رحلة خاطفة

نشر في 08-12-2018
آخر تحديث 08-12-2018 | 00:03
 عفاف فؤاد البدر تعد جزر الكويت معلما من معالمها الكبيرة والعظيمة لو تم تطويرها والاهتمام بها، وتعد مراكز سياحية واقتصادية في الوقت نفسه، ومتنزها لشعب الكويت، ويعتبر مركز الكويت الجغرافي حيويا، تكاد تطاوله الأعناق لقوة استراتيجيته، فمن الأولى الاهتمام والاستفادة من مزاياها، وتعدّد مصادر الدخل من خلال استثمارها وإمدادها بكل وسائل الحياة والخدمات اللازمة.

فقد زرت الأسبوع الماضي جزيرة فيلكا، وهي زيارتي الأولى، وسعدت بوسيلة المواصلات التي ذكرتني برحلتي لليونان والانتقال عبر اليخوت أو العبّارات ومختلف وسائل النقل البحرية الترفيهية، فاستمتعت بوصولنا حيث الغروب الجميل يطل من تلك الجزيرة ذات التاريخ العظيم.

ومثل هذه الآثار لدى الكويت ينبغي أن تدرس بشكل واقعي لا من خلال الكتب والمدارس، فالطالب، ما لم يشاهد بعينه، لن يدرك قيمة الشيء الذي يُحشى في رأسه على العموم، وبما أنها زيارتي الأولى فإنني لم أضع أي توقعات، لذلك استمتعت وعشت أجمل اللحظات مع فريق الرحلة.

وعند وصولنا حل الظلام فابتدأت الفعاليات في اليوم التالي، حيث كان برنامج الرحلة عبارة عن زيارة متحف فيلكا وآثار الدمار العراقي للبنك الوطني، ومخلفات المعتدي العراقي من دبابات وقاذفات ومدرعات، وفي اليوم الذي بعده كان جدول زيارة المدارس القديمة وكيف طالها الغزو العراقي؟

بصراحة أصبحت أقلب كفي على مثل هذه الزيارات، وما شاهدته من بقايا آثار الغزو لهذا اليوم بعد مضي ٣٠ عاما تقريبا، وما زال هناك مثل هذه المخلفات، والأدهى أننا قابلنا أحد رجال الداخلية هناك يوصينا بأخذ الحذر، فوجهت سؤالي له: هل يعقل بعد مضي كل تلك السنين أنه لم يتم التنظيف وإزالة تلك الآثار؟

تخيلت نفسي زائرا أجنبيا، وفعلا كان هناك بعض الأجانب، وتحسرت لا على ما مضى من دمار وخراب، بل على حال هذه الجزيرة التي لو كانت بيد هؤلاء الأجانب لقلبت جنة، لقلبت متنزها سياحيا، لقلبت "والت ديزني"، وتوافر فيها أكثر من فندق، وكثير من خدمات الحياة. فاليونان عرفت كيف تستغل جزرها خير استغلال، فاستفادت من الشواطئ ووفرت سبل الحياة والعيش على هذه الجزر التي تتجاوز ٢٠٠٠ جزيرة؛ فما بالنا بـ١٠ جزر لا نسترعيها اهتمامنا؟ افتحوا المجال لكل مستثمر من هذا البلد غيور على بلده، كي نرى الكويت جنة كما كانت، لماذا نسافر بعيدا وفي كويتنا ما يمكن جعله متنفساً لنا؟

نرجو أن يكون مشروع الحرير لجزيرة بوبيان بداية إضاءة شمس النهار من جديد، فالكويت جميلة وستظل جميلة طالما يوجد فيها أناس شرفاء وقلوبهم تسعى إلى النهوض بمستوى البلد وجعله محط أنظار السياح من شتى بقاع العالم!

back to top