«متحف الفن الإسلامي» يحتفل بأشهر مجرى ملاحي في العالم

نشر في 03-01-2019
آخر تحديث 03-01-2019 | 00:11
يعد متحف الفن الإسلامي في القاهرة أكبر متحف إسلامي في العالم، فهو يضمّ مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مروراً بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال إفريقيا والأندلس. ويحتفل المتحف بمرور 115 عاماً على افتتاحه في 28 ديسمبر 1903 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.
في إطار التعاون المشترك بين وزارة الآثار المصرية وهيئة قناة السويس، نظم متحف الفن الإسلامي في القاهرة معرضاً مؤقتاً بعنوان «قناة السويس على مر العصور»، وذلك احتفالاً بمرور 115 عاماً على افتتاحه، ومرور 149 عاماً على افتتاح قناة السويس، الممر الملاحي الأشهر في العالم.

قالت رئيسة قطاع المتاحف، إلهام صلاح، إن المعرض يضمّ مجموعة من مقتنيات متحف هيئة قناة السويس تحكي تاريخ حفر القناة مثل مُجسمات لسفينتين وصور فوتوغرافية لبعض الشخصيات التي كانت ذات الصلة بالقناة مثل ديليسبس، والخديوي إسماعيل، والرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر.

لوحات تاريخية

في موازاة ذلك وخلال يناير الجاري، ينظم المعرض التاريخي لهيئة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية (إحدى مدن القناة الواقعة شمال شرق القاهرة) معرضاً مؤقتاً من مقتنيات متحف الفن الإسلامي في القاهرة، يضم بعض اللوحات التاريخية التي ترجع إلى العصر الحديث، إلى جانب مجموعة لوحات فوتوغرافية لقاعات المعرض وبعض مقتنياته الأثرية، واللوحة التأسيسية لمتحف الفن الإسلامي.

وأوضح مدير عام متحف الفن الإسلامي، ممدوح عثمان، أن الاحتفالية تشمل أيضاً تقديم فقرة فنية لفرقة «سلطان العارفين»، كذلك ستُقام ورش تعليمية للحرف التراثية مثل صناعة المراكب وغيرها.

أبرز المقتنيات

يضمّ متحف الفن الإسلامي مقتنيات تتجاوز مئة ألف تحفة تغطي نحو 12 قرناً هجرياً، إذ يحتوي على مجموعات نادرة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران، مروراً بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.

وفي المتحف مكتبة تحتوي على مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة باللغات الشرقية القديمة مثل الفارسية والتركية، ومجموعة أخرى باللغات الأوروبية الحديثة كالإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، بالإضافة إلى مجموعة كتب في الآثار الإسلامية والتاريخية، ويبلغ عدد مقتنيات المكتبة أكثر من 13 ألف كتاب.

كذلك يضم المتحف أقدم مصحف يرجع إلى العصر الأموي في القرن الأول الهجري وبداية الثاني، وهو مكتوب على عظم الغزال ومن دون تشكيل أو تنقيط، لأن هذه الطريقة كانت سائدة في تلك الفترة.

وتتنوع التحف الموجودة في المتحف بين المنابر الأثرية من العصر الفاطمي والأيوبي والمملوكي، والأحجبة الخشبية، وكراسي المقرئين الموجودة في المساجد الأثرية، فضلاً عن مجموعات الصناديق الخشبية التي تخص السلاطين والأمراء المسلمين، ومن القطع المهمة مفتاح الكعبة الشريفة، المصنوع من النحاس المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف شعبان.

فكرة إنشاء المتحف

انطلقت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في عصر الخديوي إسماعيل في عام 1869، فيما نُفِّذت في عصر الخديوي توفيق عام 1880، أما مبنى المتحف الحالي فافتتح في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903، ثم تغير اسم الدار عام 1951 إلى «متحف الفن الإسلامي». وشهد المتحف خلال عامي 1983 و1984 مرحلة مهمة في عمليات توسيع مساحته، وزيادة عدد قاعاته، ثم أضيفت المساحة التي كانت تشغلها محطة الوقود على يمين المتحف، التي استغلت في إنشاء حديقة متحفية ومقهى.

تفجير وتطوير

منذ عام 2003، بدأت عمليات تطوير شاملة للمتحف، وافتتح في 28 أكتوبر 2010، واستقبل وفوداً من الجنسيات المختلفة. وفي 24 يناير 2014 تعرضت واجهته وبعض مقتنياته للتدمير بسبب عملية إرهابية تبنتها «جماعة أنصار بيت المقدس»، إذ انفجرت سيارة مفخخة كانت تستهدف بالأساس مبنى مديرية أمن القاهرة المقابل للمتحف. وفي اليوم التالي، تبرعت منظمة اليونسكو بمبلغ مالي ضخم لترميم القطع الأثرية، وفعلاً أُعيد تطوير المتحف عام 2015، وافتتحه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في يناير 2017.

back to top