تعليم أم تسييس؟

نشر في 07-12-2018
آخر تحديث 07-12-2018 | 00:04
 يوسف سليمان شعيب نعم هناك ما ينذر بخطورة ما يدار في أروقة وزارة التربية، حيث بانت كل التوجهات مع جميع المناصب القيادية منها والإشرافية في صفيها الأول والثاني، بأن يتمتع بها من يندرج تحت المنهج والتيار الإخواني، وهذا حُذّر منه سابقا، والتحذير قائم وبشدة في وقتنا الحاضر.

ونحن هنا لسنا بصدد التشكيك في ذمم الخلق، ولكن إذا خضع التعليم لمناهج التيارات السياسية وتوجهاتها "فقولوا وداعا للتعليم وللأجيال القادمة"، والقريب من مفاصل وزارة التربية سيرى كلامنا ينبع من واقع وحقيقة كالشمس التي لا يغطيها المنخل، ومن يرد أن يعي ذلك فلينظر إلى المناصب القيادية والإشرافية، والتوجهات المرسومة منذ فترة، حيث كانت تعد بطريقة احترافية ماكرة هدفها إيصال من هو محسوب على التيار الإخواني، أو ممن يمكن أن يخدم التيار من خلال المنصب، فلقد أعدوا الصفوف بعد أن اجتثت جذورهم من الأوقاف، وكأني أراهم يتغللون كالسرطان في دهاليز التربية والتعليم.

نحن نعلم أن الأمر كان يعد على نار هادئة، ولكن تزامنا مع الأحداث التي مرت بها الوزارة، والتي أدت نتيجته إلى إعفاء الوكيل والوكيل المساعد من منصبيهما وإحالتهما إلى التقاعد، وهذا ما هو إلا ثغرة تم استغلالها أيما استغلال للاستعجال في ضخ العناصر الموالية للتيار، حيث أصبح للتيار في أغلب المناصب القيادية والإشرافية ولاء ومحسوبية، هاضمين بذلك حق من يستحق أن يكون في تلك المناصب.

وفي خلال الأيام القليلة القادمة، هناك تجهيز لتولي أشخاص موالين للتيار في مناصب أكبر من التي هم فيها، وكما قلنا، هاضمين بذلك حقوق أناس لهم الأحقية في تلك المناصب، ولكن لكونهم بعيدين كل البعد عن التيار وأهله، سيحاربون حتى لا ينالوا تلك المناصب، على الرغم من أنهم أكفأ ممن سبقهم بسبب المحسوبية والولاء للتيار.

وختاماً رسالة إلى معالي الوزير: لا تنخدع بكل ما يقال ويصور لك، فالواقع أكثر مرارة، والعنكبوت قد تنصب شراكها لك لتقع فيه، وتكون لقمة سائغة لها، فتملي عليك ما تريد ووقتما تريد ولمن تريد.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top