حبوب صغيرة بمفعول كبير؟!

نشر في 08-12-2018
آخر تحديث 08-12-2018 | 00:00
No Image Caption
تَعِدنا المكملات دوماً بتنعيم بشرتنا وزيادة رونقنا وتجديد شبابنا، لكن هل تستطيع أن تُحسّن وضعنا من الداخل والخارج؟
من منا لا يبحث عن سر الشباب الأبدي، أو سر البشرة المشرقة على الأقل؟ نسمع وعوداً بتحدي الشيخوخة عبر أخذ جرعات خارقة، لذا يصعب علينا أن نُحدد ما يمكن تصديقه. لكن في عالم الجمال الذي يشهد تحولات هائلة اليوم، ستفوّتين حلاً جوهرياً ما لم تستهلكي مستحضرات الرعاية بالبشرة! لا نعني بذلك تناول كريم الترطيب الغني بخلاصة البابايا على الغداء، بل نتكلم عن نوع جديد من المكملات المستقبلية التي تغذي البشرة والشعر من الداخل والخارج.
نقدّم لكِ المغذيات الدوائية: تَعِدك هذه المغذيات القابلة للهضم باستهداف تجاعيد البشرة وشحوبها، حتى أنها قد تزيل السيلوليت عبر تغذية مجرى الدم بالبروتينات والفيتامينات. عموماً، يمكن إيجاد هذه المنتجات على شكل حبوب أو سوائل. قد تظنين أنك سمعتِ هذه الادعاءات سابقاً، لكن تبرز معطيات علمية مقنعة تدعم هذه الوعود. لهذا السبب، يشهد قطاع المنتجات الجمالية الصالحة للأكل ازدهاراً كبيراً. إذا كنت تتمنين أن تسترجعي بشرة مثالية وشعراً صحياً، سيصعب عليك أن تتجاهلي المغذيات الدوائية!

نتائج عيادية مثبتة

لنبدأ بأهم علاج أسطوري للبشرة: الكولاجين! يحافظ هذا البروتين الخارق على بشرة مشدودة وناعمة. لكن كما يحصل مع المزايا الأخرى التي تتمتعين بها في شبابك، قد تُستنزَف إمدادات ذلك البروتين فجأةً. يُعتبر إنتاج الكولاجين محدوداً ويبدأ بالتراجع بعد عمر العشرين. إنه عنصر أساسي في عدد كبير من المنتجات الموضعية، لكن لم تتأكد قدرته على اختراق باطن الجلد بعد. لذا ظهرت موجة جديدة من مشروبات الكولاجين على اعتبار أنّ شرب الكولاجين، بدل دهنه على البشرة الخارجية، قد يعطي النتائج المنشودة.

في آخر سنتين، طُرِحت في الأسواق كميات هائلة من المشروبات على شكل جرعات من الكولاجين ويمكن إيجادها في متاجر الأغذية الصحية والصيدليات. ولما كان العلماء لا يصدقون كل ما يقال بسهولة، فبدؤوا يختبرون الكولاجين القابل للهضم. يقول ستيفن شوارتز، مؤسس مختبر IRSI المستقل والمعنيّ بإجراء أبحاث عن مستحضرات التجميل: «تثبت أبحاثنا أننا نستطيع أن نزيد مصفوفات الكولاجين (الهياكل التي يتشكل منها الكولاجين) بنسبة 10 % على مر 12 أسبوعاً. ربما يبدو التحسن الذي يقتصر على 10 % ضئيلاً، لكنه كافٍ لشد البشرة بدرجة ملحوظة».

إنه الفرق الذي تلاحظينه في المرآة حين تجفّ بشرتك بعد رحلة طويلة. عند البحث عن المعطيات العلمية وراء هذه النتيجة، اكتشفت الدراسة، التي طلبت من المشاركات استهلاك 500 ملغ من الكولاجين يومياً، أن خطوط الوجه وتجاعيده تحسنت بنسبة 13.2 %، وقد تراجع في الوقت نفسه جفاف البشرة الذي يُعتبر أبرز سبب لمظاهر الشيخوخة بنسبة 76 %.

على صعيد آخر، نُشرت نتائج تجربة مختلفة في مجلة «علم عقاقير الجلد ووظائف الأعضاء» بعدما أعطت 100 امرأة جرعة غرامين ونصف الغرام من ببتيدات الكولاجين المتحلل: يتفكك هذا الشكل من الكولاجين مسبقاً بطريقة جزئية لتسهيل امتصاصه. حين أخذت النساء تلك الجرعة مرة في اليوم، طوال ثمانية أسابيع، لاحظن تراجعاً في عمق التجاعيد حول العيون بنسبة 20 %. بقيت النتائج على حالها بعد مرور ثمانية أسابيع.

