محارب والكاظمي تقصيا تطور المسرح الكويتي ووظائفه

«حديث الاثنين» تناولت تاريخ المسرح الكويتي ودوره في بناء المجتمعات

نشر في 12-12-2018
آخر تحديث 12-12-2018 | 00:05
بدر محارب يتوسط الكاظمي وجاسم القامس
بدر محارب يتوسط الكاظمي وجاسم القامس
ضمن فعاليات الموسم الثقافي لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، تطرق الكاتب بدر محارب والمخرج عصام الكاظمي إلى وظيفة المسرح في الكويت، من العصر الذهبي حتى الآن.
يعد النشاط المسرحي في الكويت من أبرز الأنشطة الثقافية، التي تتميز بها هذه الدولة، فهو له السبق على التجارب المسرحية في دول الخليج الأخرى، وكانت بداياته متميزة. ومن منطلق أهمية الموضوع شهدت القاعة المستديرة في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أمس الأول فعالية "حديث الاثنين"، ضمن الموسم الثقافي للمركز، وتمت استضافة الكاتب والمؤلف المسرحي بدر محارب، ومؤسس فرقة الجيل الواعي المسرحية عصام الكاظمي، ضمن فضاء حواري عنوانه "تاريخ المسرح الكويتي ودور المسرح في بناء المجتمعات"، وأداره المخرج جاسم القامس.

وتناول الحديث وظيفة المسرح في الكويت من العصر الذهبي حتى الآن، وما شكّله المسرح الكويتي من قيمه تاريخية تتجاوز الترفيه، إذ قدمت لنا الأعمال المسرحية من "العصر الذهبي" نظرة ثاقبة في السياق الاجتماعي والسياسي والاقتصادي آنذاك. ورغم عودة الإنتاج الثقافي من جانب مختلف المؤسسات والمنشآت الجديدة في الكويت، فإن المسرح بقي محصورا في عالم الماضي والحنين إليه، وإلى زمن يعتز به الجيل الذي شهده.

ومن خلال هذا الحوار سعى الضيوف نحو تقصي مدى تطور المسرح الكويتي ووظيفته. وتناول الحوار النقاط التالية: طبيعة العلاقات بين المخرج والمنتج، وبين الجمهور والنجوم، وكيف تؤثر على النص، ودعم المسرح، والعلاقة بين المسرح الوطني والإعلام، والقطاعات الخاصة والحكومية، والوعي المسرحي على المستويين الفني والاجتماعي، ومن يصنع رؤية المسرح؟ ودور الوزارات التوجيهية (الإعلام والتربية) في خلق مستقبل واعد ينافس إنتاج الماضي.

في البداية، قال محارب، الذي تحدث عن تاريخ نشأة المسرح في الكويت منذ بواكيره الأولى على يد المخرج المصري زكي طليمات واضع النواة المسرحية الكويتية، إن نمو هذه النواة أطلق حركة مسرحية وصفها بأنها فنية خلاقة ومبدعة ومهتمة بقضايا مجتمعها والمجتمعات المحيطة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، مرورا بتغير المسرح عبر الثمانينيات والتسعينيات، وصولا إلى يومنا هذا إلى ما يسمى المسرح التجاري.

ومن خلال حديثه قام محارب باستعراض بعض الظواهر المسرحية للحضور، ومن بينها تغير الأهداف ونوعية الجمهور وغيرها، مبينا أهمية وجود شخصيات متخصصة بالمسرح في الجهات المعنية تعي ما يحتاج إليه المسرح وتشجع رسالته السامية في المجتمع.

من جانبه، قدم الكاظمي عرضا مرئيا للجمهور تحدث فيه عن البدايات المسرحية في دولة الكويت، ابتداء من مسرحية "محاورة إصلاحية"، وهي أول مسرحية موثقة عام 1922، وصولا إلى المربي الفاضل عبدالعزيز الرشيد، شارحاً كيف استخدم الرشيد هذه المسرحية سعيا منه لإبراز مواهب الطلبة، وأيضا لترويج لتعليم النظامي.

وتحدث الكاظمي بعد ذلك عن ثاني مسرحية وهي "إسلام عمر"، التي أقيمت في مدرسة المباركية عام 1939، مشيراً إلى أن هناك فجوة بين المسرحيتين في المدة وهي 17 عاما، وقام بطرح سؤال الحضور عن سبب تلك الفجوة.

وتابع حديثه عن الأستاذ حمد الرجيب، وهو يعد أول كويتي درس الفنون المسرحية في القاهرة، مشيرا إلى أن ما ميّز الرجيب أنه كان يدرّس تخصصين، ففي الصباح كان يدرس علم النفس والتربية، وفي المساء يدرس المسرح، ومن ضمن الناس الذين تتلمذ على يدهم زكي طليمات، وبعد رجوع الرجيب قامت وزارة المعارف بالاستعانة بزكي طليمات، والذي بدوره كتب تقريرا مهما، موضحاً أن ذلك التقرير كتب في عام 1958، وما زال التقرير يحتوي أمورا صالحة للتطبيق في زمنا الحالي.

وانتقل إلى عدة محطات، ومنها أهمية المسرح ودوره، وطرح أكثر من نقطة، ومنها أنه في وقتنا الحالي هناك الكثير من المسرحيين والفنانين الذين لهم دور كبير، وأيضا تكلم عن المهرجانات المسرحية الموجودة على الساحة التي تساهم في صقل مواهب الشباب، وأيضا تطرق إلى بعض المسرحيات المهمة التي تمثل الكويت في الخارج خير تمثيل، ومنها مسرحيات المخرج سليمان البسام، وذكر مثالا مسرحية "حيال بوطير"، مبدياً استغرابه من منعها.

وأشار الكاظمي إلى أنه سافر خصيصا إلى بيروت حتى يتمكن من مشاهدة هذه المسرحية، التي كانت جدا مميزة، وأنه لم ير أي سببا لمنعها، معلقاً: "كانت المسرحية راقية ومميزة".

ووصل في حديثه إلى المسرح في الوقت الحالي، وعرض نموذجا مهما موجودا حاليا وهو مسرحية "موجب"، التي تجاوزت في عروضها أكثر من 62 عرضا، مشيرا إلى أن المسرحية أيضا مميزة جدا للفنان محمد الحملي، وتحمل قضية إنسانية بقالب كوميدي.

من ناحية أخرى، أكد الكاظمي أهمية المسرح المدرسي، والنشاط المدرسي، وضرورة إعادته إلى سابق عهده في إبراز وإخراج المواهب المهمة.

الكاظمي سلط الضوء على واقع المسرح حاليا مستدلاً بـ «موجب» التي تخطت الـ 62 عرضاً
back to top