أحمد مجدي: «لا أحد هناك» يُعبِّر عن جيل الشباب

• يرى أن السينما في مصر تعاني ظروفاً إنتاجية صعبة

نشر في 27-12-2018
آخر تحديث 27-12-2018 | 00:00
قدَّم أحمد مجدي تجربته السينمائية الجديدة «لا أحد هناك» كمخرج للمرة الأولى، ولاقت ردود فعل متباينة.
في دردشته مع «الجريدة» يتحدَّث الفنان المصري عن الفيلم والصعوبات التي واجهته وتفاصيل عدة.
لماذا استغرق خروج فيلم «لا أحد هناك» إلى النور وقتاً طويلاً؟

انطلق التصوير الفعلي للفيلم قبل نحو أربع سنوات، تحديداً في عام 2014، ولكن التحضير العملي للمشروع بدأ قبل ذلك بكثير، خصوصاً أنني عملت على السيناريو فترة طويلة كي يعبر عمَّا أرغب في تقديمه، إذ كانت لدي أفكار كثيرة ومجموعة من الموضوعات أردت تبيانها في الأحداث، حتى استقررت على فكرة دمجها كي يخرج الفيلم كما شاهده الجمهور. وجزء من التأخير كان لصعوبة إيجاد تمويل لمرحلة ما بعد الإنتاج حتى حصلنا على دعم من «صندوق سند» السينمائي، من ثم تمكنّا من وضع اللمسات الأخيرة على الفيلم وانتهينا من تصحيح الألوان والمكساج والمونتاج وهي أمور مكلفة مادياً.

لماذا لم تقدم الفيلم من خلال شركة إنتاج سينمائي بل بالمشاركة إنتاجياً بينك وبين أصدقائك؟

الظروف الإنتاجية في السينما عموماً ليست في أفضل حال، وفيلمي تجريبي لذا لم يكن من السهل إيجاد منتج يتحمس له، لا سيما أنها التجربة الأولى بالنسبة إلي في عالم الإخراج. من ثم، أردت أن أقدم المشروع برؤيتي الخاصة بعيداً عن ضغوط التمويل. صحيح أن هذا الأمر جعلنا ننتظر بعض الوقت لتوفير الدفعات المالية لإنجاز الفيلم بها، ولكننا نجحنا في ذلك.

لكن المنح التي سعيت إليها قد تفرض عليك نوعاً من القيود.

القيمون على منحة «صندوق سند» شاهدوا بعضاً مما صورناه، وعلى هذا الأساس حصلنا على المنحة، من دون أي تدخلات في عملنا مطلقاً.

ميزانية

هل كانت الميزانية سبباً في الاعتماد على وجوه جديدة سينمائياً؟

منذ بدأت التحضير للمشروع كانت لدي رغبة في تقديمه بشكل مختلف، فطبيعته التجريبية التجريدية جعلتني أتجه إلى البحث عن ممثلين موهوبين لنكتشف بعضنا بعضاً، وجاء أداؤهم للشخصيات جيداً.

كتبت الفيلم وصوّرته وأخرجته، ألم يشكل ذلك عبئاً عليك؟

بالتأكيد شكّل عبئاً عليّ، وهي تجربة لن أكررها خلال الفترة المقبلة. ولكن طبيعة فيلمي تحتِّم على الكاتب إخراجه بنفسه. أما في ما يتعلق بعدم الاستعانة بمدير تصوير، فلأنني كنت أصوِّر بنفسي ولم أشعر بأن ثمة ما ينقصني كي أستعين بأحد، خصوصاً أنني طبقت ما استفدته من تجاربي السابقة مع المصورين. وتجربتي الإخراجية المقبلة ستتضمن مدير تصوير بالتأكيد، لا سيما أنني أرغب بالتركيز في الإخراج بشكل أكبر.

مهرجان

كيف وجدت الانتقادات التي واجهها الفيلم عند عرضه الأول في مهرجان القاهرة؟

حصل الفيلم على إشادات كثيرة من النقاد، لأنه يستخدم لغة سينمائية خاصة به، وكل شخص يراه من منظوره الخاص، وأعتقد أن الشباب سيتقبلونه أكثر مقارنة بالأجيال الأكبر، فأنا تعاملت مع الفيلم بمنظور مختلف ولم أسمح للخوف بإيقافي عما أرغب في إظهاره.

ماذا عن العرض في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية؟

لا أنكر أنني شعرت برهبة وسعادة في آن. أن أقدِّم نفسي كمخرج في مسابقة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ويكون العرض الأول للفيلم في بلدي على مسرح دار الأوبرا المصرية لهو أمر جعلني فخوراً بنفسي وأتمنى تكراره مع أفلامي المقبلة.

والمشاركة في مهرجان مراكش؟

شكَّل اختيار الفيلم للعرض بالمسابقة الرسمية للمهرجان مفاجأة سارة لي، إذ سيشاهده جمهور مختلف، وأعتبر ذلك نجاحاً له حتى إن لم يحصل على جوائز.

انتقاد

وصف البعض الفيلم بأنه ممل بسبب بطء الإيقاع. كيف رأيت هذه الانتقادات؟

كما ذكرت لك، قدَّمت فيلماً يعبِّر عن وجهة نظري، وبطء الأحداث الذي شاهده الجمهور في البداية كان مقصوداً، كي يكون تحرك الأحداث تصاعدياً.

اخترت اسماً عربياً وآخر أجنبياً وهو «الزرافة» رغم أن البعض وجد أن الأخير مقحم في الأحداث.

جاء اختيار «الزرافة» لأن صوتها غير مسموع وأردت من خلالها الإشارة إلى الفتيات اللاتي ليس بإمكانهن التعبير عما في داخلهن. أما اختيار الاسمين فجاء لرغبتي في أن يعبر الاسم الأجنبي عن الفيلم، لا سيما أن ترجمة «لا أحد هناك» لن تعطي المعني الموجود في الفيلم. أما اختيار الاسم العربي فجاء لكونه الأقرب إلى الأحداث.

رؤية والدي لا تعبر عن جيلي

حول ملاحظات والده المخرج مجدي أحمد بشأن الفيلم قال أحمد مجدي: «أُعجب والدي بالفيلم على عكس ما توقعت قبل أن يشاهده. والحقيقة أنني أردت ألا أتاثر به مطلقاً، ولم أطلب مساعدته ولم آخذ بملاحظاته. صحيح أنني أعتبره مرجعاً فنياً مهماً بالنسبة إلي ولكن لم أرجع إليه في الفيلم. عندما جاء لزيارتي في موقع التصوير، لم أفضل هذا الأمر لشعوري بأنه يشكل عامل ضغط ولو بشكل غير مباشر، فهو مخرج كبير لديه رؤية ولكنها لا تعبر عن جيلي الذي أردت تمثيله».

اخترت «الزرافة» اسماً لفيلمي بالإنكليزية لإيصال رسالتي
back to top