علاج لزيادة إنتاج الكولاجين

لتضخيم آثار الكولاجين، تقضي أحدث نزعة بين العلماء بالجمع بين هذا العنصر ومكوّنات أخرى مضادة للشيخوخة. نُشرت دراسة أخرى في «مجلة الغذاء الطبي» ورصدت أثر الكولاجين المخلوط مع الأستازانتين المضاد للأكسدة والموجود في الطحالب وثمار البحر الزهرية، ما يُنشئ حاجزاً في وجه الأشعة فوق البنفسجية. فاكتشفوا أن جمع هذين النوعين القويين من المكملات (0.75 غرام من كولاجين السمك الأنزيمي المُتحلَّل و1 ملغ من الأستازانتين) يُحسّن مرونة البشرة التي تشيخ تحت تأثير الشمس ويُعزز دورها كحاجز جلدي، كذلك يقمع الأنزيمات التي تفكك الكولاجين والإيلاستين بنسبة 68 % و77 % على التوالي.

نتيجةً لذلك، تزيد صلابة البشرة. لكنك لن تحتاجي إلى الكولاجين للحفاظ على انتفاخ الوجه. يسهم حمض الهيالورونيك الموجود طبيعياً في الجسم في إصلاح الأنسجة وتعزيز نمو الكولاجين والحفاظ على ترطيب الخلايا. لكن للأسف، يتراجع إنتاجه مع التقدم في السن ويتأثر بعوامل بيئية سلبية مثل التلوث. مجدداً، يمكن الاستفادة من بعض العلاجات: كشفت دراسة أجرتها جامعة «توهو» في اليابان أن أخذ بين 120 و240 ملغ من حمض الهيالورونيك عن طريق الفم يومياً يُرطِّب البشرة من الداخل، وذلك عبر تخفيض مستوى فقدان الماء وزيادة الرطوبة في عمق المساحات الواقعة بين الخلايا الجلدية.

مصادر غذائية مفيدة

يعبّر شوارتز عن تشكيكه بأثر استهلاك حمض الهيالورونيك رغم تأييده استهلاك الكولاجين: «نعرف أن حمض الهيالورونيك فاعل جداً موضعياً ولكنه يتفكك بسرعة داخل الجسم، لذا لا يمكن أن نؤكد تلقي المنافع نفسها عند أخذه عن طريق الفم. تميل الدراسات المرتبطة بهذا الحمض إلى مراقبة بشرة المشاركين أكثر مما تتكل على أخذ خزعات منها، مع أننا نحتاج إلى هذا النوع من الخزعات لإثبات فاعليته. من ثم، لا نملك أدلة كافية في الوقت الراهن».

تكثر الأبحاث التي تدعم فاعلية جزء من المغذيات الدوائية على الأقل، لكن لم يقتنع بها بعض العلماء، من بينهم خبيرة التغذية هيلين بوند. بحسب رأيها، يُفترض أن تشتق المغذيات التي نحتاج إليها من الحمية الغذائية، ويمكن تلقي حمض الهيالورونيك من مأكولات مثل مرق العظام والخضراوات الجذرية والورقية. كذلك، لا تظن بوند أننا نحتاج إلى أخذ أي مكملات: «لا نحتاج إلا إلى الفيتامين C لتصنيع الكولاجين. وإذا كنت تستهلكين كمية كافية من الفاكهة والخضراوات الطازجة، فيُفترض أن ينتج جسمك ما يكفي من الكولاجين أصلاً».

خيار مثير للجدل

يتعلق جانب شائك من هذا الموضوع بغياب أي توصيات علمية بشأن كمية الفاكهة والخضراوات التي نحتاج إليها لإطلاق عملية إنتاج الفيتامين C والكولاجين. تبيّن أن أقدام الدجاج من أفضل المصادر الغذائية للكولاجين الصافي! لكن لا بد من أكل 25 قطعة للحصول على 500 ملغ في اليوم، وهي كمية غير منطقية طبعاً. لهذا السبب، لم يقتنع شوارتز بإمكانية تحقيق النتائج المسجلة في المختبر عبر تبني نظام غذائي مناسب بكل بساطة: «صحيح أن الحمية الغذائية تعطي جزءاً من هذه المنافع تلقائياً، لكن إذا كنت تفتقرين إلى بعض المغذيات بسبب التقدم في السن أو أسلوب الحياة، أثبتت التجارب العلمية أن هذه المكملات تعطي دفعة من المنافع وتُحسّن وضع البشرة».

إذا لم يكن نظامك الغذائي مثالياً، ربما تكون المغذيات الدوائية أفضل مقاربة للحفاظ على صحة بشرتك في المرحلة المقبلة!

الكولاجين عنصر أساسي في منتجات تجميلية موضعية عدة
back to top