50 دولاراً للبرميل سعر غير كافٍ للتخلص من منافسة النفط الصخري

الشركات تقرر ضبط إنفاقها وسط ارتفاع كلفة الدين في 2019

نشر في 29-12-2018
آخر تحديث 29-12-2018 | 00:03
No Image Caption
من المرجح أن يواصل نفط الولايات المتحدة ارتفاعه في العام المقبل، ولكن كلما طال بقاء سعر خام القياس الأميركي عند نحو 50 دولاراً أو أقل من ذلك للبرميل كلما تباطأ النمو.
توقع محللون، وحتى قبل الهبوط الأخير في أسعار النفط، الذي تراجع معه سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل، أن تخف وتيرة النمو الجامح في إنتاج النفط الصخري الأميركي بقدر طفيف في العام المقبل.

ويبدو أن إنتاج النفط الصخري الأميركي مرشح للاستمرار في الزيادة، ولكن مع هبوط أسعار غرب تكساس الوسيط إلى أقل من عتبة المستوى النفسي المؤثر البالغ 50 دولاراً للبرميل بدأ المحللون في احتساب أي المناطق قد دخلت أساساً في الرقعة الحمراء مع هبوط الأسعار الفورية إلى دون نقطة التعادل أي نقطة عدم تحقيق ربح أو خسارة.

ومن المرجح أن يواصل نفط الولايات المتحدة ارتفاعه في العام المقبل، ولكن كلما طال بقاء سعر خام القياس الأميركي عند نحو 50 دولاراً أو أقل من ذلك للبرميل كلما تباطأ النمو.

وقد يدفع الهبوط الأخير في الأسعار المزيد من شركات النفط الصخري الأميركية إلى خفض إنفاقها الرأسمالي في العام المقبل، وقد يعمد المزيد منها إلى خفض أشد نظراً إلى أن قلة من تلك الشركات توقعت مثل هذا الهبوط الحاد في سعر النفط قبل شهرين ونصف الشهر عندما كان السعر فوق الـ 70 دولاراً للبرميل وكانت الأسواق تتخوف من انهيار الإمدادات بسبب العقوبات الأميركية على إيران.

وعلى الرغم من ذلك وحتى مع هبوط سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط إلى أقل من 50 دولاراً يقول البعض من المحللين، إن أيام مجد النفط الصخري الأميركي لم تنته. ويقول ستيفن برينوك، وهو محلل نفطي لدى «بي في إم أويل أسوشيتس»: «باختصار وبقدر ظلال الشك التي ألقى بها الهبوط الأخير على النفط الصخري فمن غير المحتمل أن يترتب على ذلك حرف لمسار النمو في هذا النفط».

ونسبت مذكرة لشبكة «سي إن بي سي» يوم الأربعاء الماضي إلى برينوك قوله: «من المتوقع في حقيقة الأمر أن ترتفع وتيرة إمدادات النفط في الولايات المتحدة بنحو مليون برميل في اليوم على الأقل في سنة 2019 وهو ما سوف يدعم كثيراً مركز أميركا الجديد كأكبر منتج للنفط في العالم. وبالنسبة إلى الوقت الراهن وبقدر ما يتعلق الأمر بالنفط الصخري الأميركي، فإن أيام مجده ما زالت بعيدة عن نهايتها».

زيادة إنتاج النفط

تتوقع ادارة معلومات الطاقة الأميركية أن تستمر المناطق السبع الرئيسية للنفط الصخري في الولايات المتحدة في زيادة إنتاجها في الشهر المقبل. وفي التقرير الشهري الذي صدر عن «دريلنغ بروداكتيفيتي» في الأسبوع الماضي، قدرت إدارة معلومات الطاقة أن تحسن المناطق السبع مجتمعة إنتاجها بـ 134 ألف برميل في اليوم عن مستوى شهر ديسمبر ليصل إلى 8166 مليون برميل في اليوم في شهر يناير مع تصدر بيرميان للزيادة ويعقبه إيغل فورد ثم باكن.

