شكوك وترقب يحيطان بسريان «هدنة الحديدة»

خلافات حول تفسير «مشاورات السويد» و«التحالف» يتوقع تسليم الموانئ قريباً

نشر في 18-12-2018
آخر تحديث 18-12-2018 | 00:05
يمني يعد فطائر في سوق شعبي بصنعاء أمس (إي بي أيه)
يمني يعد فطائر في سوق شعبي بصنعاء أمس (إي بي أيه)
في أول اختبار حقيقي لنتائج مشاورات السلام اليمنية، التي عقدت في السويد ووصفت بالأهم منذ اندلاع النزاع قبل 4 سنوات، تترقب أوساط دولية وإقليمية مدى التزام أطراف الصراع اليمني بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، الذي دخل حيز التنفيذ اليوم.

وفي حين دارت اشتباكات متقطعة بين القوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ومليشيات حركة "أنصار الله" الحوثية، أكد مصدر في الأمم المتحدة، أمس، أن "هدنة الحديدة" تدخل حيز التنفيذ ليل الاثنين - الثلاثاء.

وأفاد سكان في الحديدة غرب البلاد بأن المدينة شهدت اشتباكات متقطعة بشكل متواصل رغم دعوة مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث إلى الالتزام باتفاقات السويد، الذي نصّ على خفض التوتر والأعمال العدائية تمهيداً لإخلاء المدينة ومينائها الحيوي من القوات العسكرية الموالية للطرفين بواسطة لجنة مشتركة تقودها الأمم المتحدة.

وتركزت الاشتباكات، التي استخدمت فيها المدفعية الثقيلة عند الأطراف الشرقية والجنوبية للمدينة المطلة على البحر الأحمر.

وأكد مسؤول في القوات الموالية للحكومة المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية أن القصف تسبب، مساء أمس الأول، في اشتعال النيران بأحد المصانع شرق المدينة، التي تدخل منها أغلب إمدادات الغذاء والطاقة لنحو 14 مليون يمني.

في هذه الأثناء، اتهمت الحكومة اليمنية المتمردين بالانقلاب على اتفاق السويد، الذي لم يجف حبر توقيعه بعدما نُقل عن عضو وفد الحوثيين في مفاوضات السويد، عبدالملك العجري، قوله، إن الاتفاق لم يتضمن تسليم ميناء الحديدة أو خروج الحوثيين، بل اقتصر على انسحاب القوات الحكومية المدعومة من التحالف من أطراف المدينة.

ووصف وزير الإعلام، معمر الإرياني، تصريحات الحوثيين بأنها انقلاب صريح على اتفاق السويد، مشدداً على أن الاتفاق نص على انسحاب الميليشيات من الحديدة وموانئها: الحديدة والصليف ورأس عيسى.

وجاءت الخلافات حول الاتفاق بالتزامن مع التحركات الدبلوماسية الخاصة بعملية السلام، التي يبذلها غريفيث ويسعى من خلالها إلى نشر قوات أممية لمراقبة تطبيق هدنة الحديدة، التي أبدى رغبته بنشرها خلال منتصف الأسبوع الحالي.

وساند المتحدث باسم التحالف تركي المالكي موقف الإرياني، وأكد أمس، في تصريحات، أن الحكومة اليمنية الشرعية ستتسلم موانىء الحديدة قريباً. ورأى أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولان عن تنفيذ اتفاق ستوكهولم.

وقال إن الميليشيات تحت الاختبار أمام المجتمع الدولي لتنفيذ الاتفاق. وأكد أن جلوس الحوثيين على طاولة المفاوضات يعود إلى الضغط العسكري في كل المناطق.

وأكد المالكي، أن "التحالف يدعم كل الجهود للوصول إلى حل سياسي وملتزم بذلك". وأشار إلى أن هناك لجان مراقبة دولية تستعد للوصول إلى الحديدة وأي اختراق لاتفاق الحديدة سيتم التبليغ عنه.

وتوصّلت الحكومة اليمنية والمتمردون في محادثات بالسويد التي استمرت أسبوعاً واختتمت الخميس الماضي، إلى اتفاق لسحب القوات المقاتلة من الحديدة ووقف إطلاق النار في المحافظة التي تحمل الاسم نفسه.

كما اتفق طرفا النزاع على التفاهم حيال الوضع في مدينة تعز التي تسيطر عليها القوات الحكومية ويحاصرها المتمردون، وعلى تبادل نحو 15 ألف أسير، وعقد جولة محادثات جديدة يناير المقبل لوضع أطر سلام ينهي الحرب.

في غضون ذلك، تمكنت قوات الجيش اليمني بالمحور الشمالي في محافظة الجوف من السيطرة على مواقع جديدة مطلة على الخط الدولي الرابط بين اليمن والسعودية، وصولاً إلى منفذ البقع الحدودي بمحافظة الجوف.

وأكد المصدر مقتل 8 عناصر من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران خلال المعارك التي تلقت فيها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والعسكري.

من جانب آخر، أعلن رئيس شعبة التوجيه المعنوي بالحكومة اليمنية المعترف بها دولياً العقيد عبدالباسط البحر، مقتل قائد عسكري بارز يدعى طاهر حميد الشرعبي بنيران قذيفة أطلقها مسلحو جماعة الحوثي، في جبهة نهم، شرقي العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة "أنصار الله".

back to top