ألبرتا تخفض الإنتاج بعد انهيار برميلها إلى 15 دولاراً فقط

نشر في 08-12-2018
آخر تحديث 08-12-2018 | 00:02
No Image Caption
تحسنت أسعار النفط الأسبوع الماضي على وقع خفض في الإنتاج لم يكن مصدره مقر منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في "فيينا" بل حكومة مقاطعة "ألبرتا" الكندية. وعلق بنك "كومرس" أنه "ربما كان يتعين على أوبك دعوة كندا إلى اجتماعها الذي انعقد يوم الجمعة".

وأعلنت رئيسة وزراء مقاطعة ألبرتا راشيل نوتلي أن الخفض في الإنتاج جاء "بسبب التباين القياسي في أسعار النفط الذي يكلف الاقتصاد الوطني أكثر من 80 مليون دولار يومياً".

وكان سعر نفط "وسترن كندا سيلكت"، هبط إلى أقل من 15 دولاراً للبرميل أي بخصم هائل مقارنة مع نفط غرب تكساس الوسيط الذي كان يتراوح عند 50 دولاراً للبرميل. وقال مكتب رئيسة الوزراء إن "فجوة السعر نجمت عن عدم قدرة الحكومة الفدرالية طوال عقود على بناء خطوط أنابيب وقد ترك فشل أوتاوا في هذه المنطقة منتجو الطاقة في مقاطعة ألبرتا أمام قلة من الخيارات من أجل تحريك منتجاتهم، مما أفضى إلى أخطار كبيرة في صناعة الطاقة والوظائف في ألبرتا".

وتنتج صناعة النفط في مقاطعة ألبرتا حوالي 190 ألف برميل يومياً فائضاً عن سعة النقل، ويملأ الفائض المخزون بسرعة وسوف يطلب من منتجي النفط القيام بتخفيضات بنسبة 8.7 في المئة أي 325 ألف برميل في اليوم اعتباراً من يناير المقبل. وبمجرد خفض التخمة في المخزون سوف تهبط التخفيضات إلى 95 ألف برميل يومياً وتستمر طوال عام 2019.

حماية صغار المنتجين

وسوف يتم استثناء أول 10 آلاف برميل يومياً من الخفض الإلزامي بغية تفادي التأثير السلبي على صغار المنتجين، وسوف يكون خط الأساس المستخدم لحساب الخفض وفقاً لأعلى مستوى إنتاج لكل منتج خلال الأشهر الستة الماضية. وتتوقع نوتلي أن ترفع تخفيضات الإنتاج أسعار نفط وسترن كندا سيلكت بحوالي 4 دولارات للبرميل بما يضيف 1.1 مليار دولار إلى عوائد الحكومة بين عامي 2019 و2020.

ومضت حكومة المقاطعة إلى وصف الإجراء بأنه مؤقت ويقدم مكاسب لأموال الحكومة – وقالت نوتلي: "موارد الطاقة في ألبرتا هي ملك لكل مواطن وعلينا واجب حماية تلك الموارد ولكن هذه الموارد تباع الآن مقابل سنتات".

وتأتي تخفيضات الإنتاج بعد أيام من إعلان نوتلي أن حكومتها تدرس تقديم دفعات لزيادة سعة الخط الحديدي بهدف التخفيف من الاختناقات. ويضيف ذلك الخط سعة نقل تبلغ 120 ألف برميل في اليوم ولكن لن يكون متاحاً قبل سنة وسوف يحتاج إلى وقت للتحسن. ومن المتوقع أن يكتمل بناء خط انبريدج 3 البديل في نهاية العام المقبل وسوف يوفر أول زيادة كبيرة في سعة النقل.

وعلى أي حال، ونظراً إلى أن ذلك سوف يحتاج إلى وقت طويل وخصوصاً مع هبوط نفط وسترن كندا سيلكت إلى نحو 10 دولارات للبرميل فقد شعرت حكومة مقاطعة ألبرتا أن عليها القيام بعمل ما.

وحظي التدخل الاستثنائي في السوق بدعم من جانب كبار التنفيذيين في قطاع النفط الكندي كما أن البعض من المنتجين خفضوا في الأساس من إنتاجهم خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الهبوط المؤلم في أسعار النفط، لكن ثمة مشكلة في هذا التفكير تتعلق بالمحرك الأول. وأي جهد يهدف إلى خفض الإنتاج من جانب شركة سوف يشكل فائدة بالنسبة إلى شركة أخرى. وهكذا كان رأي البعض من مديري النفط هو أن إجراء الحكومة يمكن أن يوفر طريقة منتظمة لخفض الإنتاج وتضييق فجوة الفوارق في السعر.

الحالات الملحة فقط

وقال بيان للرئيس التنفيذي لشركة سينوفاس أليكس بوربيكس، "فيما سبق أن استخدم الخفض من حكومات سابقة، نحن نعتقد أن ذلك يجب أن يتم لفترات قصيرة وفي الحالات الملحة فقط. وهذه حالة ملحة وليس من المنطقي بالنسبة لمقاطعة ألبرتا أن تقف متفرجة فيما تباع مواردها النفطية بثمن بخس، وتخسر خزانة المقاطعة ما يصل إلى 100 مليون دولار يومياً وتستمر الزيادة في الوظائف وتعاني صناعتنا جراء فقدان المليارات من الدولارات عبر تدمير القيمة في الأجل الطويل".

وقد يحدث التأثير الأكبر في الربع الأول من عام 2019. وسوف يقلص التخفيض بعض المخزون ويسمح بخفض مرحلي، كما أن زيادة سعة الخطوط الحديدية يمكن أن تخفف من أعباء وسط المجرى أيضاً. وقال بنك غولدمان ساكس في مذكرة " نحن نترجم مرحلية الخفض المعلن على أنها إبقاء الإنتاج منخفضاً بمعدل 50 ألف برميل يومياً محسوبة على أساس سنوي في عام 2019 و 200 ألف برميل يومياً أقل من تقديراتنا السابقة مع حدوث التأثير الأكبر في الربع الأول من عام 2019 (منخفضاً 225 ألف برميل يومياً محسوبة على أساس فصلي) قبل أن يبدأ عمل الخط الحديدي تدريجياً من شهر أبريل فصاعداً".

وما يستحق الملاحظة هو أن سنوات من معارك خط الأنابيب من جانب مجموعات حماية البيئة والمجتمعات المحلية والدول الأولى قد حملت البعض من الثمار. وعدم القدرة على بناء خط أنابيب رئيسي وضع سقفاً على سعة وسط المجرى وتفاقمت الاختناقات بمرور الوقت وأفضت في نهاية المطاف إلى الإعلان، الذي صدر أخيراً عن ألبرتا، الذي أمر بإغلاق البعض من إمدادات النفط. واستخفت مجموعات الصناعة والنقاد بالمحتجين وأعلنت أن النفط سوف يجد طريقه إلى السوق بشكل أو بآخر. وعلى أي حال فإن التأخير في خط الأنابيب والمأزق قد أبقى النفط في باطن الأرض.

back to top