إضراب عام في السودان و«تجمع المهنيين» على خط الأزمة

الشرطة تفض تجمعات في أم درمان... والحزب الشيوعي يعلن اعتقال مسؤوله بالخرطوم

نشر في 25-12-2018
آخر تحديث 25-12-2018 | 00:00
No Image Caption
كشفت التطورات الأخيرة في السودان، بعد موجة الاحتجاجات التي اندلعت منذ أن رفعت الحكومة أسعار الخبز، وأعقبها تحرك مطلبي تخللته صدامات دامية (22 قتيلا) قد يكون الأضخم على الإطلاق خلال 3 عقود من حكم الرئيس عمر البشير، أن الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، إذ اعتبر مراقبون أنه «إذا كان المحرك الأساسي للاحتجاجات هو الوضع الاقتصادي فإنه في النهاية متمثل بفشل السياسات الحكومية وارتكابها أخطاء وسوء إدارة».

ولبّت، أمس، قطاعات مختلفة الدعوة إلى الإضراب العام، التي أطلقها «تجمع المهنيين السودانيين»، الذي يضم أطباء ومهندسين ومعلمين وأساتذة جامعات، في حين كانت التظاهرات لا تزال مستمرة في مدن عدة، لاسيما أم درمان.

وقال الطبيب محمد الأصم، عضو «تجمع المهنيين»، إن «الإضراب بدأ في الثامنة صباحا، وجرت عملية حصر لعدد المستشفيات التي نفذ فيها الإضراب في كل السودان، وعدد الأطباء الذين شاركوا فيه، إذ لدينا تجارب سابقة في الدعوة الى إضرابات شاركت فيها كل المستشفيات الحكومية بكل مناطق السودان».

وفي بيان أصدره أمس، أعلن «تجمع المهنيين» أنه قرر تسيير تظاهرة اليوم إلى القصر الجمهوري «لتسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية تطالب بتنحي الرئيس فورا عن السلطة، استجابة لرغبة الشعب السوداني وحقناً للدماء».

وأضاف البيان أن التجمع يقترح إذا وافق البشير على التنحي أن «تتشكل حكومة انتقالية ذات كفاءات وبمهام محددة، ذات صبغة توافقية بين أطياف المجتمع السوداني».

ومساء أمس الأول، اندلعت احتجاجات في مدينة أم درمان بالعاصمة السودانية الخرطوم، عقب مباراة لكرة القدم بين فريقي «الهلال السوداني» و»الإفريقي التونسي» في بطولة أبطال إفريقيا.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على مئات تظاهروا ضد حكم البشير بعد خروجهم من مباراة كرة القدم مساء أمس الأول، على طريق رئيسي يؤدي إلى قلب الخرطوم، بعدمت تجمعوا وهتفوا: «الشعب يريد إسقاط النظام» و«حرية حرية» و«حرية سلام وعدالة»، و«الثورة خيار الشعب»، و«ثوري ثوري يا خرطوم»، و«سلمية سلمية» وسط وجود كثيف لقوات الأمن.

وعلى بعد 4 كيلومترات من الاستاد، منعت وحدات الأمن التي تضم قوات خاصة المحتجين من عبور الجسر المؤدي إلى قلب العاصمة وقصر الرئاسة.

وبعد مباراة كرة القدم، طوقت قوات الأمن الشوارع الرئيسة حول الملعب، وانتشر في أنحاء المنطقة أكثر من 30 شاحنة تقل قوات الأمن.

وقال أحد الشهود إن المباراة عندما انتهت سار المشجعون في شارع الأربعين في أم درمان وهم يهتفون حتى اقتربوا من النهر، حيث منعتهم قوات الأمن.

وأضاف: «حاصروهم في سيارات رباعية الدفع من الخلف وواجهوهم بالمركبات القادمة من جسر النيل الأبيض، مما أجبر بعض المتظاهرين على دخول المستشفى العسكري».

وكانت القوات المسلحة السودانية أكدت في بيان، أمس الأول، «التفافها حول قيادتها وحرصها على مكتسبات الشعب وسلامة المواطنين»، وقالت إن الجيش والشرطة وقوات الدعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات تعمل «ضمن منظومة أمنية واحدة ومتجانسة».

وأعلن «الحزب الشيوعي السوداني» المعارض، مساء أمس الأول، أن السلطات اعتقلت مسؤول الحزب في الخرطوم، مسعود الحسن. وأدى قرار الحكومة الأسبوع الماضي بزيادة أسعار الخبز 3 أضعاف، ليباع رغيف الخبز بسعر بين 3 و5 جنيهات سودانية، إلى احتجاجات سقط فيها 22 قتيلاً في مواجهة قوات مكافحة الشغب.

وهزت احتجاجات على مدار 5 أيام مدنا في أنحاء السودان بسبب ارتفاع الأسعار ونقص السلع الأساسية وأزمة في السيولة. واستهدف المحتجون مرارا مقار حزب البشير وطالبوا بإنهاء حكمه الممتد منذ 29 عاما.

وشهدت 12 ولاية من أصل 18، منذ الأربعاء الماضي، احتجاجات مماثلة، سقط خلالها 22 قتيلا، إضافة إلى عشرات الجرحى. واتسعت رقعة الاحتجاجات، إلى مدينتي أم روابة في ولاية شمال كردفان (جنوب)، والترتر في ولاية جنوب كردفان (جنوب).

ومنذ بدأ نطاق التظاهرات يتسع، قال سكان إن الشرطة فرقت المحتجين بالغاز المسيل للدموع، فضلا عن استخدام الذخيرة الحية في بعض الأحيان.

back to top