تكريم الكويت

نشر في 26-12-2018
آخر تحديث 26-12-2018 | 00:05
 طالب الرفاعي حينما انعقد بمقر جائزة الملك فيصل العالمية في الرياض، الاجتماع التأسيسي الأول لـ "منتدى الجوائز العربية" في بداية شهر أكتوبر الماضي، بمبادرة كريمة من الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل، وجهد وفير من د. عبدالعزيز السبيل الأمين العام للجائزة، كان واضحاً الطموح الكبير الذي يختلج في صدر المنظمين، وكذلك جميع المشاركين بنجاح أعمال المؤتمر.

ومع بداية أعمال المؤتمر، بدا واضحا أن هناك رغبة كبيرة لدى الجميع في أن يكون هناك تعاون وتنسيق محمود لتنظيم الوصل فيما بين مختلف الجوائز العربية، وبما يجعل من كل جائزة مشروعاً ثقافياً قائماً بذاته، ويجعل من التعاون والتواصل بين مختلف الجوائز العربية، وجهاً مشرقاً للتعاون الثقافي العربي - العربي.

ولعل أهم ما تمخض عنه المؤتمر هو تأسيس منتدى للجوائز العربية، تكون جائزة الملك فيصل العالمية في الرياض مقراً له، وكذلك انتخاب مجلس تأسيسي للمنتدى بمشاركة سبع جوائز لدول عربية هي: السعودية، ومصر، والكويت، والمغرب، وفلسطين، والأردن، ولبنان.

وقد أوصى المؤتمر بين أمور أخرى بالتحضير لإطلاق بوابة إلكترونية عربية عالمية للمنتدى، للتعريف بأهم شروط ولوائح عمل كل جائزة عربية، والتواريخ الأساسية للتقديم إليها، وكذلك تواريخ مختلف فعالياتها وأنشطتها.

وأشار إلى ضرورة تواصل الجوائز العربية لخلق مزيد من التعاون في عملها، والتأكيد على خدمة مشاريع هذه الجوائز الإبداعية والثقافية.

إن النظر إلى اللحظة الإنسانية التي نحيا، يقول بشكل جليّ إن الحضور الأهم والأكبر انتشارا بين البشر هو حضور الصورة والكلمة، وبما يعني أن النافذة الأكبر التي يمكن للإنسان العربي أن يتواصل من خلالها مع الآخر أيًّا كان هذا الآخر، وحيثما كان، هو الإبداع وهو الفكر، خاصة وصورة العربي البائسة في الوعي الجمعي في أوروبا وأميركا وبقية دول العالم الأجنبية.

لذا فإن مشروع منتدى الجوائز العربية يبدو إنجازا كبيرا في تقديم الصورة العربية الأجمل فكريا وإبداعيا لدى الآخر. وفي هذا السياق تأتي مبادرة د. سعيد المصري، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة بتكريم جوائز عربية ضمن احتفال مصر بالحاصلين على جوائز الدولة لعام 2018، كجائزة النيل، والتقديرية، والتشجيعية، وجائزة نجيب محفوظ.

تأتي هذه المبادرة الكريمة كترجمة فعلية أولى ومهمة وساطعة لما تمَّ الاتفاق عليه في مؤتمر منتدى الجوائز العربية، خاصة مع ما تحمله من دلالة في تكريم المبدعين العرب على أرض الكنانة، وفي يوم تكريم المفكرين والمبدعين المصريين الحاصلين على أرقى جوائز جمهورية مصر العربية.

إن التعاون الإبداعي الثقافي العربي - العربي، بات وحده يمثّل شيئا من بقايا الحلم العربي الكبير بوطن عربي يمتد من المحيط إلى الخليج، لذا فإن التظاهرات العربية في معارض الكتب، واحتفالات توزيع الجوائز العربية، وفي الندوات واللقاءات العربية التي تجمع المفكرين والمبدعين العرب، هذه التظاهرات غدت وحدها قادرة على جمع العربي مع أخيه العربي، وصارت وحدها نافذة لتبادل اللقاء الإنساني الحميم بين المفكر والمبدع العربي وأخيه، في ظل أنظمة سياسية عربية وضعت ألف حاجز وحاجز بين وصل العربي بالعربي.

إن تكريم مصر العروبة، ممثلة بوزارة الثقافة، والمجلس الأعلى للثقافة لكل من دولة الكويت، ممثلة بـ "جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية"، وكذلك للمملكة الأردنية الهاشمية، ممثلة بـ "جائزة عبدالحميد شومان"، وفي يوم تكريم مصر لأبنائها المفكرين والمبدعين ليحمل الكثير من الدلالات العربية الكبيرة التي طالما حلمنا بها.

وكم بدأت الصورة معبّرة في تكريم الكويت والأردن في يوم تكريم المفكر والمبدع المصري، ولسان حال تلك الصورة ينطق بفرح كبير بوحدة الوصل العربي وبقدرة الثقافة اللافتة على جمع العربي بالعربي.

تحية مستحقة من الكويت ممثلة بـ "جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية" لجمهورية مصر العربية، فهذا تكريم نعتز به ونفخر.

back to top