنسحب عسكرياً من سورية عندما يتمّ التوصل إلى «حل سياسي للصراع المسلح المستمر منذ عام 2011».

وقال لودريان، لقناة «سينيوز»: «نحن موجودون في العراق، وموجودون بشكل متواضع في سورية إلى جانب الأميركيين»، معتبراً أن «روسيا تدخلت وتواصل دعم بشار الأسد. لذلك، تتحمل المسؤولية السياسية حتى تتوصل سورية لقرار سياسي، وليس عسكرياً وتجنب استخدام الأسلحة الكيماوية».

ورحب لودريان بتغيّر موقف ترامب، مشيراً إلى أن «إبطاءه الانسحاب نتيجة الضغوط المتعددة عليه، من ضمنها اتصال الرئيس إيمانويل ماكرون به عدة مرات».

كذلك، أكد وزير الخارجية الفرنسي ضرورة ضمان «أمن الأكراد، أفضل حلفائنا، على المستوى الدولي» في مكافحتهم لتنظيم داعش»، محذراً من أن «شمال شرق سورية لا نزال في حالة حرب حتى لو أعلن ترامب سحباً تدريجياً للقوات».

ضمانات وحل

وفي تصريح لقناة العربية، أكد القيادي الكردي البارز في حركة المجتمع الديمقراطي آلدار خليل أن «الأكراد لا يعتمدون بشكل كلي على القوات الأميركية، وأن واشنطن لم تمنحهم ضمانات بعدم بمواجهة تركيا التي تريد القضاء علينا».

ونفى خليل وجود تقدم في مفاوضات الإدارة الذاتية مع حكومة الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى وجود خريطة طريق يتم تحضيرها حالياً مع روسيا، وانتظار إقناعها النظام بالمبادئ العامة للحل في سورية.

اقتتال إدلب

وبينما أشار جاويش أوغلو إلى أن «أنقرة اتخذت خطوات ضرورية لوقف هجمات الجماعات الراديكالية على فصائل المعارضة»، توصلت جبهة النصرة سابقاً وخصومها إلى اتفاق على وقف إطلاق النار المستمر منذ 9 أيام ينص على «تبعية جميع المناطق» في محافظة إدلب ومحيطها لحكومة الإنقاذ التابعة للجبهة.

وأكد مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، ما جاء في بيان «النصرة» على مواقع التواصل الاجتماعي أن الاتفاق «يجعل المنطقة برمتها تحت سيطرة حكومتها إدارياً وخدمياً مقابل وقف فوري لإطلاق النار وإزالة جميع المظاهر العسكرية والحشودات والسواتر والحواجز وفتح الطرقات بشكل طبيعي وإطلاق الموقوفين».

دير الزور

وبعد أيام من إصابة اثنين في هجوم بصاروخ حراري، أكدت مصادر محلية أن 5 جنود بريطانيين قتلوا وأصيب آخرون إثر استهدافهم بصاروخ موجه من «داعش» في بلدة الشعفة بدير الزور. ووفق صحيفة «الوطن» الموالية للنظام، فإن الجنود القتلى يتبعون لقوات التحالف الدولي، وقد نقلوا إلى مستشفى الشدادي بريف الحسكة.

وذكرت الصحيفة أن الاشتباكات استؤنفت في بلدة الشعفة أخيرا بعدما سيطرت عليها قوات سورية الديمقراطية (قسد) بشكل كامل خلال الأيام الماضية، وذلك بعد أن شن «داعش» هجوماً معاكساً وتمكن من العودة إلى بعض النقاط مستفيداً من العواصف الرملية.

عفو رئاسي

إلى ذلك، أعلن قائد القوات الروسية الجنرال سيرغي سولوماتين، أمس، حصول نحو 24 ألف سوري فروا من الخدمة العسكرية خلال الحرب، على عفو رئاسي بموجب مرسوم أصدره الأسد بتاريخ 9 أكتوبر الماضي.

وبحسب الرئاسة السورية، فإن المرسوم لا يشمل المتوارين عن الأنظار والفارين عن وجه العدالة، إلا إذا سلموا أنفسهم خلال 4 أشهر بالنسبة للفرار الداخلي، و6 أشهر بالنسبة للفرار الخارجي.

أنباء عن مقتل 5 جنود بريطانيين بدير الزور... وروسيا تعلن العفو عن 24 ألفاً من الفارين
back to top