هتشكوك... والعالم العربي

نشر في 18-12-2018
آخر تحديث 18-12-2018 | 00:08
مليارات تهدر لشراء الأسلحة وتمويل الحروب في الوقت الذي تحصد المجاعة الحادة البشر، يالها من مأساة أكثر رعباً من أفلام المخرج الذي أبدع في أفلام الرعب!
 يوسف عبدالله العنيزي ألفريد جوزيف هتشكوك منتج ومخرج بريطاني تخصص في أفلام الرعب ونال شهرة عالمية , وفي عام 1939 انتقل إلى هوليود حيث أصبح مواطناً أميركياً ومن أشهر أفلامه "حديقة المسرات" و"الرجل الذي يعرف أكثر من اللازم". لا أدرى لماذا خطر على البال هذا المخرج الشهير أثناء متابعتي لما يدور في عالمنا العربي من أحداث، وأنا على يقين أن مخرج الرعب كانت قدماه سترتجف رعباً وتتجمد أطرافه لهول ما يراه في واقع عالمنا العربي من تكميم للأفواه وتقطيع للأوصال وتجويع للأطفال وتشريد للعائلات وهدم للمدن ولكل مظاهر الحياة الكريمة وحروب شعواء تدور بين أطراف تعد بالعشرات، ولا أحد يعرف ماذا يريد وإلى أين سيصل؟ مليارات تهدر لشراء الأسلحة وتمويل الحروب في الوقت الذي تحصد المجاعة الحادة البشر، يالها من مأساة أكثر رعباً من أفلام المخرج الذي أبدع في أفلام الرعب! ويشارك الإعلام العربي بكل مكوناته في بث الكراهية وغرس الأحقاد التي تهوي بنا إلى قيعان التخلف والتدمير الذاتي , وحصر علاقتنا بالعالم المتقدم في شراء الأسلحة وتكديسها، ولا أحد يعلم سنحارب من؟ ومن هو عدونا القادم؟ بل أصبح هذا التكديس للأسلحة مثار خوف وهلع وفقدان للثقة بين "الدول الشقيقة" وكل دولة تخشى جارتها.

من ناحية أخرى، فقد قرأت منذ مدة طويلة مقالاً لأحد كبار السياسيين الأميركان، جاء فيه أن أغلب دول العالم تشارك بطريقة ما في تحريك الاقتصاد العالمي في مجالات مختلفة، سواء الصناعية أو التبادل التجاري أو المجالات العلمية والطبية والعلوم الإنسانية أو اكتشاف مجاهل الفضاء وتطوير التعليم أو أي من المشاركات لتطوير المجتمع الدولي، فأغلب دول العالم تشارك في ذلك ما عدا الدول العربية، فلا تكاد مداخيل تلك الدول تصل إلى الجهات المعنية حتى تتحول إلى قصور فاخرة ويخوت فارهة وطائرات خاصة وسيارات مذهبة ولوحات فنية نادرة وكل مظاهر البذخ ومجالات الترفيه، وجزء من تلك المداخيل يذهب إلى فئة معينة غالباً ما تكون تلك الفئة المحيطة برجالات الأنظمة والجزء اليسير يذهب إلى بقية الشعب، ويذهب الكاتب إلى أن تكوين تلك الثروات الهائلة لدى تلك الدول وأثريائها قد جاء عن طريق الابتزاز برفع أسعار البترول بين فترة وأخرى , ونتيجة لذلك نرى الآن أن هناك حراكاً تقوم به بعض الدول الكبرى لقلب تلك الصورة لابتزاز بعض الدول العربية وتهديد أمنها وحتى تهديد وجودها، وذلك لاسترجاع تلك الأموال ودفع تكاليف الحماية وضمان الوجود.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top