مطلق الجبعاء ينشد شعراً في جمعية الثقافة والفنون بالدمام

نشر في 15-12-2018
آخر تحديث 15-12-2018 | 00:00
مطلق الجبعاء
مطلق الجبعاء
قرأ الشاعر مطلق الجبعاء عدداً من قصائده في الأمسية الشعرية بجمعية الثقافة والفنون في الدمام.
حل الشاعر مطلق الجبعاء ضيفا على جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء أمس الأول، في أمسية شعرية نثر فيها القصيد على "مسرح الجمعية" لحنا تناغم مع ألحان "أوتار آلة العود"، وشجا "لحن القانون"، فعبقت الحروف بالياسمين وعطرت الكلمات أجواء المكان، وناجى الجمهور مع مناجاته لحبيبته، وهام بهم معه في سماواته الصافية.

وعلى غصن القصيدة، وقف محلّقا ينظر للبعيد يتأمل رحيل حبيب، وجدارا شاركه الجوار مع من لا يعرف، وقدمًا تركل حجرا على صاج شارع في عز الظهيرة، ودمعة تتسلل على فراق حبيبة، ولوعة فراق الصديق تدمي الفؤاد، افترش البساطة وتدثر بالحزن، واصطلت نيران حروفه من شرايين قلبه دفئا أثلج مشاعره بزمهرير المعاناة، ولسان حاله يقول:

هب الهوا غرب وانفكت حناياه للذكريات القديمة من سنينه

سوالف اللي سكن قلبي وخلاه

ما فارقتني وأنا ويني ووينه

لا زلت أسمع صدى صوته وذكراه

وأشوف حسنه واشمه ياسمينه

لو هو ترك قلب يجهل وش خطاياه

صابر لو الصبر بأطرافه غبينه

الشاعر السعودي مطلق الجبعاء شاعر عشق الحرف صوته الرخيم حاضر غير مستهلك، المتخلي عن كل العوالق والمهاجر نحو الذات، شاعر يلتقط معانيه من حصى الشوارع، يحول لوحات البلدية الى مطلع قصيدة، وحين نقرأ له نعود لأنفسنا نوستاليجا مرعبة يستطيع أن يصنعها بحروفه.

ثم أرسل رسالة عبر الحروف، شارحا عبر الإحساس قسوة اللحظة ومرارة العذوبة في الشعر.

كأنك تظن أن الشعر كلام؟ ضيعت الدليل

وكانك تظن أن الشعر مقدور جانبت الصواب

الشعر لحظة حاسمة تشابه السيف الصقيل

الشعر يفرز شاعرة يهاب ولا ما يهاب

لحظة كتابتها أحس القلب بضلوعي يسيل

واحس كل الأرض بعيوني غدت ريشة غراب

واحس كني شايل الدنيا وانا جسمي نحيل

واحس لو ما اكتب شعر بموت من كثر العذاب

تهيم "الكلمات" وهي تبعثر "الحروف" بين الأنغام، حيث يأخذ الشعر منحى مختلفا يغيب عن الواقع ليفيق في الماضي، يستنزف الذكريات بسخط وواقعيه لا محدودة جر معها الشاعر مخيلة الحضور الى لحظات حفظت في أرشيف ذكريات الماضي دثرت بغطاء من "التناسي"، لكن الشاعر استطاع أن يكسر جمود "الحديد" وينفض "الصدأ"، ويكسر "قفل الذاكرة"، ويستحثها لمجاراته في سخريته من الواقع المثالي باستسلام تام.

ويستمر التحليق في سماء الشعر بجناحي الحروف والكلمات، وجناح الإحساس والمشاعر، متنقلا بين أفنان الشعر يقف تارة على غصن الحزن وألم الفراق، وتارة على غصن الذكريات، وأخرى على غصن الأنين والألم والغصة، لكنه يعود ليواجه نفسه بكل واقعية عن كينونته، ويجيب على نفسه بفلسفته الخاصة، مستوحيا من واقعه إجابة لجميع علامات الاستفهام.

قرأ عدداً من قصائده بمصاحبة العزف الموسيقي على آلتَي العود والقانون
back to top