قِسْمَةٌ ضيزى‎

نشر في 22-12-2018
آخر تحديث 22-12-2018 | 00:06
 خالد اسنافي الفالح في الأسبوع الفائت لمت إدارة جامعة الكويت على بخس حق "المهندسين المعماريين" الجدد ممن أدرجهم ديوان الخدمة المدنية تحت مسميات وظيفية لا تناسب البرنامج التعليمي الذي قررته الجامعة لتأهيلهم للاستحقاق الوظيفي، على اعتبار أني أعلم مسبقاً أن الديوان لا يقوم بخطوة كهذه قبل مراسلة الجامعة، إذ سبق أن استفسر عن تطابق شهادات العمارة لمتقدميه، ممن استكمل تعليمه الجامعي في الخارج، مع شهادة العمارة في الجامعة، قبل أن يرشحهم لوظيفة مهندس معماري، إلا أني على ما يبدو قد لمت الطرف الخطأ!

لقد قام الديوان بترشيح بعض مخرجات قسم العمارة – كلية العمارة (دفعة 2013) الذين تخرجوا هذا العام تحت مسمى "مصمم ديكور"، وهو –كما وصلني- المسمى الوظيفي الذي كان يرشح له مخرجات قسم التصميم الداخلي في كلية البنات سابقاً وكلية العلوم الحياتية قبل أن يُنقل إلى كلية العمارة! ويبدو أن رفض المرشحين لهذه المسميات الوظيفية جعل الديوان يراسل الجامعة مؤخراً للتحقق من جدية ذلك! على الرغم من أن الديوان نفسه قد رشح -وخلال أعوام- مخرجات 17 دفعة تخرجوا من ذات القسم والبرنامج التعليمي لمسمى "مهندس معماري"! وحينما أتساءل عن السبب الذي دعاه إلى ذلك، لن يضيء فوق رأسي إلا سراج إجابة واحدة فقط: لأن قسم العمارة انتقل من كلية الهندسة والبترول إلى كلية العمارة! ولأن الديوان لم يجد كلمة "هندسة" في شهادات تخرج هؤلاء!

يجب ألا تمر هذه الحادثة على متخذي القرار في الدولة مرور الكرام! ففي الوقت الذي يرسمون فيه سياسات "الكويت الجديدة" والتي منها اتساق المخرجات التعليمية مع حاجات القطاعات الاقتصادية من المهن، مما يتطلب أن تضع المؤسسات التعليمية برامجها لكي تؤهل مخرجاتها لتلك المهن، يأتي ديوان الخدمة المدنية -وهو الجهة الرابطة بين هذه المؤسسات والجهاز الإداري- ليوجه تلك المخرجات بلا اعتبار للبرامج التعليمية التي أهلتهم!

لذلك أتساءل: مادام الأمر لا يعدو أن يكون مسميات، فماذا لو قرر قسم الفيزياء في كلية العلوم تغيير المسمى إلى هندسة علوم الفيزياء؟ هل سيعتبرهم الديوان مهندسي فيزياء؟! لقد فتحت الحادثة حواراً جانبياً مع بعض الأصدقاء ربما سيؤدي إلى إعادة تعريف مصطلح الهندسة.

back to top