مجلس الأمة المسلوب

نشر في 15-12-2018
آخر تحديث 15-12-2018 | 00:10
 يوسف أحمد المنديل نستغرب ضجة الشعب وانتقاده أعضاء مجلس الأمة، فالعضو لم يجلس على الكرسي الأخضر إلا بصوت المواطن، فاختيار المواطن بصناديق التصويت هو الذي يحدد مستقبله، فإذا كان مستقبله مشرقاً فالمواطن السبب، وإذا كان مظلماً فصوتك هو الذي أرداك.

بعض الأعضاء يتحول من ممثل للأمة إلى «صبي» يحب خشم علية القوم لتمرير معاملاته و«بلاويه»، فأي قانون يطرح على الملأ ويُصوت عليه بالموافقة بعكس ما يريده الشارع الكويتي هو نتيجة متوقعة، لأن الاختيار بالأساس خطأ وبعض الأعضاء لا يصلح أن يكون حارساً للأسواق، فما بالكم بأن يكون حارساً لأموال الأمة وحافظا لحريات الشعب؟!

اقتحام مجلس الأمة من الأعضاء ليس كارثة إنما المصيبة أن تجد عضو مجلس الأمة هو من يقتحم عليك بيتك ويضيّق عليك في راتبك، وبدل أن يكون هو صوت الشعب أصبح صوت الخيبة والعار، وحكومياً بامتياز.

مشكلة البلد ليست في صوت واحد أو خمسة أصوات، بل المشكلة والعلّة في «أعضاء النكبة» أعضاء مجلس الأمة عندما يركعون لصوت الدينار الحكومي بالمعاملات والمناقصات، فقضية البلد هي بالدرجة الأولى هي البيت الأبيض (مجلس الأمة) الذي يدخله العضو فقيراً ثم يصبح رجل أعمال ويدير شركات.

***

قيل في إحدى المعارك: «تقدم إلى نابليون ضابط نمساوي وأعطاه معلومات أعانته على كسب المعركة التي كان يخوضها ضد النمسا، ولما جاءه يتقاضى الثمن رمى له بصرّة من الذهب على الأرض، فقال النمساوي: ولكنني أريد أن أحظى بمصافحة يد الإمبراطور، فأجابه نابليون: هذا الذهب لأمثالك، أما يدي فلا تصافح رجلاً يخون بلاده».

ومما قاله نابليون في هذا الصدد: مثل الذي خان وطنه وباع بلاده كمثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه.

***

قال «جوناثان سويفت»: «القوانين كخيوط العنكبوت التي تصيد الذباب الصغير في حين تسمح للدبابير باختراقها».

***

قال ابن خفاجة الأندلسي:

درسوا العلومَ ليملكوا بجلالهم

فيها صدورَ مراتبٍ ومجالسِ

وتزهّدوا حتى أصابوا فرصةً

في أخذ مالِ مساجدٍ وكنائسِ

back to top