آمال : شعبان وحكومتان

نشر في 11-12-2018
آخر تحديث 11-12-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي قبل أن نتناقش، أقسِم أنت بالله أن تكون منصفاً، ثم انظر بعينك المنصفة إلى ما فعله الفرنسيون بشوارعهم وبسيارات الخلق ومحلاتهم وبيوتهم والمرافق العامة، وقارنه بما فعلناه نحن، أثناء مسيراتنا، بشوارعنا وسيارات الخلق ومحلاتهم وبيوتهم والمرافق العامة.

أنت تعلم أننا لم نخدش حتى خد فراشة، ولم نزعج عصفورة، ولم نكسر حتى قلب نملة، بل كانت مسيراتنا سلمية وطنية راقية، هدفها انتشال الكويت من وحل الفساد وأذرع الضباع المفسدة. وكنا نحارب النهب فكيف ننهب، وكنا نصرخ في وجه من يهدم البلد فكيف نهدمه، ونجلب الماء للكويت فكيف نحرقها، ونطالب بالدفاع عن المرافق العامة فكيف نهاجمها؟

كنا نفعل ذلك، وكانت الحكومة تستعين علينا بكل فاسق عنيد وكل طبال عتيد وكل شيطان مريد. فاتهمتنا بحرق البلد، وتخريبه وتدميره وبث الرعب في قلوب الشعب. وكان صوتها عالياً، ولا صوت لنا. في حين أنها هي التي أفسدت وأوغرت الصدور وبثت الفرقة بين الشعب، وأتلفت كل ذي جمال، ونهبت حتى قطرات الماء في الصيف.

وفي مقابل كل ذلك، لم تسرق الحكومة الفرنسية، ولم تنهب مقدرات فرنسا وخيراتها، وما جعلت الواسطة عمود الحياة في فرنسا، ولا استرضت الطبالين بمزارع وجواخير وزبرجد وأرائك وقسائم، ولا تصرفت بخزينة فرنسا وكأنها "عيادي" تملكها. لا، لم تفعل ذلك. هي قررت رفع الضريبة كرؤية اقتصادية، ثم تراجعت بعد أن رأت غضبة شعبها، ولم تقتله ولم تسحب جنسيته، كما يطالب عنصريونا، ولم تخنق وسائل الإعلام المعارضة لنهجها وتوجهها.

فبالله عليك، أي الشعبين أكثر وطنيةً ورقياً؟ وأي الحكومتين أكثر وطنيةً ورقياً؟ كن منصفاً.

back to top