اعتقال مينغ... هل كان انتقاماً من «هواوي» بعد إقصائها أبل؟

نشر في 15-12-2018
آخر تحديث 15-12-2018 | 00:02
في الأول من شهر ديسمبر الجاري اعتقلت الشرطة الكندية مينغ وانجو المديرة المالية لشركة هواوي الصينية وابنة مؤسس الشركة. وواجهت مينغ إمكانية تسليمها إلى الولايات المتحدة بتهمة خداع عدة بنوك أميركية بالكذب حول علاقات شركتها مع شركة حاولت عقد اتفاقات مع إيران على الرغم من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وتملك الغضب بكين نتيجة لذلك.

وانتقدت وكالة الأنباء الرسمية الصينية «شينخوا» رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لسماحه بحدوث ذلك «الشيء الكريه». كما هددت الصين كندا أيضاً «بعواقب خطيرة» ووصف رئيس تحرير صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية هيو شنجن اعتقال مينغ بأنه عمل «ارهابي أكثر سوءاً من أي انتهاك عادي لحقوق الانسان».

ولم توافق مديرة منظمة حقوق الإنسان في الصين «هيومان رايتس ووتش» صوفي ريتشاردسون على ذلك التقييم. ثم مضت بكين خطوة أخرى عبر اعتقال محلل الأمن والدبلوماسي الكندي السابق مايكل كورفيك رداً على اعتقال مينغ. وبكلمات أخرى فإن الرجل الذي يعمل من أجل ضمان سلامة الناس قد اعتقل لأن بكين لاتحب حقيقة أن ترى شخصية من النخبة لديها – وربما تكون آثمة – أن تقدم للعدالة، وهي تعتبر ذلك انتهاكاً «بغيضاً «لحقوق الإنسان».

لكن قبل أن نتابع أكثر يتعين علينا مراجعة دورنا في صعود شركات التقنية الصينية العملاقة ورغبتنا الجشعة لإقامة أعمال تجارية معها فيما نغض النظر عن ممارساتها البغيضة.

ويقول اسحاق ستون في هذا الصدد: شركة هيكفيجن الصينية العملاقة للتقنية التي تزود معسكرات الاعتقال الصينية بآلات تصوير للمراقبة تحصل على الكثير من المساعدة من أصدقائها الأميركيين.

وشركة العلاقات العامة العملاقة بيرسون – مارستلر تكسب 25 ألف دولار شهرياً من خلال مساعدة فرع شركة هيكفيجن في الولايات المتحدة في تحقيق أهداف مثل التخطيط والتوجيه الاستراتيجي، وعينت شركة الضغط سيدلي أوستن عضو الكونغرس السابق ريك باوشر (ديمقراطي من فيرجينيا) لمساعدة هيكفيجن على مقاومة الحظر الأميركي لكاميراتها، وشركاء انتل مع هيكفيجن لتحسين الأتمتة في المعامل، كما أن شركة أمازون تبيع المئات من منتجات هيكفيجن.

ويحظر على هواوي دخول الأسواق الأميركية، وطلبت الولايات المتحدة من مزودي اللاسلكي والإنترنت في دول أخرى التوقف عن استخدام معدات اتصالات هواوي نظراً إلى أن بكين تستطيع في أي وقت أن تطلب من الشركة تقديم معلومات وتجعل منتجاتها بشكل فعلي تعمل على شكل أجهزة تجسس. لكن هواوي تستمر في الازدهار وقد عثرت على ثغرات للنفاذ الى الأسواق الأميركية، وتمكنت في هذه السنة من تجاوز شركة أبل لتصبح ثاني أكبر مصنع في العالم لأجهزة الهواتف الذكية بعد سامسونغ.

وماذا عن الشركات الأخرى؟ الكثير من الشركات الأميركية ترغب بشدة في التقيد بقوانين الصين لأن تلك الشركات تحقق مكاسب مجزية سواء في الصين أو الولايات المتحدة. وقد أبلغني أحد الأصدقاء في الآونة الأخيرة أن «الناس يسخرون مما تدعى» صفقة الصين، ولكن كيف يرغبون بمبادلة حريات معينة لأجل مكاسب مادية. كما لو أنهم باعوا أرواحهم أو ما شابه. ولكن إذا علمنا كل هذه الأشياء عن المنتجات الصينية ونكتفي باللامبالاة كيف نكون مختلفين حقاً؟»

● ديفيد فولودزكو

* (مجلة فوربس)

back to top