لبنان: «العقدة السنيّة» فُككت... والحكومة في غرفة الولادة

• اللواء إبراهيم يعلن نجاح مبادرة من 5 نقاط... والسنّة المستقلون سيُمثلون بوزير ليس منهم
• مجلس الأمن يبحث اليوم أنفاق «حزب الله»... وبيروت محرجة بعد إقرار «يونيفيل» بانتهاك الـ 1701

نشر في 19-12-2018
آخر تحديث 19-12-2018 | 00:05
الحريري مستقبلاً اللواء إبراهيم في السراي الحكومي أمس (دالاتي ونهرا)
الحريري مستقبلاً اللواء إبراهيم في السراي الحكومي أمس (دالاتي ونهرا)
بعد حوالي 200 يوم من الانتخابات، لاحت بوادر إيجابية بنجاح اللبنانيين في تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد أن أعلن تفكيك العقدة السنية آخر عقدة كانت تعرقل التأليف. تفكيك الألغام الحكومية يأتي عشية جلسة لمجلس الأمن قد تكون محرجة لبيروت، بعد إقرار "يونيفيل" بوجود خرق لبناني للقرار الأممي رقم 1701.
ارتفع منسوب التفاؤل بتشكيل حكومة جديدة في لبنان الى أعلى مستوى منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو الماضي، وذهبت أوساط سياسية الى حد التبشير بولادة قبل عيد الميلاد ما لم يطرأ طارئ، وفق ما أعلن القيادي في حركة "أمل"، وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل.

وتأتي هذه الأجواء بعد أن كللت جهود المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، أمس، بالنجاح بعد موافقة النواب الستة السنّة المستقلين المؤتلفين في "اللقاء التشاوري" على مبادرته المؤلفة من 5 نقاط، والتي جاءت لتستكمل الاتصالات التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون.

والتقى إبراهيم نواب "اللقاء التشاوري"، أمس، لبحث المخارج للأزمة الحكومية العالقة عند مطالبة النواب السنّة المستقلين بمقعد وزاري يمثلهم.

وقال بعد زيارته دارة عضو "اللقاء" النائب عبدالرحيم مراد: "لقيت تجاوبا في اجتماعي مع النواب، والأمور تسير على قدم وساق، وإذا بقيت كذلك، فإن الحكومة ستولد قريبا"، مشيرا الى أن مبادرته "مؤلفة من 5 نقاط وقد كللت بالنجاح".

وأكد أن "الرئيس الحريري متجاوب جدا، وقد أصبحنا في أقلّ من ربع الساعة الأخير"، مضيفا: "خلال الاجتماع، اتصلنا بالنائب فيصل كرامي (الموجود خارج لبنان) وكل شيء سيتمّ برضاه".

وختم: "لم يخسر أحد في هذه المبادرة، والكل ضحى، ولا فيتو على أي اسم، واللقاء التشاوري هو من يقرر من يمثّله".

أما النائب مراد، فقال: "نشكر رئيس الجمهورية ميشال عون واللواء إبراهيم، وبعد يومين ستسمعون أخبارا طيبة، وحلّت كل العقد، وآراؤنا متطابقة مع اللواء إبراهيم، ولا عقد جديدة وبالنا مطمئنّ".

صيغة الحل

وقالت مصادر متابعة، أمس، إن" اللواء ابراهيم نقل إلى النواب رسالة أو مخرج حل يقول إنه يجب أن يتمثلوا من أحد الأسماء خارج النواب الـ6، على أن يجتمع النواب المستقلون يوم الجمعة المقبل، وبعد الاجتماع يتم تحديد اسم أو أكثر للتوزير".

وتابعت: "هناك شرط يضعه النواب السنّة المستقلون الـ6 وهو أن الشخصية المختارة من قبلهم يجب أن يقال إنها من حصة الرئيس عون، ولكنها تمثّل اللقاء التشاوري، وألا يقال إن هذه الشخصية وزير لرئيس الجمهورية". وختمت: "القرار سيؤخذ الجمعة المقبل بحضور كرامي للاتفاق على اسم يُبلّغ للواء إبراهيم ليُنقل الى رئيس الجمهورية".

الأنفاق

وقبل ساعات من انعقاد جلسة علنية لمجلس الأمن اليوم، بطلب من الولايات المتحدة، لمناقشة أنفاق "حزب الله" في الجنوب، بعد نحو أسبوعين من إطلاقه عملية "درع الشمال"، نشر الجيش الإسرائيلي شريطاً مصوراً لتفجير النفق الرابع الذي أعلنت اكتشافه قبل ايام.

الى ذلك، أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) وجود أنفاق عابرة للخط الأزرق عند الحدود مع إسرائيل، في مخالفة لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

وذكرت "يونيفيل"، في بيان أصدرته أمس الأول، أن "الفرق التقنية التابعة لها أجرت عددا من عمليات تفتيش المواقع جنوبي الخط الأزرق الفاصل بين الطرفين اللبناني والإسرائيلي من أجل تقصي الحقائق، بعد إبلاغ الجيش الإسرائيلي لها عن اكتشافه 4 أنفاق هجومية عابرة للحدود".

وأكدت "وجود جميع الأنفاق الأربعة قرب الخط الأزرق في شمال إسرائيل"، مضيفة أنه "وفقا للتحقيقات التقنية الإضافية التي أجرتها البعثة الأممية بموجب ولايتها، يمكن التأكيد في المرحلة الراهنة على أن اثنين على الأقل من تلك الأنفاق يعبران الخط الأزرق، مما يمثّل انتهاكا للقرار الأممي".

وشددت "يونيفيل" على أن "هذه المسألة تستدعي القلق الشديد، معربة عن عزمها مواصلة التحقيقات التقنية في هذا الإطار"، ومشيرة إلى أنها طالبت "السلطات اللبنانية بضمان اتخاذ إجراءات متابعة عاجلة وفقا للمسؤوليات المترتبة على حكومة بيروت بموجب القرار 1701". وختمت: "قيادة يونيفيل منخرطة بشكل كامل مع الأطراف لضمان الاستقرار على طول الخط الأزرق وتفادي أي "سوء تفاهم"، حفاظا على الهدوء في المنطقة".

إلى ذلك، التقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل قائد "يونيفل" الجنرال ستيفانو دل كول، أمس، وتم البحث في تفاصيل وضع الانفاق على الحدود الجنوبية ومجريات التحقيق حولها.

back to top