ماي «تترنح» بعد أقوى انقسام في صفوف حزب المحافظين

«الإسترليني» يسجل ارتفاعاً... والقمة الأوروبية ستجدد رفض إعادة التفاوض على اتفاق بريكست

نشر في 13-12-2018
آخر تحديث 13-12-2018 | 00:03
ماي تغادر مقر الحكومة في لندن أمس (رويترز)
ماي تغادر مقر الحكومة في لندن أمس (رويترز)
في حين لم يعد هناك سوى أقل من 4 أشهر على الموعد المقرر لخروج بريطانيا من التكتل الأوروبي في 29 مارس المقبل، كاد اتفاق «بريكسيت» الذي اقترحته رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة تيريزا ماي يطيحها من منصبها على يد حزبها.
طرح أكثر من 48 نائباً بريطانياً محافظاً مذكرة لسحب الثقة من زعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي لحزب المحافظين، اعتراضا على الاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي في شأن "بريكست".

وقبيل ساعات من تصويت حزب المحافظين (TORY) في مجلس العموم، ذكرت تقارير إخبارية عدة أن 174 عضوا برلمانيا محافظا أعلنوا دعمهم لماي، مما يسمح لرئيسة الوزراء بتجاوز اقتراع حجب الثقة بأغلبية مريحة.

ورغم توقيع 48 نائبا محافظا وثيقة دعوا فيه نواب الحزب إلى التصويت على طرح الثقة من رئيسة الوزراء، فإن ذلك يحتاج الى دعم أكثر من نصف عدد النواب المحافظين البالغ عددهم 315 عضوا.

وسجل سعر الجنيه الإسترليني ارتفاعا، بعد أن ذكرت "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، أن غالبية أعضاء البرلمان المحافظين سيدعمون ماي في التصويت على حجب الثقة. وعند الساعة 13.15 ت غ، وصل سعر الجنيه الإسترليني 1.2588 دولار، بعد أن انخفض إلى أدنى مستوى له منذ 20 شهرا، ليبلغ 1.2478. وسجل اليورو 90.17 بنسا.

ماي مستعدة

وكانت ماي قد حذرت من أن أي تغيير في القيادة خلال هذه المرحلة سيضع مستقبل بريطانيا في خطر، مضيفة أن رحيلها سيؤخر مسار "بريكست" أو يوقفه نهائيا.

وقالت في كلمة لها، ردا على قرار التصويت على سحب الثقة، إنها مستعدة لمواجهة الاقتراع، الذي سيجريه النواب المحافظون بمجلس العموم في وقت لاحق، معتبرة أن إدخال البلاد في مسار سياسي جديد للبحث عن خليفة لها بكل ما تنطوي عليه العملية من تجاذبات وخلافات، سيؤدي الى إضفاء مزيد من الضبابية والغموض، الأمر الذي ستكون له انعاكسات سلبية على الاقتصاد.

وفي تحذير صريح لمعارضيها المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي داخل حزبها، أوضحت ماي التي تواجه أكبر أزمة سياسية منذ توليها المنصب بعد شهر من تصويت البريطانيين في يونيو 2016 لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي، إنهم إذا أطاحوا بها فسيضطر أي زعيم جديد إلى تأجيل الخروج، أو ربما وقف العملية برمتها.

وأضافت في كلمة أمام مقر الحكومة في "10 داونينغ ستريت": "لن يكون هناك زعيم جديد قبل الموعد القانوني في 21 يناير، لذا فأي انتخابات على الزعامة تجازف بتسليم مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى أيدي نواب المعارضة في البرلمان".

ولاحقا، أعلنت رئيسة الوزراء خلال الجلسة التي تعقدها أسبوعيا في البرلمان للرد على أسئلة النواب، أن إجراء انتخابات جديدة "لا يزال مستبعدا، ولن يكون في الصالح القومي في هذا الوقت". وفي ردها على سؤال حول ما إذا كان بإمكانها استبعاد إجراء استفتاء ثان حول "بريكست"، قالت:" أعتقد أن علينا احترام الاستفتاء الذي أجري في 2016".