وقالت إدارة معلومات الطاقة في تقريرها لهذا الشهر، الذي يصدر بعنوان شورت - تيرم انرجي آوتلوك، إن متوسط إجمالي إنتاج النفط في الولايات المتحدة بلغ 10.9 ملايين برميل في اليوم خلال عام 2018 مرتفعاً عن 9.4 ملايين برميل في اليوم خلال 2017 وتتوقع أن يصل متوسط إنتاج الخام إلى 12.1 مليون برميل في اليوم في العام المقبل.

وعلى أي حال، إذا استمر التدني في أسعار النفط قد ينطوي التوقع الحالي لنمو الإنتاج بـ 1.2 مليون برميل في اليوم خلال العام المقبل على الكثير من التفاؤل. وقد تبقى الكثير من الآبار في بيرميان مربحة عند أقل من 50 دولاراً للبرميل ولكن الكثير غيرها خارج المنطقة – التي كانت تحقق المال بسهولة عند 60 دولاراً للبرميل لن يكون كذلك. كما أن مناطق في باكن وإيغل فورد سوف تكافح أيضاً مع وصول الأسعار إلى 50 دولاراً للبرميل أو إلى أقل من ذلك.

وفي الأسبوع الماضي، وفيما كان سعر نفط غرب تكساس الوسيط في كاشنغ فوق 45 دولاراً هبط سعر غرب تكساس الوسيط في ميدلاند في بيرميان إلى 40 دولاراً.

وحتى قبل التصحيح الرئيسي الأخير في الأسعار، توقع محللون خفض شركات النفط الصخري الأميركية بتقليص ميزانياتها في العام المقبل، نظراً إلى أن انكماش السعر يمكن أن يحد من تحقيق التدفق النقدي في حين يطالب المستثمرون بمزيد من العوائد على حساب نمو إنتاج النفط.

والأسبوع الماضي، أعلنت داياموندباك إنرجي خطها الإرشادي لرأس المال والإنتاج الذي يعكس «خطة تشغيل تركز على نمو منضبط ضمن التدفق النقدي ونمو ربحية في بيئة أسعار السلع الحالية».

وتخطط داياموندباك لتشغيل ما بين 18 و 22 منصة حفر مقارنة مع 24 منصة تعمل الآن، وقالت الشركة في الأسبوع الماضي إن خفض العدد 3 منصات سيتم العمل به على الفور.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة ترافيز ستايز ملاحظاً أن نشاط المستقبل سوف يعتمد على سعر النفط في العام المقبل: «نتيجة الهبوط الدراماتيكي في أسعار النفط وصل سعر خام حوض بيرميان إلى مستويات لم نشهدها منذ نهاية عام 2016 فيما ازدادت تكلفة الخدمة 35 في المئة خلال الفترة ذاتها. ونتيجة لذلك وفي سبيل تأكيد التزامنا بانضباط رأس المال فقد قررنا خفض نشاطنا لعام 2019 إلى مستويات نستطيع معها العمل ضمن التدفقات النقدية المتاحة».

وبحسب فرانسيسكو بلانش وهو رئيس قسم السلع العالمية والمشتقات لدى بنك أوف أميركا ميريل لينش، فإن متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط للبرميل سوف يبلغ 59 دولاراً للبرميل في العام المقبل وهو يكفي لتبرير نمو النفط الصخري الأميركي ما بين 1.2 إلى 1.3 مليون برميل في اليوم.

وأبلغ بلانش شبكة سي إن بي سي في الأسبوع الماضي: «إذا بقينا عند هذه المستويات أي 50 دولاراً لبرميل نفط غرب تكساس الوسيط فسوف ننمو بأقل من مليون برميل في اليوم». وسوف ينمو النفط الصخري في الولايات المتحدة في العام المقبل، ولكن أسعار النفط سوف يقرر وتيرة ذلك النمو.

back to top