شهادة مجروحة جداً!

نشر في 04-01-2019
آخر تحديث 04-01-2019 | 00:03
 خالد اسنافي الفالح لم تعد مستغربةً ولا مستنكرةً التغييراتُ الوزارية التي يلجأ لها مجلس الوزراء كلما لاحت في الأفق بادرة اختلاف سياسي مع مجلس الأمة، ويبدو أن النخبة الحاكمة في الكويت استوعبت "متأخراً"، بعد تفاعل زمني تجاوز سنواته الخمسين من العمل المؤسسي- الذي يركن إلى قيمة الشراكة لا الاستفراد في رسم الرؤى ووضع رسائلها، وينطلق من قاعدة الهرم نحو قمّته لتنفيذ الخطط وتحقيق الأهداف- أن أسماء الوزراء وسيرهم الذاتية لم تعد معايير لتكليفهم بمهامهم بقدر معيار ما يحملون من تصورات وضبط لإيقاع السياسات التي تصب في مصلحة تنفيذ الرؤى. وإذا كان من ممكن فن السياسة تغيير صور الوزراء لسحب فتيل خلاف– ولا أقول أزمة- في سبيل تثبيت استقرار سلطة تشريعية مُسَيْطَر عليها، فلمَ لا؟! عوضاً عن إرهاق المواطنين بصراع انتخابي مكلف "لا تتغياه النخبة" وما يستتبعه من شقاق اجتماعي مؤلم رغم تأقيته، ولا شك أن ضرره أكبر على المدى البعيد من ضرر الشغب البرلماني، ونفعه أقل من نفع التغيير الوزاري.

وإذا كان ما بدا لي صحيحاً، فإني أفهم من ترشيح سمو رئيس مجلس الوزراء لحكيم الهندسة الكيميائية وأستاذها خالد الفاضل وتكليفه بمهام وزارتي النفط والكهرباء والماء على أنه انتقاء حصيف يستهدف دفع عجلة العمل نحو عدم الركون على النفط الخام كمصدر دخل يشكل 88% من ميزانية الدولة– كما أفاد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع في مقابلته الأخيرة مع التلفزيون الصيني- في حين امتلاكنا القدرة على تحويله إلى منتجات أولية ذات جدوى اقتصادية تخدم في تنشيط القطاع الصناعي ليكون رافداً من روافد التنمية الاقتصادية المستهدفة، ومجالاً لتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين، ومساحة عمل لتحفيز حس المبادرة لدى الشباب الكويتيين لتأسيس المشاريع المتوسطة والصغيرة. ولا شك أن الوزير الذي لن يعتمد على النفط الخام كمصدر للدخل، سيعمل على ألا يكون النفط والغاز الطبيعي مصدرين وحيدين للطاقة، بل سيشمر الأذرع استعجالاً بإدخال واستعمال التقنيات المتطورة للاستفادة من الطاقات البديلة الناتجة عن ضوء الشمس وحرارتها وحركة الرياح والمد والجزر والتيارات المائية وطمر النفايات العضوية. لقد عاصرت الوزير أستاذاً جامعياً لما كنت طالباً، وشهدت اجتهاده بتحسين بيئة التعليم واهتمامه بطلبة العلم، اجتهاداً واهتماماً سيخلق تفاؤلاً في قادم الأيام.

back to top