وكانت ماي قد اضطرت الى إلغاء زيارتها العاصمة الأيرلندية دبلن لبحث تعديل مسودة اتفاق الخروج، كما ألغت اجتماعا لمجلس الوزراء، في وقت تم الإعلان عن عقدها اجتماعا مع نواب حزبها قبل بداية التصويت بساعة.

ولو خسرت ماي الثقة، فإن انتخابات لاختيار قائد جديد للمحافظين كانت ستجرى خلال الأسابيع المقبلة سيصبح رئيس وزراء بريطانيا الجديد تلقائياً.

وتحدثت وسائل إعلام بريطانية عن إمكانية أن تكون ماي قدمت وعوداً للنواب بالتنحي قبل الانتخابات العامة المقررة في 2022.

دعم حكومي

وإثر الإعلان عن التصويت بسحب الثقة، سارع العديد من كبار أعضاء حكومتها للإعراب عن دعمهم لها.

وفي هذا السياق، قال وزير الداخلية ساجد جاويد، المؤيد لبريكست إن "آخر ما يحتاجه بلدنا الآن هو إجراء انتخابات لاختيار قيادة جديدة لحزب المحافظين". وأضاف أن "تحدي ماي سيبدو أنانياً وخطأ. رئيسة الوزراء تحظى بتأييدي الكامل، وهي الأفضل لضمان مغادرتنا الاتحاد الأوروبي في 29 مارس".

من ناحيته، أعلن وزير البيئة المؤيد

لـ "بريكست" مايكل غوف، أحد المرشحين المحتملين لزعامة "المحافظين"، أنه سيصوت لمصلحة ماي، وكذلك وزير الخارجية

جيرمي هانت.

ورصدت وسائل إعلام بريطانية، تغريدات أكثر من 100 نائب محافظ على "تويتر"، أعلنوا فيها دعمهم لرئيسة الحكومة.

وقبل ساعات من التصويت، أعلن غراهام برادي رئيس "لجنة 1922" في حزب المحافظين، تجاوز الحد اللازم للنواب المؤيدين لإجراء اقتراع على سحب الثقة، وهو 15 في المئة. وأضاف أن "الاقتراع جرى بين الساعة التاسعة و11 مساء في قاعة بمجلس العموم، وستعلن النتيجة في أقرب وقت ممكن".

ومن الممكن الإطاحة بماي إذا صوّت ضدها 158 من نواب المحافظين، وعددهم 315 نائبا.

محاولة إنقاذ

وفي محاولة أخيرة لإنقاذ الصفقة، قامت ماي بجولة على بعض العواصم الأوروبية، أمس الأول، حيث لقيت صدى كبيرا من شركائها الأوروبيين الذين رفضوا رفضا قاطعا أي محاولة لإعادة التفاوض حول "بريكست".

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بعد اجتماعها مع ماي، إن تغيير الاتفاق "غير ممكن على الإطلاق". كما أعربت ميركل، أمس، عن أملها في أن تتمكن بريطانيا من مغادرة الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق ينظم العملية، لكنها استبعدت أن تطرأ أي تغييرات على نص "بريكست" خلال القمة الأوروبية اليوم.

وأعربت ميركل أمس عن أملها أن تتمكن بريطانيا من مغادرة الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق، وقالت أمام النواب الالمان للبرلمان قبل يوم من قمة الاتحاد الأوروبي إن حكومتها "تعمل بشكل مكثف" بهدف الوصول الى هذه النتيجة.

وأضافت: "في الوقت نفسه لا ننوي تغيير اتفاق الانسحاب مجددا، ولا نتوقع أن تفضي النقاشات إلى أي تغييرات" في الاتفاق الذي اقترحته ماي خلال القمة.

وأشارت الى أن برلين بدأت اعتماد سلسلة تشريعات للاستعداد لاحتمال خروج بريطانيا بدون اتفاق، مما سيخلق فراغا قضائيا وذلك بهدف منح "ضمانات قضائية" في عدة مجالات لا سيما في مجال الضرائب للمواطنين البريطانيين المقيمين منذ فترة طويلة في ألمانيا وللألمان المقيمين في بريطانيا.

back to top